ب· ل أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى السيد شيخ بوعمران أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أن الملتقى الدولي حول حماية البيئة في الإسلام والدراسات العلمية المعاصرة سيتناول المشاكل التي تهم المجتمع والقيم الأخلاقية السامية للإسلام وفلسفات أخرى· وذكر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى على هامش هذا اللقاء الذي يدوم ثلاثة أيام أن "الهدف المزدوج لهذا اللقاء يتمثل في التطرق إلى المشاكل التي تهم المجتمع قصد تحسين العلاقات بين المواطنين من جهة وترسيخ القيم الأخلاقية السامية المنبثقة عن الإسلام وعن فلسفات عالمية من جهة أخرى"· وحسب السيد بوعمران فإن الأمر يتعلق ب"تقريب النصوص النظرية من المواطن عن طريق اللجوء إلى وسائل الإعلام ووسائل اتصال أخرى" بالإضافة إلى الدور "الحاسم" للتربية والمؤسسات· كما أبرز رئيس المجلس الإسلامي الأعلى "الدور التربوي" الذي يلعبه المسجد، مضيفا أن إحدى توصيات هذا الملتقى الدولي الذي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى ستتمثل في توفير "تكوين كلاسيكي وعصري في نفس الوقت" لفائدة الأئمة حتى "يتسنى لهم اتخاذ نصوصنا الأساسية وما يجري في العالم مرجعا لهم"· وخلص إلى القول "ليس هناك فرق بين الإسلام والنصوص المقدسة الأخرى والبحث العلمي ولا يمكن فصل الإيمان عن العقل في الإسلام وفي كل المجتمعات المتحضرة لأن الروحية تقودنا إلى الاكتشاف والممارسة"· وفي سياق ذي صلة، اعتبر المشاركون في الملتقى الدولي حول الحفاظ على البيئة في الإسلام وفي الدراسات العلمية المعاصرة أن إشكالية البيئة هامة ومركزية مما يستدعي تضافر جهود جميع فعاليات المجتمع لحمايتها والتصدي للآثار الوخيمة الناجمة عن التغيرات المناخية· وأوضح المشاركون في اليوم الأول لأشغال هذا الملتقى الذي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى على مدى ثلاثة أيام أن الحفاظ على البيئة يستدعي استنفار عالمي لمكافحة التلوث والتصدي للآثار السلبية للتغيرات المناخية الناجمة عن الإفرازات الغازية بفعل النشاط الصناعي والفلاحي· وألحوا في تدخلاتهم على وجوب القيام بالتحسيس الجاد بشرح رؤية الدين الإسلامي لقضية البيئة وكذا التنبيه لحجم وخطورة ومستوى تحدياتها· وفي هذا الإطار تطرق السيد سالم بن براهيم عضو المجلس الإسلامي الأعلى في محاضرته إلى المبادئ الإسلامية العامة للحفاظ على البيئة· وأكد مستلهما بآيات قرآنية أن "الإنسان هو خليفة الله في الأرض مما يستدعي منه الحفاظ على توازن هذا الوجود وحسن استغلال الثروات الطبيعية من ماء ونباتات وحيوانات وحمايتها من الاندثار وعدم التفريط فيها"· وأشار المتدخل إلى أن هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تتحدث عن العلاقة الموجودة بين الإنسان والطبيعة مذكرا بالمبادئ الأساسية للحفاظ على المحيط البيئي من خلال النظافة والطهارة وعدم الإفساد في الأرض والحفاظ والاستغلال العقلاني للثورة المائية والرفق بالحيوان والقيام بحملات تشجير وغرس للنباتات· ودعا السيد بن براهم الدول المصنعة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه تدهور الوضع البيئي نتيجة الإفرازات الملوثة للجو والتي قد تنجر عنها خلال السنوات المقبلة -كما قال- كارثة بيئية لا يحمد عقباها· من جهته أوضح السيد عبد المجيد النجار الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بباريس أن الإسلام يحث على حماية البيئة والحفاظ عليها ب"أحكام سلوكية واقعية"· وقال أن التأصيل الإسلامي يؤكد على الحفاظ على البيئة باعتبارها خلقا لله تعالى ويرسم تصورا دينيا لعلاقة الإنسان بالبيئة وكل هذا يقتضي -حسبه- "بناء نمط حضاري جنب البيئة التعرض لأخطار"·