تواصل النيابة العامة المصرية تحقيقاتها الموسعة في قضية الاعتداء على المتظاهرين وسقوط قتلى وجرحى خلال تظاهرات ثورة 25 يناير السلمية ووقائع اخرى تتعلق بالاستيلاء على المال العام واستغلال النفوذ والحصول على عمولات ومنافع من صفقات مختلفة والمتهم فيها رئيس الجمهورية السابق حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال. ولم تفصح النيابة العامة عن موعد استدعاء علاء وجمال من محبسهما او المكان الذي سوف تستكمل فيه التحقيقات لمحاذير امنية خطيرة. اتركوا أولادي ونشرت صحيفة "الاخبار" المصرية في عددها الصادر أمس الجمعة جزءاً من اجابات مبارك على اسئلة التحقيقات، موضحة ان الرئيس السابق أثناء التحقيقات ردد بصوت عال وبعد علمه بحبس علاء وجمال مبارك 15 يوما على ذمة التحقيقات كلمة واحدة وهي "اتركوا أولادي وافعلوا بي ما شئتم.. إلا أولادي.. أولادي علاء وجمال". بينما ظهرت والدتهما سوزان مبارك بملابس عادية للغاية وترتدي باروكة فوق رأسها وأصبحت "هيكلا عظميا" ولم تكف عن البكاء المستمر. واجه المستشار مصطفي سليمان رئيس الاستئناف لنيابة استئناف القاهرة الرئيس السابق حسني مبارك بأقوال حبيب العادلي والقاء التهم المنسوبة إليه على مبارك بتحريضه على التصدي للمتظاهرين بالقوة والعنف بإطلاق أعيرة نارية علي المتظاهرين أو استخدام أي وسائل أخرى لقتل بعضهم ترويعاً للباقين وحملهم على التفرق. وتعجب مبارك من القاء التهم عليه وتبادل ما فعله العادلي معه ونفى بشدة تهم اصدار أوامره لوزير الداخلية بالاعتداء على المتظاهرين وقتلهم وردد بين نفسه "كلهم تخلوا عني والقوا عليَّ الاتهامات". العادلي خدعني وأكد مبارك أمام المستشار مصطفي سليمان "ان حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق خدعني بأن المظاهرة لن تستغرق وقتا ووصفها بانها مجموعة قليلة من "العيال" يسهل تفريقهم من خلال خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع". واضاف بانه لم يتوقع تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية بالبلاد والمطالبة بتغيير نظام الحكم.. وتمسك بانه لم يصدر أوامر بإطلاق الرصاص الحي. ونفي مبارك علمه باللقاء الذي جمع حبيب العادلي وضباطه قبل يوم 25 يناير جمعهم قبل الاحداث لتحريض بعض ضباط وافراد الشرطة الذين تقرر اشتراكهم في تأمين تلك المظاهرات في الميادين المختلفة بمحافظات مصر على التصدي للمتظاهرين بالقوة والعنف باطلاق أعيرة نارية أو قتل المتظاهرين. وكرر مبارك الرئيس السابق كلمة " العادلي خدعني.. خدعني.. ولم يكن على قدر المسؤولية"، واتهم مبارك العادلي بارتكاب تلك الجرائم وانه اتخذ قرار القتل والتصدي للمتظاهرين بمفرده ودلل على ذلك باشاعة الفوضى وعدم تأمين أقسام الشرطة وأماكن تخزين السلاح مما أدى إلى حدوث اضرار بالمرافق العامة وممتلكات الدولة. وواجهت النيابة الرئيس السابق بالاتهام الخاص بتحقيق منافع مادية لنفسه والتربح، بحصوله على 341 مليون دولار كانت قد وردت لمصر منحاً من جهات أجنبية لصالح مكتبة الإسكندرية، إلا انه أودعها في حساب سري خاص باسمه ولم يُخطر بها وزارة المالية ولم يتم إثباتها في ميزانية الدولة، ورد مبارك بأنه لم يستخدم هذه الأموال في أية أغراض شخصية ولم يحصل على مليم واحد منها لنفسه، وقال "إن الحال الآن كما كان من قبل ملك للدولة ويمكن تخصيصه لأي عمل يريدونه ولم يسحب منه أية مبالغ.. وحساباته الشخصية لا تتجاوز آلاف الجنيهات في كل بنوك مصر". صفقات رشوة بينما نفي علاء وجمال مبارك أمام المستشارين عاشور فرج المحامي العام بالمكتب الفني للنائب العام وأحمد حسن بالتفتيش القضائي التهم المنسوبة اليهما بالاستيلاء على المال العام واستغلال النفوذ والحصول علي عمولات ومنافع من صفقات مختلفة "الرشوة". وقرر علاء مبارك بانه بعيد عن السلطة ويعمل في مجالات مختلفة كأي رجل أعمال ولم يستغل صفته وانه نجل رئيس الجمهورية، كما انه ليس موظفا عاما في الدولة لاستغلال النفوذ أو الحصول على عمولات ومنافع من الصفقات. بينما قدَّم جمال بعض المستندات التي تفيد بعدم استيلائه على المال العام وترك محاميه يقدم حافظة مستندات دالة على تبرئة ساحته من الاستيلاء على المال العام. فيما اشارت صحيفة "الجمهورية" المصرية في عددها الصادر امس الى تحسن طفيف في صحة مبارك، يؤكد الأطباء صعوبة نقله. ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية من مستشفى شرم الشيخ الدولي تأكيدها "ان الحالة الصحية للرئيس السابق حسني مبارك شهدت تحسنا طفيفا بعد ان استجاب لأدوية ومحاليل طبية تناولها منذ الاربعاء". واضافت الصحيفة "ان مبارك يرقد في الدور الرابع بالعناية المركزة بالمستشفى.. وان الجهات الأمنية بشرم الشيخ وعناصر من الحرس الجمهوري يقومون بتأمين وتنفيذ إجراءات الحجز بعد قرار حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات". واشارت التقارير إلى ان المؤشرات ترجح قضاء مبارك لفترة ال15 يوما بالمستشفى طبقا لتأكيدات الأطباء بأن حالته الطبية والنفسية لا تسمحان بنقله إلى القاهرة التي يرفض بشدة الانتقال اليها. وأضافت التقارير انه لم يظهر أحدٌ من عائلة الرئيس السابق الى جواره سوى سوزان مبارك والتي لا يتحدث الا معها.. وقد علم بخبر حبس ابنيه 15 يوما على ذمة التحقيقات ونقلهما الى سجن طره وهو ما ادى الى سوء حالته النفسية.