لعنة ليبيا تهدد الرئيس الأسبق بالسجن ** *سيف الاسلام يفجّر مفاجأة ويهدد بالشهادة رحل الزعيم القذافي وسقط نظامه لكن أثاره لا زالت باقية؟ وتطارد حلقاؤه الذين انقلبوا عليه وعلى راسهم ساركوزي والذي ربما تقوده إلى السجن ففي ديسمبر 2007 كان الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (2007-2012) منتشيا بزيارة ملك ملوك أفريقيا الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لباريس وبضخامة عوائدها الاقتصادية وما تحققه من علاقة خاصة بين الرجلين وكانت تلك الزيارة بالنسبة ساركوزي خطوة لفتح خزائن الزعيم وتوقيع عقود بعشرات مليارات الدولارات شملت صفقات تعاون في المجال النووي وشراء طائرات إيرباص وصفقات أخرى في مجال السلاح واستثمار شركة توتال في حقل غاز ضخم اكتشف غربي ليبيا والآن انقلب السحر على الساحر ! ق.د/وكالات ففي آخر تطورات القضية أكد المترجم الشخصي للرئيس الراحل معمر القذافي مفتاح ميسوري الجمعة في حديث لإذاعة فرنسا الدولية (آر أف إي) أنه كان شاهدا على قضية التمويل هذه مشيرا إلى أنه التقى ساركوزي عام 2005 عندما زار طرابلس وكان آنذاك وزيرا للداخلية في حكومة جاك شيراك وأن اتفاق التمويل بدأ نهاية عام 2006 عندما أخبر ساركوزي القذافي أنه ينوي الترشح للرئاسة وهو ما أيّده وباركه العقيد الراحل على حد قوله. وقال ميسوري إنه رأى وثيقة الاتفاق -التي اعتبرها ساركوزي مزورة- على مكتب القذافي كما أن الدليل (إيصال من الطرف الفرنسي) محفوظ لدى كبير المحاسبين في عهد القذافي الموجود في سجن مدينة الزاوية. العداء بعد الودّ ومنذ افريل 2013 بدأت التحقيقات بشأن الاتهامات بتمويل القذافي تلك الحملة ومنذ ذلك الحين بدأت تتكشف تباعا تفاصيل عديدة رغم غياب الكثير من الشهود وقد تحفظت الشرطة الفرنسية مؤخرا على ساركوزي للتحقيق معه بشأن تلك المزاعم ومُنع من السفر إلى ليبيا وتونس وجنوب أفريقيا. وبنيت التحقيقات على شهادة رجل الأعمال اللبناني الأصل زياد تقي الدين واعترافه بلعب دور الوسيط بين نظام القذافي وساركوزي وحزبه الجمهوري آنذاك وأنه نقل بين عامي 2006 و2007 ثلاث حقائب بها خمسة ملايين يورو من طرابلس إلى كلود غيون رئيس ديوان الرئاسة (ووزير داخلية ساركوزي لاحقا) ثم ساركوزي نفسه في ذلك الوقت. نفي وتهديد نفى ساركوزي في التحقيقات الاتهامات الموجهة إليه متعهدا بسحق من سماهم عصابة القذافي القتلة لكن تقي الدين أكد مجددا لموقع فرنس أنفو أنه التقى ساركوزي في شقته بمبنى وزارة الداخلية عندما كان وزيرا قائلا إنه سلّمه حقيبة فوضعها جانبا ولم يرغب في عدّ الأموال. كما أكد أنه التقاه مرة في ليبيا ومرة أخرى بحضور كلود غيون وأن هناك شهود عيان حضروا اللقاءين. وتشير الصحافة الفرنسية والعالمية إلى أن انقلاب القذافي على الصفقات التي كان أبرمها مع ساركوزي خلال زيارته لباريس أدت إلى الإصرار على إسقاطه وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني الذي كانت لبلاده علاقات اقتصادية كبيرة في ليبيا كما نشرت صحف أميركية وإيطالية معلومات نفتها باريس عن دور فرنسي في مقتل القذافي لاحقا (عام 2011). وفي تقرير نشرته صحيفة كوريرا دالا سيرا الإيطالية (يوم 29 سبتمبر 2012) ورد أن باريس نفذت عملية اغتيال القذافي عن طريق عميل فرنسي كان يرافق الثوار ونقلت على لسان مسؤولين أوروبيين في طرابلس آنذاك أن ساركوزي كان لديه كل الأسباب لإسكات القذافي . وقتل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي قرب مدينة سرت يوم 20 أكتوبر 2011 ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن مسؤول التنسيق مع الاستخبارات الأجنبية السابق رامي العبيدي أن الاستخبارات الفرنسية كان لها دور محوري ومباشر في مقتل القذافي بعد اعتراض مكالمة هاتفية له. وفي كتابهما مع مجاملات الزعيم.. التاريخ السري لساركوزي والقذافي يقول الكاتبان فابريس أرفي وكارل لاسكي عن اغتيال القذافي نقلا عن أحد كبار المسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن أعضاء في القوات الخاصة الفرنسية هم من أعدموا القذافي مباشرة بعد اعتقاله من قبل المتمردين . وفي أكثر من مرة أكد ساركوزي عدم صحة المزاعم والتقارير الصحفية التي أشارت إلى دور فرنسي في عملية قتل القذافي نافيا في الوقت نفسه تلقي أي دعم لحملته من النظام الليبي السابق قبل رئاسته أو أثناءها. *سيف الإسلام القذافي مهددا ساركوزي: يمكنني أيضا تقديم شهادتي في غضون ذلك فجّر سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي مفاجأة فيما يتعلق بقضية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أتبعه بتهديد وذلك في أول حوار معه منذ ترشحه لرئاسة البلاد. القذافي في تصريحات لموقع أفريقيا نيوز قال إنه يرغب بتنظيم انتخابات رئاسية سريعة في ليبيا قائلا إنها السبيل الوحيد لإنهاء حالة الحرب والفوضى في البلاد. وكشف القذافي أنه يمتلك أدلة وشهودا أبرزهم عبد الله السنوسي مدير الاستخبارات السابق على أن والده معمر القذافي دعم حملة نيكولاس ساركوزي الانتخابية عام 2007 بما يدين الأخير ويعرضه للسجن. وبحسب سيف الإسلام فإن السنوسي يملك تسجيلا كاملا لأول لقاء عقد بين القذافي وساركوزي قبيل حملته الانتخابية عام 2007. وأضاف مهددا: يمكنني أيضا تقديم شهادتي كاشفا مفاجأة بأنه كان شاهدا على تقديم الجزء الأول من الأموال إلى رجل حملة ساركوزي كلود غوانت في طرابلس . ووصف سيف الإسلام القذافي ساركوزي بأنه مجرم حرب فهو مسؤول عن انتشار الإرهاب والهجرة غير القانونية في ليبيا . يذكر أن القضاء الفرنسي وجه اتهامات إلى ساركوزي بشأن قضية تمويل ليبي لحملته الانتخابية وتتعلق التهم التي يحقق بها معه ب التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية و إخفاء أموال عامة ليبية و الفساد السلبي . وأفرجت السلطات الفرنسية عن ساركوزي قبل أيام بعد توقيف دام يوما كاملا واستجواب دام ليومين حول القضية ذاتها. يشار إلى أن أحمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي السابق قال إن دعم ساركوزي بالأموال من قبلنا هو أمر مؤكد وحقيقة لا يمكن نكرانها . وأضاف: لم أسمع حديثا عن كم هي المبالغ لكن في تلك الفترة كان القذافي يسعى لتأسيس ما يسمى الولاياتالمتحدة الأفريقية لذلك كان لا بد أن يكون لنا صديق مقرب في الإليزيه وفق تصريحات تلفزيونية.