من المرتقب تنظيمه اليوم بالقاعة البيضوية ** * الجزائر تؤكد ثبات موقفها من القضية الفلسطينية يُنتظر أن تحتضن القاعة البيضاوية للمركب الرياضي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة اليوم السبت تجمعا ضخما تضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق وتعبر عن رفض الجزائر حكومة وشعبا للقرار الأمريكي الظالم القاضي بنقل سفارة واشنطن في الكيان الإرهابي الصهيوني من تل أبيب إلى القدسالمحتلة ويُرتقب أن يشرف على تأطير التجمع فعاليات جمعوية وسياسية مختلفة. التجمع الجزائري الضخم يُنتظر أن يشهد حضور عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من الجزائريين الذين تسري القضية الفلسطينية في دمائهم ولن يقتصر الحضور على القاعة البيضوية التي تسع عشرات الآلاف بل ستمتد إلى محيطها الذي يمكنه أن يستوعب عددا كبيرا من المتضامنين. ومعلوم أن السلطات العليا في البلاد قد قرّرت أن تضع القاعة البيضوية ومحيطها تحت تصرف الجمعيات والأحزاب السياسية والمواطنين الراغبين في تنظيم تجمع تضامني مع القضية الفلسطينية حسب ما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول. وأوضح ذات المصدر أن هذه المبادرة تأتي قصد تمكين سكان العاصمة من التعبير عن موقفهم من هذه القضية في ظل احترام التنظيم الذي يمنع المسيرات عبر الجزائر العاصمة مضيفا أنه بالموازاة مع ذلك ستستجيب الولايات الأخرى لكل طلب محلي لعقد تجمعات مماثلة يوم السبت 16 ديسمبر 2017 لدعم قضية الشعب الفلسطيني الشقيق. وأشار البيان إلى أنه وفاء لتقاليده النبيلة والتزامه بالقضية الفلسطينية التي يعتبرها قضيته فإن الشعب الجزائري يعبر بقوة وبمختلف السبل عن استنكاره ورفضه لزعم اعتبار القدس الشريف عاصمة للمحتل الاسرائيلي. وذكر البيان أن الجزائر كانت قد نددت رسميا بقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي يعتبر القدس عاصمة للمحتل الاسرائيلي انتهاكا للوائح الأممالمتحدة ذات الصلة مضيفا أن هذا الموقف جاء متماشيا مباشرة مع التزام بلادنا الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل بناء دولته المستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف. موقف ثابت جدّد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح يوم الخميس بالعاصمة المغربية الرباط تنديد الجزائر حكومة وشعبا بقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بنقل سفارتها للقدس المحتلة لما فيه من تقويض لإمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة مذكرا بموقف الجزائر الثابت و الداعم لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وخلال تدخله في قمة رؤساء المجالس البرلمانية العربية والدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي جدد بن صالح تنديد الجزائر حكومة وشعبا و بشدة بقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية نقل سفارتها للقدس المحتلة لما فيه من مساس بالوضع السياسي والقانوني والتاريخي للمدينة المقدسة وخروج عن الإجماع الدولي تجاه وضع القدس الشريف باعتباره يقوض إمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة . وقال بن صالح بهذا الخصوص: نؤكد أن مثل هذه الخطوة العبثية هي استهانة بمرجعيات العملية السلمية في الشرق الأوسطي على غرار مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومن بينها القرار رقم 478 لعام 1980 الذي تضمن الطلب من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية بالقدس الشريف والقرار رقم 2334 لسنة 2016 حول عدم شرعية عمليات الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ورفض أي تغييرات لخطوط 04 جوان 1967 بما في ذلك ما تعلق بالقدس الشريف . وبهذه المناسبة أعرب رئيس مجلس الأمة عن مساندة الجزائر لقرارات قمة اسطنبولي خاصة منها تلك الداعية إلى الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة فلسطين. وذّكر بن صالح بأن التئام اجتماع الرباط يأتي غداة اتخاذ الولاياتالمتحدةالأمريكية لهذا القرار المؤسف والخطير (...) غير مراعية لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة واستهتار بالمقدسات العربية والإسلامية والمسيحية وتاريخ الشعب الفلسطيني . كما حذر أيضا من العواقب الخطيرة جدا لهذا القرار اللامسؤول على السلم والأمن في المنطقة وفي العالم فضلا عن كونه سيساهم في إطالة أمد الأزمات والحروب وتبرير اللجوء إلى العنف وخلق بيئة مناسبة للتطرف والإرهاب اللذين تعاني منهما بلداننا أشد المعاناة . تطور خطير ولفت رئيس مجلس الأمة إلى أن هذا الإعلان يمثل تطورا خطيرا وضعت من خلاله الولاياتالمتحدةالأمريكية الوسيط المفترض في عملية السلام نفسها في موقع الانحياز للاحتلال الإسرائيلي والاصطفاف غير المبرر وراء سياسته الاستيطانية وعدوانه على الشعب الفلسطيني مستهينة بتداعياته ونتائجه الكارثية . ومن شأن ذلك -يضيف رئيس مجلس الأمة- أن يفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني الأبي جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية والقمعية والنهب المتواصل للأراضي ومصادرة الممتلكات وبناء المستوطنات والاستهانة بحقوق الإنسان وحريات المواطنين الفلسطينيين واستمرار الحصار الجائر على قطاع غزة والتهجير الممنهج للسكاني وتهويد القدس التي شملت كل المؤسسات وكافة مناحي الحياة فيها . وتوقف بن صالح في هذا السياق عند ردة الفعل الدولية الرافضة لهذا القرار والداعية إلى احترام مبادئ القانون الدولي والتمسك بقرارات الشرعية الدولية بالإضافة إلى هبّة الشعوب العربية عبر المسيرات والفعاليات التي شهدتها المدن العربية نصرة للقدس الشريف ودفاعا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني معتبرا كل ذلك عوامل تدعونا كبرلمانات تمثل الشعوب العربية أن نكون في مستوى الحدث ونغتنم فرصة هذا الوعي الحاصل لمخاطبة برلمانات العالم والرأي العام العالمي لإيصال رسالة رفضنا القاطع لهذا القرار والمطالبة بإلغائه وباحترام القرارات الأممية ذات الصلة . كما دعا في ذات الصدد المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي وسياسة التهويد والاستيطان المتواصلة متوجها بالمناسبة إلى البرلمانات في العالم التي دعاها بدورها إلى مواصلة الاعتراف بدولة فلسطين أسوة بنظيراتها التي قامت بذلك . وخلص رئيس مجلس الأمة إلى تجديد موقف الجزائر- بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة- الثابت و الداعم للشعب الفلسطيني في نضاله الباسل وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967 طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة داعيا الفلسطينيين إلى رصّ صفوفهم والتضامن في سبيل القضية العادلة لبلدهم وشعبهم.