يشتكي موالو الجلفة هذه الأيام و مربو المواشي من غلاء أسعار العلف حيث تشهد ارتفاعا فاحشا أدى يبعضهم إلى التفكير في ترك هذا النشاط، وهو ما جعلهم يطرحون هذا الأمر بجدية بسبب الظروف المستحيلة التي أصبحت تمارس فيها تربية المواشي في هذه المنطقة السهبية. و ما تعرفه هذه المنطقة من جفاف أثر سلبا على مردود يتهم بالإضافة إلى كثرة المصاريف حيث أصبحت لا تغطي النفقات، و قد يؤدي – حسبهم- إلى ترك هذا النشاط نهائيا، مما يؤثر على الاقتصاد من حيث تسريح يد عاملة كبيرة في المنطقة و فقدان السوق لكميات كثيرة من الإنتاج الحيواني، ذلك أن غالبية السكان يمارسون هذا النشاط الدائم بشكل مباشر أو غير مباشر. و في هذا الصدد تعتبر منطقة الجلفة من بين المناطق الرعوية التي تزخر باللحوم الحمراء التي توزعها على السوق الوطنية بالإضافة إلى توفير كميات كبيرة من الحليب و مشتقاته و هذا لوفرة الإنتاج فيها، و هنا طالب الموالون بتحديد سقف الأسعار و الزيادة في الكميات التي تقوم الدولة بتمويلهم بها إذ أن التمويل الحالي يعتبر في نظرهم غير كاف ولا يغطي كل احتياجاتهم، و يطالبون بضرورة زيادة توفير الحصة المخصصة لهم. ويفسر موالو الجلفة غلاء الأسعار في العلف إلى دخول جماعة طفيلية من غير المرخص لها ببيع العلف في السوق و المضاربة بها، ويرون أنّ هذه الجماعة لا علاقة لها بتربية المواشي، كما أنها في الوقت نفسه أصبحت تحتكر سوق العلف، و هذا ما ترجم معاناة المواليين بسبب الارتفاع اللامعقول لأسعار هذه المواد، و يدعون إلى تنظيم و مراقبة سوق العلف لأنهم في كثير من المرات يضطرون إلى استخدام بعض الأغذية الأخرى غير المخصصة للاستهلاك الحيواني في تعليف حيواناتهم و هي رخيصة الثمن إذا ما قورنت بالأسعار الملتهبة للعلف.