في ختام ملتقى وطني له بغرداية دعوة إلى إبراز فكر وتراث الشيخ إبراهيم بيوض أوصت اللجنة العلمية للملتقى الوطني لفكر الإمام الشيخ إبراهيم بيوض مساء أول أمس في ختامه إلى بذل مجهود كبير لإبراز الفكر الإصلاحي للشيخ إبراهيم بن عمر بيوض وتراثه المتناثر هنا وهناك حيث حثت اللجنة على تشجيع الباحثين لمزيد من البحث في تراث وفكر الشيخ بيوض والعمل على جمع الوثائق المتعلقة به من مراسلات شهادات وغيرها من داخل الوطن وخارجه وكذلك السعي إلى تسجيل الشهادات الحية من تلاميذ الشيخ ومعاشريه قبل فوات الأوان. ودعا المشاركون في الملتقى الذي انعقد بمعهد الحياة ببلدية القرارة في غرداية إلى إعادة طبع كتب تفسير الشيخ بيوض طباعة كاملة متميزة بعد استكمال إصدار ونشر أجزائه المتبقية وتفعيل دار علم الشيخ من خلال تحويلها إل متحف أومخبر للبحث العلمي في تراث وفكر الشيخ بيوض تشتمل على الرسائل الجامعية حول زعيم الحركة الإصلاحية في الجنوب والتي تمت مناقشتها في شتى الجامعات. كما أوصت أيضا اللجنة العلمية للملتقى تحت رئاسة الدكتور أبوبكر صالح إلى جمع المحاضرات والمداخلات والقصائد التي شارك بها الأساتذة والباحثون للقيام بطباعتها في كتاب الملتقى فضلا عن تأسيس ملتقى دولي لفكر الشيخ بيوض. جدير بالذكر أن فعاليات هذا اللقاء العلمي اختتم بأمسية أدبية رائعة تميزت بقراءات شعرية ومداخلات من تلامذة ومعاشري المحتفى به إضافة إلى تكريم كل المشاركين والمساهمين في التظاهرة التي أسدل ستارها بعرض مميز لفيلم وثائقي جديد بعنوان الشيخ إبراهيم بيوض معلما ومفسرا عرف إقبالا واسعا للمواطنين الذين يتهافتون لمعرفة الكثير عن هذه الشخصية الوطنية التي أسست للحركة الإصلاحية في الجنوب وتناغمت مع حركة الشيخ عبد الحميد بن باديس في الشمال مما شكلت صورة متكاملة للمرجعية الدينية العلمية الوطنية المتأصلة. وللإشارة فقد كشف مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف عمر بافولولو أن الوزارة ستصدر قريبا تفسير القرآن الكريم باللغة الأمازيغية.. جاء هذا في كلمة ألقاها نيابة عن الوزير في فعاليات الملتقى الوطني لفكر إبراهيم بيوض. وثمّن مستشار الوزير فكرة وأهداف هذا الملتقى الذي يرمي لترسيخ الوحدة الوطنية بالاعتزاز بالمرجعية الوطنية من خلال إبراز فكر العلماء الإصلاحيين الجزائريين أمثال الشيخ إبراهيم بيوض وتشجيع الباحثين والمهتمين بالتنقيب والتعريف بأصحاب هذا الفكر المتجدد والمتأصل. من جهته أكد مدير معهد الحياة ورئيس الملتقى صالح أبوالعلا على حرصه الشديد لإبراز فكر الشيخ إبراهيم بيوض الذي قام بثورة تعليمية وفكرية من أجل النهوض بالأمة الجزائرية والإسلامية في ظل ما يعرف الواقع اليوم من تحديات عديدة للعولمة وتطور عالم الرقمنة والاتصال والتي تهدد سلامة الهوية والشخصية الوطنية لدى الناشئة والشباب مما أضحى لزوما - حسب ذات المتحدث _ إبراز معالم الشخصية الوطنية من خلال فكر علماء الجزائر. وقد شهد الملتقى حضورا نوعيا من العلماء والمشائخ والباحثين والمهتمين من مختلف ولايات الوطن إلى جانب السلطات الرسمية والهيئات العرفية ومختلف هيئات المجتمع المدني وما ميز التظاهرة حضور ضيفي شرف الملتقى الدكتور الشيخ التواتي بن التواتي والشيخ محمد سعيد كعباش اللذين كرمتهما الدولة الجزائرية مؤخرا لتفسيرهما القرآن الكريم حسب ما أوضحه مستشار الوزير. وناقش الأساتذة من شتى جامعات الوطن في جلستين علميتين الجانب التربوي والتفسيري للشيخ إبراهيم بيوض وبعده الوطني والسياسي من خلال عدة مواقف بطولية أبرزها تصديه للاستعمار الفرنسي لإفشال مطامعها الرامية لفصل الصحراء عن الشمال. وقد اختتم الملتقى بعرض فيلم وثائقي موسوم ب الشيخ إبراهيم بيوض معلما ومفسرا كما تم تقديم التكريمات لكل المساهمين في إنجاح التظاهرة وقراءة التوصيات من طرف اللجنة العلمية للملتقى التي تحضّر لتنظيم ملتقى لذات الموضوع العام المقبل بطابع دولي.