إرشادات أسرية طفلك الغيور.. كيف تتعاملين معه؟ عندما يمتزج الغضب والخوف وحب التملك تحدث الغيرة وعندما يشعر الطفل باغتصاب فرد آخر لما يعتبره حقاً لنفسه يصبح طفلاً غيوراً فالغيرة عند الأطفال ليست - كما يعتقد البعض مرضاً بل هي ألم داخلي ومعاناة نتيجة منافسة حقيقية بغية الفوز والسيطرة. ويرتبط الشعور بالغيرة بنمو المشاعر والعلاقات فالطفل يبني علاقته الحقيقية الأولى مع الأم وهذا الإحساس بتملك الأم هو الذي يظهر شعور الغيرة لديه. مظاهر الغيرة -العدوانية:من مظاهر الغيرة عند الأطفال الضرب أو السب أو التخريب أو الثورة أو النقد لما يحدث في أحيان كثيرة. - الانطوائية: من مظاهرها الميل إلى الصمت أو التجهم أو الانزواء أو الإضراب عن الأكل. - مظاهر فيزيولوجية وجسمية: منها فقدان الشهية واصفرار الوجه ونقص الوزن والصداع وشكوى الشعور بالتعب وقد يتطور إلى شعور بالقيء والاضطرابات المعوية. أساليب التغلب على المشكلة إن رسولنا- صلى الله عليه وسلم- حبيبَنا وقدوتَنا أرشدنا إلى طرق علاج الغيرة بين الأخوة عندما دعا إلى المساواة بين الأبناء حتى في القُبلة وخاصة أنَّ هناك فروقاً في القدرات والطباع بين الأبناء في الأسرة الواحدة وهذا قد يقود الأم إلى التفرقة بينهم دون أن تعلم خطورة امتداح أحد الأبناء لنبوغه أو توجيه اللوم إلى الآخر بسبب فشله في الدراسة فتقع الغيرة بين الأبناء وقد تصبح هذه الغيرة مدمرة وقد تسهم الأم في إحداث الغيرة داخل الأسرة من خلال طبيعتها إذا كانت تتسم بالغيرة فيتشرب الأبناء هذا الطبع وعموماً فإن الأمر يتطلب أخذ الاعتبارات التالية باهتمام: - تهيئة الأم لطفلها الأكبر لاستقبال المولود الجديد بإخباره قبل شهر أو شهرين بقدوم أخ جديد جميل مثله ويمكن للأم أن تطلب من طفلها أن يساعدها إن أمكنه ذلك في رعاية هذا المولود الجديد في إعداد طعامه أو إحضار حاجياته للأم أو مداعبته واللعب معه بشرط ألا يكون ذلك فيه أذى لأي من الطفلين. - لا يجب إبعاد الطفل الكبير عن البيت مع قدوم المولود الجديد لأن ذلك يجسد مخاوفه في إمكانية التخلي عنه مع عدم الانهماك مع المولود الجديد وإظهار أنهما ما يزالان يهتمان بطفلهما الأكبر ويحبانه مع مراعاة عدم مدح المولود الجديد كثيراً. - توبيخ الطفل الأكبر إذا أظهر غيرته من أخيه الأصغر غالباً ما يثير مخاوف الطفل وغيرته ومن الأفضل ترك الطفل يعبر عن شعوره الحقيقي فهذا التصرف يريحه وينفس عنه الحقد والغيرة دون أن يلحق الأذى بالطفل الصغير ومن الأفضل شراء دمية للطفل الأكبر حتى يصب عليها الغضب و يفرغ انفعالاته بدلاً من كبتها لتتفاعل داخله. - عند محاولة الطفل الأكبر تقليد الأصغر بشرب الحليب أو أن تتولى الأم إطعامه بنفسها فلا مانع من تلبية رغباته وعدم صده لأن ذلك سيساعده على التخلص من النكوص ومن تقليد أخاه الأصغر. - أحياناً يطلب الطفل الأكبر من أحد والديه أن يكون حكماً بينه وأخيه الأصغر (من أقوى - من أحسن- من أجمل ) فعلى الوالدين أن يرضيا غروره وأنانيته وألا يطلقا لنفسيهما العنان في إظهار تفضيلهما لأحد الطفلين ومن المستحسن أن نجعل الطفل يشتهي أن يكبر بدون إكراه ولا مبالغة. - لا مكان للعقاب الجسدي في علاج الغيرة لأن استخدام العنف يولد شعوراً بالإحباط والانتقام. - من المستحسن أن نوجه الإرشادات والتنبيهات لكل طفل على حدا لا أمام إخوته. - فيما يتعلق بتدخل الوالدَين في المشاجرات بين الأبناء فالأمر يتعلق بطبيعة هذه المشاجرات وعنفها فإذا تحولت إلى اقتتال فعلى الوالدين أن يوقفا هذا فوراً وعندما يعود الهدوء إلى المنزل تبدأ الإرشادات والتحقيق في الموضوع أما إذا كانت المشاجرة لا تتسم بالعنف الشديد فمن المستحسن عدم التدخل وتركهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم. - الحذر من الأخ المحتال الذي يحاول الإيقاع بأخيه ويجره إلى المشاكل ليجبر الأهل على التدخل ومعاقبته بحجة أنه المعتدي. وعلينا أن نواجه ذلك بالإيضاح الهادئ للطفل بلغة بسيطة مفهومة بحنان وتفاهم أما من قام بسلوك غير لائق ينبغي تجنبه ولابد أن يفهم الطفل أن له مكانة وأهمية لا تتغير أبداً مهما حدث. - إذا حدث وظهرت علامات الغيرة على الطفل فينبغي ألا نجعلَها مصدراً للفكاهة وينبغي على الوالدين أن يقنعا الطفل بأن الصغير مازال بحاجة إلى العطف والاهتمام والرعاية لبعض الوقت. - لا يصح أن ينبهر الوالدان بما يقوم به بعض أبنائهم من مبالغة في الطاعة وإظهار الحب لأن بعض الأبناء لايجيدون التعبير وقد يعتادون النفاق بعد ذلك لكسب رضا الآخرين وعلى الوالدين تعليمهم التوسط والاعتدال في المشاعر.