أسرّت مصادر قضائية ل "أخبار اليوم" بأن قاضي التحقيق على مستوى الغرفة السابعة بمحكمة "سيدي امحمد" يعكف منذ 10 أيّام على التحقيق في إحدى الصفقات المشبوهة التي أبرمها مجمّع "صيدال" مع مؤسسة "صوني فارم" أحد متعاملي المنتوجات الصيدلانية بالجزائر والمتعلّقة بتسويق دواء "أونفلور" لتبييض الأسنان الموجّه لفئة الأطفال، والتي وضعت كلّ من المدير العام لمجمّع "صيدال" ومسيّر شركة "صوني فارم" في مواجهة تهم ثقيلة متعلّقة بتبديد أموال عمومية· القضية تمّ تحريكها بناء على رسالة مجهولة وصلت إلى الشرطة القضائية مفادها أن هناك تلاعبات وخروقات سمحت بتبديد المال العام على خلفية إبرام صفقات مشبوهة على مستوى مجمّع "صيدال" فرع "بيوتيك" الكائن مقرّه بالحرّاش مع شركة خاصّة لتسويق الأدوية الصيدلانية المستوردة· وعليه، باشرت مصالح الأمن تحرّياتها التي أوصلتها إلى أن المجمّع أبرم صفقة مع شركة "صوني فارم" من أجل إعادة تصنيع دواء "أونفلور" الخاصّ بتبييض أسنان الأطفال، حيث تمّ استغلال الدواء دون الرّجوع إلى الشركة المنتجة وتمّ تسجيل العلامة التجارية للدواء من طرف المجمّع، حيث تمّ تصنيعه مدّة من الزمن قبل أن يقرّر فرع بيوتيك التوقّف عن ذلك دون سبب يذكر· مسيّر شركة "صوني فارم" صرّح في معرض استجواباته بأنه بحكم حصوله على الاعتماد من الشركة الأمّ لاستيراد دواء "أونفلور" المعروف بثمنه الباهظ، وبحكم أنه الوحيد المالك للملف التقني الخاصّ بهذا الدواء ورخصة تسويقه في الجزائر فقد تقرّب منه مسؤولو فرع بيوتيك واقترحوا عليه أن يقدّم لهم مزايا هذا الدواء حتى يتمكّنوا من استغلاله وتصنيعه محلّيا حتى يكون في متناول الجميع فوافق دون تردّد، نافيا علمه بأن المجمّع لم يقم بتسجيل العلامة التجارية ولم يحترم الإجراءات القانونية في مثل هذه الصفقات· من جهته، الرئيس المدير العام لمجمّع "صيدال" اعترف بأنه أخطأ بعدم تسجيل اسم المنتج في المعهد الوطني لتسجيل العلامات التجارية، ما جعله متابعا أيضا بتهمة خيانة الأمانة، وهو الأمر الذي دفع بوحدة بيتوتيك إلى توقيف عملية إنتاج هذا الدواء بعد اكتشاف الأمر· وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ إيداع المتّهمين رهن الحبس في انتظار استكمال مجريات التحقيق وإحالة الملف على العدالة·