يعد البيض من بين المواد الاستهلاكية التي تعتمد عليها أغلب الأسر الجزائرية لاسيما وأنها مادة مملوءة بالفيتامينات والبروتينات مما جعل ربات البيوت يضعنها في مرتبة المادة المعوضة للحم، ذاك الأخير الذي غاب عن الموائد الجزائرية منذ أمد بعيد بالنظر إلى ارتفاع أسعاره وبلوغها الذروة، ومس ذلك الارتفاع حتى مادة البيض التي ارتفعت إلى 10 و12 دينارا في الآونة الأخيرة· خ· نسيمة وما زاد من تأزم الوضع هو تضارب أسعاره التي لم تستقر في مستوى واحد، بل عرفت تذبذبا مستمرا ففي حين استقر ثمنه في حدود 10 و12 دينارا لدى بعض المحلات نزل عند أخرى إلى 8 و8.5 دينار مما يؤكد التلاعب الحاصل وانتهاز الفرص من طرف بعض التجار لإرهاق القدرة الشرائية للمواطنين على الرغم من المساعي الحثيثة للحكومة لحمايتها وحفظ استقرارها، ما شكل حالة استنفار قصوى لدى ربات البيوت اللواتي كن يعتمدن على البيض كمادة أساسية في الوجبات الرئيسية وتزويد أطفالهن بالنظر إلى قيمتها الغذائية العالية، إلا أن الارتفاع الأخير جعلهن يعزفن عنه كون أن الاعتماد اليومي عليه وفق تلك الأسعار من شأنه التأثير على ميزانية الأسر ما أدى بها إلى ترشيد استهلاكه والتقليل بل والعزوف عن اقتنائه والاستنجاد ببعض المحلات التي عزمت على حماية القدرة الشرائية للمواطنين ولو قليلا بعد أن عرضته بأقل من 10 دنانير· اقتربنا من بعض المواطنين الذي بينوا استياءهم من الارتفاع الذي مس تلك المادة كغذاء أساسي للطبقات المتوسطة ويرون فيه المادة المعوضة للحوم الحمراء وكذا البيضاء التي تبعد عنهم نظرا لارتفاع أسعارها، قالت السيدة عايدة إنها احتارت لأمر تلك المادة التي لم تستقر أسعارها وباتت ترتفع وتنخفض من وقت لآخر تبعاً لأهواء التجار، لتضيف أنها لم تعد تقتني البيض كما كانت تقتنيه في السابق وذلك بسبب سعره الذي فرض عليها فرضاً ترشيد استهلاكه وبعد أن كان تعتمد على تزويد أطفالها به مرتين في اليوم خلال الوجبات قلصت من ذلك وأضحت تعتمد على البيض في وجبة واحدة فقط· أما السيدة ريمة فقالت إن البيض يبدو أنه سيحذو حذو الأسماك التي تناست الأسر ذوقها منذ وقت طويل لتنتقل العدوى إلى مادة البيض الغنية بالفيتامينات والتي وجدت فيها جل الأسر المادة المعوضة للحوم، إلا أن عدم استقرار الأسعار جعل الكل يفر منها وخلف الارتفاع استياءً كبيراً لدى أغلبية المواطنين خاصة وأن تلك المادة تعتبر البروتين الوحيد للمواطن البسيط ولم تسلم هي الأخرى من الزيادات، وأضافت أنها استغنت عن إعداد بعض الحلويات التي تتطلب نسبة كبيرة من البيض فهي بالكاد تقوى على توفير حبيبات منه من أجل الاستهلاك اليومي لأفراد العائلة· وفيما أرجع التجار السبب إلى ارتفاع سعر البيض بأسواق الجملة يبقى المستهلكون يدفعون ضريبة تلك الزيادات العشوائية التي أثرت سلبا على قدرتهم الشرائية·