وسط حضور جماهيري كبير اختتام تظاهرة ركب سيدي الشيخ بالبيض اختتمت أمس الجمعة ببلدية الأبيض سيدي الشيخ بولاية البيض تظاهرة وعدة سيدي الشيخ أو ما يطلق عليها بركب سيدي الشيخ نسبة إلى الولي الصالح سيدي الشيخ مؤسس الطريقة الشيخية وسط حضور جماهيري كبير. صنفت تظاهرة وعدة سيدي الشيخ أو ما يطلق عليها بركب سيدي الشيخ ضمن التراث العالمي اللامادي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو منذ سنة 2013 والتي تزامنت هذه السنة والإحتفالات المزدوجة بعيدي الاستقلال والشباب. وعرف هذا الحدث الذي حمل هذه السنة شعار الزوايا إشعاع ديني وثقافي ومعقل للمواطنة والوطنية توافد عدد كبير من المواطنين من الجنسين ممن دأبوا على حضور هذا الركب سنويا وزيارة ضريح الولي الصالح مؤسسة الطريقة الصوفية المعروفة بالمنطقة بالطريقة الشيخية وأحد رموز الجهاد ضد الاحتلال الإسباني. وتميز حفل الافتتاح بتنظيم استعراضات للفروسية وألعاب الفنتازيا والتي يطلق عليها اسم العلفة على مستوى الساحة المحاذية للزاوية الشيخية والمسماة بساحة الفرعة والتي تجمع بمحيطها المئات من المواطنين لمشاهدة هذه الاستعراضات والتي تعد أحد مظاهر الاحتفال بهذا الركب السنوي وسط طلقات للبارود المصاحبة لأقوال مأثورة من تاريخ المنطقة من أداء الفرسان المشاركين. تقوية اللحمة الوطنية ومحاربة التطرف شهد الحدث كما جرت العادة عملية قراءة القرآن الكريم وختمه جماعيا وما يسمى بالسلكة على مستوى الزاوية وذلك من طرف طلبة القرآن الكريم الذين قدموا من مختلف زوايا الوطن خاصة الجهة الغربية منها وهي العادة المتوارثة من سنين بالإضافة إلى قراءة للأذكار المأثورة والابتهالات المتوارثة وقراءة قصيدة الياقوتة التي نظمها الولي الصالح سيدي الشيخ كما تم خلال هذا الحدث الذي دام ثلاثة أيام إلقاء محاضرات فكرية على مستوى المركز الإسلامي من تنشيط أساتذة جامعيين وشيوخ زوايا تتمحور جلها حول دور الزوايا والتصوف في تكريس البعد الديني والبعد الوطني وكذا دور الزوايا في تعزيز الأمن والوحدة الوطنية والاستقرار وتقوية اللحمة الوطنية ومحاربة التطرف وغيرها. وعرف الحدث الذي تزامن والذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب وضع حجر الأساس لإنجاز معلم أثري لشهداء منطقة الأبيض سيدي الشيخ وكذا نصب تذكاري لقصر أولاد سيدي الحاج أحمد الذي دمر من طرف المستعمر الفرنسي إبان الثور التحريرية. للتذكير فإن ركب سيدي الشيخ يعد مناسبة سنوية لإحياء تراث وعادات المنطقة ونقلهما للأجيال وتذكر مناقب الولي الصالح سيدي الشيخ وهو سيدي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة المولود بنواحي منطقة أربوات في 1533 للميلاد والمتوفي في 1616 للميلاد والذي يعد أحد رموز الولاية وأحد علماء المنطقة ومؤسس الطريقة الصوفية الشيخية بالمنطقة وكذا أحد رموز الجهاد والمقاومة الشعبية ضد الاستعمار الإسباني خلال الحملة الاستعمارية على منطقة وهران خلال القرنين 16 و17 للميلاد حسب المصادر التاريخية.