وضع وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس الأحد حدا للمضاربات الإعلامية والسياسية بخصوص تكلفة إنجاز الطريق السيار، حين كشف أن القيمة الإجمالية »الحقيقية« لأشغال إنجاز مشروع الطريق السيار شرق-غرب هي 11 مليار دولار »لا أكثر ولا أقل«. دعا الوزير غول، بسطيف، خلال حفل تسليم المقطع السيار الرابط بين ولايتي برج بوعريريجوسطيف على مسافة 34 كلم على ضرورة الكف عن »المزايدات« و»صناعة الأوهام« من طرف بعض الأطراف بهذا الشأن معتبرا أن ذلك »لا ولن يخدم البلاد ولن يجعلها تتقدم ولو بخطوة واحدة«. وجدد وزير الأشغال العمومية تأكيده أن مشروع الطريق السيار شرق-غرب هو »إنجاز ضخم« ويعد »مفخرة للجزائر ولكل الجزائريين تم تحقيقه بفضل تكاثف جهود جميع الفاعلين من عمال وإطارات وكفاءات جزائرية من الساهرين على شؤون البلاد«، مشيرا إلى أن 90 بالمائة من الطول الإجمالي للطريق السيار شرق-غرب والممتد من الحدود الجزائرية-المغربية إلى الحدود الجزائرية-التونسية تم إنجازه في مدة »قياسية وقبل آجاله التعاقدية« معتبرا أن ما تم تحقيقه إلى حد الآن يعد »انتصارا كبيرا للجزائر«. وحسب غول، فإن المشروع مكّن من كسب وتكوين 4 آلاف و500 من الطاقات والكفاءات الجزائرية ملمة بشؤون الطرق السريعة ستكون »رأس المال الحقيقي للجزائر ما بعد البترول وستسمح بتأطير أي مشروع في المستقبل«. وكان السيد غول أشرف رفقة ممثل من مجمع كوجال الياباني على فتح هذا الشطر من الطريق أمام حركة المرور ليتم بذلك استلام كامل المقطع الخاص بولاية سطيف والممتد على مسافة 75 كلم. وباستلام هذا المقطع سيكون بإمكان مستعملي الطريق السيار من الآن فصاعدا من قطع المسافة بين الأخضرية (البويرة) وضواحي شلغوم العيد (ميلة) عبر الطريق السيار بدون انقطاع وذلك في انتظار تسليم باقي المقاطع الأخرى على مستوى أقصى شرق الوطن. وسيمكن هذا الشطر الذي يشمل بالإضافة إلى 34 كلم محولا على مستوى بلدية عين أرنات بطول 3. 2 كلم بالإضافة إلى 25 منشأة فنية و68 منشأة مائية من تسهيل حركة مرور المركبات من جهة وتخفيف الضغط على الطريق الوطني رقم 5 من جهة أخرى. واستنادا إلى الوزير فمن المنتظر أيضا استلام أشغال الطريق السيار في شطره الخاص بولاية قسنطينة في »غضون جوان المقبل«. وتفقد السيد غول في مستهل زيارته لولاية سطيف محولا ببلدية عين أرنات بالمخرج الغربي لمدينة سطيف يربط الطريق السيار بمطار »8 ماي 1945« وآخر بمنطقة »الحاسي« يربط عاصمة الهضاب العليا بالطريق السيار ومنه نحو شرق البلاد. واختتم الوزير زيارته بإشرافه بقاعة الحفلات لحديقة التسلية بسطيف على انطلاق »أبواب مفتوحة على الطريق السيار شرق-غرب« لاطلاع الجمهور والتعرف عن قرب على مراحل إنجاز هذا الطريق وذلك من خلال صور ومقاطع سمعية بصرية فضلا عرض مختلف المواد الأولية والعتاد المستعمل في الأشغال. جدير بالذكر أن الطريق السيار شرق-غرب يقطع ولاية سطيف على مسافة 75 كلم ويضم 4 محولات و8 ممرات سفلية و28 أخرى علوية إضافة إلى 5 جسور على الأودية.