الإصابة به لا تقتصر على الكبار.. ** مرض ارتفاع ضغط الدَّم الشرياني من الأمراض التي شهدت ارتفاعاَ رهيباَ في المجتمع الجزائري وخاصة لدى فئات الشباب الذين لا تتعدى أعمار بعضهم 18 سنة وبنسب إصابة وصلت إلى 3 أضعاف مقارنة بالنسب المتعارف عليها عالمياً وهذا بخلاف المعتقدات الطبية السَّائدة لدى الكثيرين بأن هذا المرض لا يصيب إلا كبار السِّن ومن بلغوا من الكبر عتياً أو المصابين بأنواع معينة من أمراض القلب أو السّكري فهذا المرض الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في حالات كثيرة علماً بأن هناك ما بين 60 إلى 65 بالمائة ممن هم فوق سن 35 سنة مصابون بضغط الدم ومعظمهم يجهلون إصابتهم به نظراً لعدَّة عوامل ومن بينها إهمال الرقابة الطبية وكذلك القيام بزيارة الأطباء المُختصين وذلك بصفة دورية ويعرف المُختصون والخبراء مرض ارتفاع ضغط الدم بأنه مرض ينتج بسبب حدوث خلل في توزيع الدم في أنحاء الجسم المختلفة وفي نوعيّ ضغط الدم المتعارف عليها طبياً وهما ضغط الدم الانبساطي وضغط الدم الانقباضي وعندما يتجاوز مستوى ضغط الدم في الأوعية الدموية مستوى 140 ملم زئبقي يعتبر ضغط الدم عندها من النوع الانقباضي وعندما يتجاوز ضغط الدم 90 ملم زئبقي يعتبر من النوع الانبساطي وذلك يؤشر إلى بداية معاناة المصاب بمشاكل حقيقية في توازن معدلات ضغط الدم الطبيعية ويتم قياس ضغط الدم في العادة بواسطة جهاز طبي بسيط يعطي قراءات بمليمترات زئبقية أو بواسطة أجهزة الكترونية عادة ما تكون أقل دقة وتحتاج إلى ضبطها وبصفة دورية وفي معظم الأحيان فإن الإصابة بمرض ارتفاع الضغط الدموي تكون مصاحبة للإصابة بعدَّة أمراض كذلك من بينها أمراض الغدة الدرقية وكذلك أمراض الارتجاج الأورطي والحمى بمختلف أنواعها بالإضافة إلى الإصابة بأمراض الكلى ومنها مرض تصلب الشَّرايين والتهابها وحدوث جلطة دموية في شرايين الكلى وأمراض المناعة الذاتية التي تصيب الكلى ومرض النقرص وتعدُّ أمراض الكلى من أهم مُسببات أمراض ضغط الدَّم بالإضافة إلى الأمراض الهرمونية مثل أمراض الغدة سواءُ بالنقص أو الزيادة وأمراض الغدَّة الجار كلوية وتناول بعض الأدوية التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الدموي كأقراص منع الحمل وكاربينو كسولون وهو دواءٌ ممنوع حالياً في دول عدَّة ولا ننسى دواء الكورتزون وهناك أنواع معينة من هذا المرض الدموي تكون في العادة غير معروفة الأسباب وهناك العديد من النظريات العلمية تشير إلى أن الأسباب الحقيقية للإصابة قد يكون مصدرها جيني بحت. وهناك عدَّة طرق طبية وعلاجية لتخفيف من حدَّة مرض ارتفاع ضغط الدموي ومنها علاج المرض المصاحب وأيضاً علاج أي خلل في شريان الكلى والقيام بعلاج أمراض الغدَّة الدرقية وكذلك التوقف عن التدخين وعدم شرب القهوة بشكل متكرر وأيضاً الامتناع التَّام عن تعاطي المشروبات الكحولية وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ودائم وهناك بعض أمراض ارتفاع الضغط الدموي تستدعي تناول أدوية معينة ومنها أيزوبتين ونايفيدبين وأندرال وبيتالوك وتينورمين ولبعضها أثار جانبية طبعاً ولكن لا يتمّ تناولها إلا بعد الخضوع لفحوصات طبيبة وبعد استشارة الطبيب المُختص بعلاج المريض وبعد أخذ موافقته المسبقة ويبقى هذا المرض من الأمراض التي لم تؤخذ حقها من الاهتمام والدراسة بسبب أنه من الأمراض الدموية التي تصيب الإنسان بطريقة دراماتيكية مفاجأة وكذلك لأن المجتمع الجزائري المحافظ لا يتقبل إصابة أحد أفراده بهذا المرض ودون سابق إنذار خصوصاً وأن الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم الشَّديد قد تؤدي إلى دخول المصاب به غرفة الإنعاش ولفترات طويلة وربما يودي بحياته إذا تعرض المريض لصدمة نفسية أو عصبية حادة ولذلك يجب أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع هؤلاء المرضى ومراعاة حالاتهم النفسية والعمل على إسعادهم وعدم إغضابهم أو إصابتهم بحالات حزن أو اكتئاب مزمنة. وفي الأخير تبقى السّلطات الطبية تتحمل المسؤولية الكبرى في التكفل بضحايا مرض ارتفاع الضغط الدموي والذين يعانون يومياً بسبب غلاء بعض الأدوية وعدم توفرها بكميات كافية وعلى الإنسان أن يخضع لفحوصات طبية مرة كل 6 أشهر على الأقل لكي يتأكد بأنه غير مصاب به أو بأمراض ترتبط به ارتباطاً وثيقاً في العادة.