أكثر من 10 أيام على هدنة بلا تنفيذ سوريا.. المحرقة تتواصل طالب مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف المعنية بالتنفيذ الكامل للقرار رقم 2401 والمتعلق بوقف القتال في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في الغوطة الشرقية. وأعرب المجلس عن القلق إزاء الوضع الإنساني وتصاعد العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية مؤكدا علي ضرورة الالتزام بالهدنة والوصول الإنساني بلا عوائق لجميع المدنيين. جاء ذلك في تصريحات مقتضبة لرئيس المجلس المندوب الهولندي كاريل فان أوستيروم عقب انتهاء جلسة طارئة دعت لها فرنسا وبريطانيا بشأن الغوطة. وحتى امس الجمعة لم تدخل الهدنة التي أقرها مجلس الأمن في 24 فيفري الماضي حيز التنفيذ. كما لم تتحقق الهدنة التي اقترحتها روسيا والتي كان من المفترض أن تستمر 5 ساعات يوميًا في الغوطة وذلك بسبب مواصلة قوات النظام للقصف. ولم تتمكن قافلة مساعدات الإثنين الماضي من الوصول إلى سكان الغوطة بسبب انعدام الأمن بحسب بيان للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقال رئيس مجلس الأمن للصحفيين لقد استمعنا الي إحاطة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا . وأضاف أن أعضاء المجلس جددوا التأكيد على الدعوة السابقة بوقف العمليات العسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية للغوطة الشرقية. والغوطة الشرقية هي آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق وإحدى مناطق خفض التوتر التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة عام 2017. وتتعرّض الغوطة التي يقطنها نحو 400 ألف مدني منذ أيام لحملة عسكرية تعتبر الأشرس من قبل النظام السوري. جحيم الغوطة يفتك بالمدنيين ويشرد الآلاف في الاثناء قالت مصادر من داخل سوريا إن 15 مدنيا قتلوا وأصيب عشرات آخرون في قصف الطيران السوري والروسي للغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق لترتفع حصيلة القتلى إلى أكثر من مئة مدني في الغوطة خلال الساعات ال48 الماضية. ونقلت عن مصادر في المعارضة المسلحة أنها استعادت مواقع على أطراف بلدتي حمورية والأشعري وأنها صدت محاولة اقتحام لقوات النظام على كفربطنا في الجهة الغربية من الغوطة. وقد أكدت المعارضة التي تتهم النظام بانتهاج أساليب الأرض المحروقة أنها تلجأ إلى نصب كمائن أكثر في الأراضي التي فقدتها. من جهته قال الإعلام الحربي التابع لقوات النظام إن الأخيرة باتت تسيطر على نصف مساحة ما تسيطر عليه المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية وهي تحاول التقدم لتقسيم الغوطة إلى قسمين. ونقلت رويترز عن أحد ضباط قوات النظام أن الغوطة الشرقية انقسمت فعليا إلى قسمين لكن مصادر في المعارضة نفت ذلك وقالت إن فصائلها المسلحة تمكنت أمس من استعادة بعض النقاط التي خسرتها. عرقلة المساعدات وفي سياق متصل قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه لم يتم السماح للأمم المتحدة بالعودة إلى دوما لإيصال المساعدات الإنسانية لأسباب أمنية. وأكد دوجاريك في مؤتمر صحفي أن الأعمال العدائية في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل أكثر من مئة شخص خلال اليومين الماضيين فقط. وأشار إلى أن نحو 70 ألف شخص في دوما ما يزالون بحاجة إلى مساعدات عاجلة مؤكدا في الوقت نفسه تصاعد الأعمال القتالية في المنطقة مما يهدد حياة مئات الآلاف ويحول دون إيصال المساعدات. وأوضح دوجاريك أن الأممالمتحدة وشركاءها اضطروا الاثنين الماضي إلى مغادرة دوما بعد تسع ساعات بسبب القصف المستمر على الغوطة الشرقية ودمشق مشيرا إلى أنهم استطاعوا تفريغ عشر شاحنات بالكامل بينما تم تفريغ أربع أخرى بشكل جزئي حيث لم يستطيعوا تسليم نصف الغذاء لنحو 27.5 ألف شخص. من جهتها قالت المتحدثة باسم الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة ليندا توم إن تقارير ذكرت أن القتال في منطقة الغوطة الشرقية دفع كل سكان بلدات مسرابا وحمورية ومديرة إلى الفرار مقدرة عددهم بخمسين ألف شخص. وذكرت ليندا أن التقارير تحدثت كذلك عن نزوح المدنيين إلى مناطق أخرى ليست تحت سيطرة النظام فضلا عن 15 ألفا تقريبا تشير تقديرات المنظمة الدولية إلى أنهم نزحوا داخل الغوطة الشرقية في نهاية جانفي الماضي. وأمام هذا الوضع شدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان له على أن النظام لن يوقف قصف المدنيين في الغوطة إلا عبر اتخاذ إجراءات تتجاوز تعطيل روسيا لمجلس الأمن معتبرا أن الإجراءات العسكرية هي الأولى لردع النظام وحلفائه. 50 ألف مدني نزحوا من الغوطة خلال شهر واحد من جهتها قالت المتحدثة باسم الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة ليندا توم نقلا عن تقارير إن القتال في منطقة الغوطة الشرقية دفع كل سكان بلدات مسرابا وحمورية ومديرة إلى الفرار وعددهم إجمالا 50 ألف شخص. من جانب آخر قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور الخميس إن منطقة الغوطة الشرقية أصبحت جحيما على الأرض للأطفال وإن المساعدة مطلوبة بشكل عاجل. وأوضحت فور ل رويترز في مقابلة: لا يتوقف القصف مطلقا تقريبا وحجم العنف يعني أن الطفل يرى العنف ويرى الموت ويرى بتر الأطراف. والآن هناك نقص في المياه والغذاء ولذلك ستنتشر الأمراض . وبالنسبة لسكان الجيب الذي يقطنه نحو 400 ألف شخص وفقا لتقديرات الأممالمتحدة جاء الهجوم بعد سنوات من الحصار الذي تسببت في نقص في إمدادات الغذاء والدواء. وسمحت السلطات السورية لقافلة إغاثة من الأممالمتحدة بالدخول إلى الغوطة الشرقية الاثنين لكنها جردتها من بعض الإمدادات الطبية واضطرت لمغادرة الجيب قبل أن تنتهي من إفراغ حمولتها بسبب القتال. وقالت فور: نحتاج في منظمات الإغاثة إلى فرصة لإيصال المساعدات. هناك حاجة لدخول قوافل الغذاء والإمدادات. لم تتمكن القافلة الماضية من تفريغ سوى نصف حمولتها . وتسبب القتال في الغوطة الشرقية في نزوح مزيد من الأشخاص إلى مناطق أخرى داخل الجيب. وتابعت فور: شردت الحرب 5.8 مليون سوري وأصبحوا إما لاجئين في الخارج أو نازحين في الداخل. نصف هذا العدد من الأطفال وبالتالي أكثر المتضررين هم الأطفال . وأكثر الأطفال المعرضين للأخطار هم من انفصلوا عن أسرهم حيث تحاول منظمة اليونيسيف لم شملهم بذويهم. وقالت: الوضع في الغوطة الشرقية صعب بشكل خاص. ليست لدينا سبل كافية للوصول إلى السكان. هذا وقت عصيب جدا على الأطفال .