من 11 أكتوبر 2003 إلى 29 جانفي 2004 تونس البيضاء.. سنتوقف في حلقة اليوم مع واحدة من أشهر المباريات التي خاضها الفريق الوطني ضمن نهائيات كأس أمم افريقيا مباراة لا تزال عالقة في ذاكره الجزائريين كيف لا وقد افتك شبان الجزائر فوزا غاليا على منتخب لا ترضى جماهيره بالخسارة أمام الجزائر ويعتبرون ذلك بمثابة وصمة عار في جبين منتخبهم وقبل أن نتعرف على حيثيات هذا اللقاء التاريخي سنبدأ من حيث خاض اشبال المدرب رابح سعدان أول مباراة له على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني بعد عودته إليها في الربع الأخير من عام 2003 خلفا للمدرب المبعد البلجيكي جورج ليكينس. 11 أكتوبر 2003 النيجر 0 الجزائر 1 قبل انقضاء سنة 2003 خاض الفريق الوطني بقيادة المدرب رابح سعدان مبارتين رسميتين ضمن تصفيات كأس العالم (المانيا 2006) حيث أوقعت قرعة الدور التمهيدي الأول منتخبنا الوطني امام منتخب النيجر. وعلى ذكر منتخب النيجر فللمرة الثانية يواجهه الفريق الوطني ضمن تصفيات كأس العالم المرة الأولى كانت في مونديال اسبانيا حيث التقى المنتخبان في الدور الثالث ففي لقاء الذهاب تفوق الفريق الوطني بملعب الشهيد حملاوي بمدينة قسنطينة بأربعة اهداف لصفر وفي مباراة العودة خسر الفريق الوطني بنيامي عاصمة النيجر بهدف دون رد هزيمة لم تؤثر حينها على زملاء لخضر بلومي في بلوغ الدور الرابع والأخير. بالعودة الى المواجهة الثالثة بين المنتخبين استطاع الفريق الوطني تحقيق الفوز بنيامي بهدف لصفر وقعه اللاعب المحترف بفرنسا بوتابوت في الدقيقة ال65 في لقاء قاده الحكم المالي كومان كوليبالي. عرف المدرب رابح سعدان كيف يسيّر هذه المواجهة بطريقة ذكية فبعد أن امتص زملاء حسين اشيو رغبة النيجريين من بلوغ شباك الحارس هشام مزاير جاء الشوط الثاني مغايرا تماما عن الاول بدخول عناصر الفريق الوطني بكل قوة بغية تحقيق هدف السبق وكان له ذلك في الدقيقة العاشرة من هذا الشوط بواسطة المحترف بوتابوت هدفا أربك لاعبي أصحاب الأرض وكان بإمكان اللاعبين الجزائريّين إضافة أكثر من هدف لكن جميع المحاولات باءت بالفشل لتنتهي المباراة بفوز مهم للفريق الوطني بهدف لصفر وهو أول فوز للمدرب رابح سعدان في لقاء رسمي والثاني بعد عودته لتدريب الخضر . عقب نهاية المباراة أبدى المدرب الوطني رابح سعدان فرحته بهذا الفوز واصفا إياه بالمهم وسيسمح له بخوض مباراة العودة بارتياح كبير. من جهته قال يزيد منصوري إن الفريق الوطني بهذا الفوز خطا خطوة جبارة من أجل بلوغ الدور الموالي. خاض رابح سعدان هذه المواجهة بالأسماء التالية: هشام مزاير رحو عريبي زافور حدو مولاي حجاج لاعب محترف باستكلندا (كريم زياني) يزيد منصوري ماموني (كراوش) حسين ابو بوتابوت اكرور(كريم غازي). 14 نوفمبر 2003 الجزائر 6 النيجر 0 المواجهة الأخيرة للفريق الوطني قبل انقضاء سنة 2004 كانت أمام منتخب النيجر في لقاء العودة ضمن الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم (ألمانيا 2006) واحتضنها ملعب 5 جويلية 1962 بحضور جمهور متوسط لم يتعد عن العشرين الف متفرج وقاده الحكم المغربي محمد العرجون وحسمها اشبال المدرب رابح سعدان بنتيجة لا تقبل اي جدل 6/0 وهي واحدة من بين أثقل النتائج التي تفوق فيها الفريق الوطني في تاريخه الكروي. بعد ربع ساعة فقط من البداية جاء الهدف الأول بقدم المحترف بفرنسا عبد الملك شراد هدفا فتح الشهية لأهداف اخرى فلم تمض الدقيقة ال21 حتى أضاف عبد الملك شراد الهدف الثاني بعدها جاء الدور لزميله المحترف بفرنسا بوتابوت حيث وقع الهدف الثالث في الدقيقة ال30 وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة سجل اللاعب ماموني الهدف الرابع منهيا المرحلة الأولى برباعية كاملة. المرحلة الثانية شهدت تراجع في أداء لاعبي المنتخب الوطني وكان أشبال المدرب رابح سعدان قد اكتفوا برباعية المرحلة الأولى التي كانت كافية للخضر لبلوغ الدور الموالي لكن وقبل نهاية اللقاء ب19 دقيقة عاد بوتابوت ليوقع الهدف الخامس والثاني له ليتبع اللاعب نسيم أكرور الذي أنهى مهرجان الأهداف بتسجيله الهدف السادس وكان بإمكان نفس اللاعب أن يضيف هدفا سابعا لو لا أنانيته في التسجيل لتنتهي المباراة بفوز مستحق للفريق الوطني أهله لتخطي الدور التمهيدي الأول. خاض الفريق الوطني هذه المواجهة بالأسماء التالية: هشام مزاير رحو سليمان حدو مولاي ماموني (حجاج) عريبي زافور يزيد منصوري شراد (اكرور) كراوش (كريم غازي) حسين اشيو بوتابوت. 14 جانفي 2004 الجزائر 0 مالي 2 على عكس الدورات الماضية لعب الفريق الوطني قبل خوضه نهائيات كأس أمم افريقيا بتونس 2004 إلا مباراة واحدة باستضافته المنتخب المالي بملعب 5 جويلية بحضور جمهور قيل وأدارها الحكم التونسي عادل زهمون وعكس كل التوقعات خسرها الفريق الوطني بهدفين لصفر. تقدم المنتخب المالي مبكرا بواسطة اللاعب درمان طراوري هدفا أثر الى حد كبير على معنويات اللاعبين الجزائريين بدليل الفرص القليلة التي أتيحت للعناصر الوطنية خلال المرحلة الأولى والتي انتهت بفوز مالي بهدف دون رد. المرحلة الثانية دخلها الفريق الوطني بكل قوة بغية تعديله النتيجة لكن وفي الوقت الذي كانت فيها العناصر الوطنية باسطة سيطرتها من اجل التعديل وإذا باللاعب المالي توري باسالا يضاعف النتيجة في منتصف هذا الشوط وهي النتيجة النهائية للمباراة. خاض الفريق الوطني اللقاء بالأسماء التالية: هشام مزاير رحو سليمان حدو مولاي ماموني (كراوش) عنتر يحيى لاعب محترف بألمانيا اول مباراة له (سليم عريبي) بوعافية (ابراهيم زافور) ناصر واشح لاعب محترف بفرنسا اول مباراة له (حسين اشيو) حجاج بلماضي (زياني) اكرور (شراد) بوتابوت. 25 جانفي 2004 بتونس الجزائر 1 الكاميرون 1 قبل التطرق الى أول مباراة خاضها الفريق الوطني في نهائيات كأس امم افريقيا بتونس 2004 نشير ان عملية القرعة أوقعت المنتخب الوطني ضمن المجموعة التي ضمت كل من منتخبات الكاميرون ومصر وزيمبابوي مجموعة شك الكثيرون ببلوغ المنتخبين المصري والكاميروني الدور ربع النهائي بالنظر لقوة هذين المنتخبين في تلك الفترة. دشن أشبال المدرب رابح سعدان البطولة بالتعادل الإيجابي أمام الكاميرون بهدف لمثله افتتح المنتخب الكاميروني باب التسجيل قبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الاول بواسطة باتريك مبوما وبهذه النتيجة افترق المنتخبان الى غرف تغيير الملابس. بعد فترة الراحة عاد المنتخبان الى أرضية ملعب مدينة سوسة لمواصلة أطوار الشوط الثاني الذي كانت بدايته للمنتخب الكاميروني حيث أهدر لاعبوه في الدقيقة الثالثة فرضة سانحة للتسجيل بعدها اندفع الفريق الوطني نحو الهجوم لنقل الخطر الى مرمى الحارس الكاميروني كاماني جسدها لاعب شبيبة القبائل ابراهيم زافور بهدف التعادل في الدقيقة السادسة وهو أول هدف يسجله المنتخب الوطني في أول مبارياته له في نهايات كاس أمم إفريقيا بعد دورة الجزائر سنة 1990 بعد هذا الهدف حاول كل منتخب توقيع الهدف الثاني لكن دون جدوى لتنتهي المواجهة الأولى بين المنتخبين ضمن دورة تونس بالتعادل الإيجابي. خاض الفريق الوطني مواجهة الكاميرون بالتشكيلة التالية: قاواوي بلوفة (زافور) عريبي يزيد منصوري شراد عبد الملك عنتر يحي كراوش (حجاج) بلماضي (اشيو) بوتابوت كريم زياني ماموني . 29 جانفي 2004 الجزائر 2 مصر 1 ستبقى المواجهة الثانية التي جمعت المنتخبين الجزائري والمصري خلال دورة كأس امم إفريقيا بتونس شاهدة عن واحدة من أهم المواجهات التي جمعت الفريقين في تاريخ ليس للمنافسات القارية فحسب بل في تاريخ المنتخبين ككل كيف لا وقد انتزع منتخبنا الوطني فوزا مثيرا في الدقائق الاخيرة كان سببا في إقصاء الفراعة من الدور الأول مبكرا بسقوطهم أرضا أمام محاربي الصحراء بهدفين لهدف. تقدم منتخبنا الوطني بهدف وقعه اللاعب ماموني في الدقيقة ال13 هدفا أشعل نار المباراة ووضعها فوق صفيح ساخن حيث تمتع الجمهور الذي تابعها من مدرجات ملعب مدينة سوسة وراح يعد قارب الساعة ثانية بثانية هدف السبق للفريق الوطني كان له الأثر المعنوي الكبير على اللاعبين المصريين حيث راح زملاء وائل جمعة يشنون الهجمة تلوى الأخرى على شباك الحارس لوناس قاواوي جسده اللاعب بلال بركات بهدف التعادل في الدقيقة ال25 بعدها تكافأ اللعب وبقيت النتيجة متعادلة الى غاية الدقائق الأخيرة من المباراة. ترى كيف استطاع منتخبنا الوطني من انتزاع هدف التفوق في الأنفاس الأخيرة من المباراة؟ ذلك هو السؤال الذي سنجيبكم عنه حالا. نجحت الخطة التكتيكية التي انتهجها المدرب رابح سعدان وبمساعده بوعلام شارف في قلب موازين القوى خلال الربع ساعة الأخيرة من المباراة بإدخاله للاعب اتحاد العاصمة حسين اشيو بديلا لزميله جمال بلماضي وحجاج بديلا لكريم زياني الذي لم يكن في يومه وقبل ذلك كان رابح سعدان قد عوض بوتابوت بابن مولودية وهران حدو مولاي للحد من خطورة المهاجمين المصريين كل هذه التغييرات كان لها الأثر الإيجابي على النخبة الوطنية ففي الوقت الذي كان فيه الجزائريون يضعون أيديهم على قلوبهم خشية من تسجيل المنتخب المصري لهدف ثاني قد يقصي الخضر من أمل بلوغ الدور الثاني وإذا بلاعب اتحاد العاصمة حسين اشيو ينطلق كالسهم من وسط الميدان تجاه الحارس نادر السيد واستطاع من خلالها المرور أمام أكثر من لاعب مصري وبعد أن اجتاز المدافع الفذ وائل جمعة وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس نادر السيد وبسرعة البرق راح اشبو يضيفه الى قائمة ضحاياه ليودع الكرة في شباك الفراعنة بطريقة بديعة بل بطريقة اللاعبين الكبار مسجلا الهدف الثاني للفريق الوطني في وقت جد حساس ياله من هدف الجزائر 2 / مصر 1 هكذا أصبحت النتيجة في وقت بدا فيه حكم المباراة ينظر الى ساعته حينها أحس الملايين من الجزائريين أن الفريق الوطني وصل الى تحقيق فوزا كبيرا على منتخب الفراعنة الذي كان لا يقهر في تلك الأيام ولا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بمنتخبنا الوطني لكن وقبل ان يستعيد المصريون أنفاسهم جاءت صافرة الحكم معلنة عن النهاية النهاية التي افرحت الجزائريين ووضعت الخضر أمام بلوغ الدور الثاني فيما تعقدت مهمة المنتخب المصري وبات بحاجة الى معجزة لبلوغ الدور الموالي وهو المتعادل في مواجهته الأولى أمام منتخب زيمبابوي. وفور اعلان الحكم صافرة النهاية عمّت فرحة هيستيرية اللاعبين الجزائريين والجمهور الغفير الذي رافق المنتخب الوطني الى الجار تونس فتحول ملعب سوسة أشبه بملعب تشاكر بالنظر الى الجماهير الغفيرة التي ملأت مدرجات هذا الملعب وفي عز افراح الجزائريين بهذا الفوز بخروج الملايين الى الشوارع احتفالا بهذا الفوز الغالي وكيف لا يحتفلون وقد جاء على حساب المنتخب المصري المنتخب الذي لا يرضى شعبه بالخسارة امام منتخب اسمه الجزائر ويعتبرون الخسارة بمثابة وصمة عار على جبينهم لكن شبان الجزائر فعلوها وأبكوا الملايين من المصريين حيث خلت شوارع القاهرة من المارة فيما راح الملايين في كبريات المدن المصرية يفسر بطريقته الخاصة سبب الخسارة. وفي الوقت الذي كان الحزن يخيم على اللاعبين المصريين وطاقمه الفني كان رابح سعدان يدلي بدلوه بخصوص هذا الفوز واصفا إياه بالإنجاز التاريخي وعلى أنه سيفتح الأبواب على مصراعيه لبلوغ المنتخب الوطني الى الدور الثاني كما نوه بالروح القتالية للاعبين الجزائريين دون ان ينسى إشادة الدور الفعال الذي قام به الجمهور الجزائري الغفير الذي تحمل مشقة السفر الى مدينة سوسةالتونسية وكان حسب رابح سعدان بمثابة اللاعب رقم 12 في تشكيلته بمناصرته للاعبين الى آخر دقيقة من المباراة. فوز الفريق الوطني رفع رصيده الى أربع نقاط وبات جنبا الى جنب مع المنتخب الكاميروني المتفوق على المنتخب الزيمبابوي فيما تجمد رصيد هذا الاخير رفقة المنتخب المصري عند النقطة اليتيمة. خاض الفريق الوطني هذه المواجهة بالأسماء التالية: لوناس قاواوي ابراهيم زافور سليم عريبي عنتر يحيى يزيد منصوري شراد كراوش بلماضي (حسين اشيو) بوتابوت (حدو مولاي) كريم زياني (حجاج) ماموني. والى ذلكم الحين تقبلوا مني أنا معد هذه السلسلة التاريخية كريم مهدي ألف سلام وسلام ودمتم أوفياء لنا. ... يتبع