مساهمة: الشيخ ابو إسناعيل خليفة لا يخفى عليكم أننا نعيش اليوم ثورة تقنية هائلة ثورة دخلت منازلنا وأصبحت جزءا من حياتنا وشكلت في بعض الأحيان ثقافتنا وشاركتنا في تربية أبنائنا ولا يخفى أيضا على كل عاقل طالب للحق أن بعض برامج هذه التقنية موجهة. ولقد كنا في الماضي نخاف على الطفل إذا خرج من المنزل أما اليوم فإن المخاوف صارت في كل ركن من أركان منازلنا!. ومن رعى غنما في أرض مسبعة * ونام عنها تولى رعيها الأسد ها هي لعبة الحوت الأزرق الإلكترونية تتسلل إلى البيوت الجزائرية من خلال الإنترنت لتحصد أرواح مزيد من الأطفال. لعبة تزداد انتشارا عبر الإنترنت من خلال تطبيقات اليوتوب وال واتساب وال فايسبوك وغيرها ثم تتحول سريعا إلى تهديد حقيقي. إنها لعبة تعتمد على غسل دماغ المراهقين وتنويمهم مغناطيسيا وشحنهم بالأفكار السلبية مثل الضياع والكراهية وبث بداخلهم الإحساس بعدم جدواهم. يقود اللعبة مُشرف يرسل إلى اللاعب 50 تحديا يوميا ويتم اختتامهم ب تحدي الانتحار . مرحبا هل أنت مستعد للعب؟ ليس هناك ضغط وإذا أردت الانسحاب قبل أن نصل إلى التحدي الأول فعليك أن تخبرني فقط . هذه الكلمات التي تبدو آمنة ترافق بداية الحوت الأزرق وهي لعبة واقع افتراضي غامضة تستهدف الشباب وتنتهي بالانتحار. اللُعبة سجلت حالات انتحار كثيرة في الدُول الأوروبية ولحقت بالضرر على دُولنا العربية ولم تسلم الجزائر من أضرار هذه اللعبة حيث وفي 17 نُوفمبر 2017 انتحر طفل يبلغ من العُمر 11 سنة بمدينة سطيف ويوم 8 ديسمبر 2017 انتحر شابان من ولاية بجاية والحصيلة بالإجمال هي 5 مُراهقين بالجزائر. والله نسأل اللطف والسلامة.. أيها الآباء والأمهات: إن لعبة الحوت الأزرق مثال لكثير من الألعاب الإلكترونية الخطرة التي تُكسِب الطفل سلوكيات إجرامية معادية وأفكارًا هدامة وفراغًا دينيًّا وإفلاسًا أخلاقيًّا مثل وكل هذا يستوجب منا جميعا الوقفة الصادقة لحماية عقول أطفالنا وأفكارهم. لعبة مريم وغيرها..ولقد تخطت هذه الألعاب مرحلة التسلية البريئة إلى مرحلة الإدمان بحيث إن الطفل أو الشاب لا يستطيع أن يمر يوم دون الجلوس أمام شاشات هذه الألعاب مبدداً فيها جزءاً كبير من ساعات يومه. ولا يكفي القول أنه ليس كل ما هو متوفر من ألعاب الالكترونية يمكن استخدامه بأمان.. أيها الآباء والأمهات: إن الأيام القادمة حبلى يلدن كل عجيب ولا سيما في مجال التقنية الحديثة فكونوا يقظين حذرين ادفعوا الأسباب بالأسباب وحصنوا بيوتكم وراقبوا أولادكم لئلا يدبّ إليهم الحوت الأزرق وأنتم عنهم غافلون ثم إنكم يوم القيامة عنهم لمسؤولون..