كشفت مصادر موثوق فيها ل »أخبار اليوم«، أن هناك تقارير رسمية تؤكد سوء تخزين اللقاحات في عدد من المراكز الصحية والمستشفيات بولاية المسيلة. وحسب ذات المصادر فإن هناك تهاونا إلى حد الإهمال وجهلا من قبل بعض الإطارات الصحية في ما يتعلق بكيفية حفظ اللقاحات والتأكد من صلاحيتها. كما أن البعض لا يتوفرون على الخبرة المهنية الكافية حول الآليات الصحيحة لتخزين اللقاحات في الثلاجات المخصصة لحفظها. ومن المخالفات التي تم رصدها من طرف لجان رقابية وتفتيشية محلية، وتم تدوينها في التقارير، إقدام بعض الإطارات وعمال السلك الطبي في بعض المراكز الصحية والمستشفيات عبر العديد من بلديات الجهة الجنوبية، على حفظ المأكولات والأطعمة الخاصة بهم في الثلاجات المخصصة لتخزين الأدوية والجرعات الطبية. وقد تسبب سوء تخزين اللقاحات في إتلاف كمية معتبرة، قدّرتها مصادرنا بالأطنان وبمبالغ مالية تتعدى المليار، وهي تقديرات أولية شبه رسمية وغير نهائية. وقد تسبب إتلاف تلك الجرعات الطبية في إحداث ندرة كبيرة في لقاحات الأطفال الرضَّع، وهو ما تسبب في حرمان الآلاف من الأطفال من الحصول على اللقاحات، خاصة لقاح »DTC«، وهو ما يهدد الأطفال الرضع البالغة أعمارهم ما بين 03 و09 أشهر، بالشلل وجملة من الأمراض الخطيرة، وذلك منذ حوالي أربعة أشهر. وكشفت مصادر محلية مسؤولة ل »أخبار اليوم«، أن عددا كبيرا من المواطنين أكدوا أن الكثير من أطفالهم حُرموا من التحصين ضد شلل الأطفال والحصبة وفيتامين »A« عبر العديد من المناطق الريفية التي لم تصلها حصتها الخاصة بمختلف لقاحات التحصين الخاصة بالأطفال والرضّع. وتعيش ولاية المسيلة حالة طوارئ قصوى بفعل النقص الحاد في كميات مختلف اللقاحات المخصصة لتحصين الأطفال والرضع خاصة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، حيث يواجه حوالي 4 آلاف رضيع خطر الإصابة بأمراض الحصبة والديفتيريا وشلل الأطفال والسعال الديكي والكزاز والخناق والتهاب الكبد الفيروسي »B2«، بسبب ندرة اللقاحات الخاصة بهذه الأمراض، خاصة لقاح »DTC« وفيتامين »A« في مختلف المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية منذ أربعة أشهر، وسط حيرة وذهول أولياء الأطفال والرضع وتخوفهم الكبير على صحة أبنائهم. ومما زاد من تذمرهم واستيائهم لا مبالاة المسؤولين على قطاع الصحة بالولاية. وطالب بعض أولياء الأطفال والرضع الذين يهددهم خطر الإصابة بمختلف الأمراض، السلطات المسؤولة بالإسراع في توفير لقاحات التحصين بالمستشفيات والمستوصفات والعيادات والمراكز الطبية. كما أشارت بعض المصادر إلى ضبط كمية معتبرة من الأدوية الفاسدة في بعض المراكز الصحية والمستشفيات، إضافة إلى نقص الإطارات والمعدات الطبية اللازمة في بعض المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة على مستوى ولاية المسيلة، إلى جانب تدني مستوى النظافة، ونقص بعض الأدوية الضرورية المزمنة، كالضغط الدموي والسكري والقلب في بعض المستشفيات.