رأيته عبر الشاشة يطارد دبابة بحجارته جريء.. في الثامنة من عمره مقدام فاض به الهم التفت لعدسة المصور بعيني صقر حر أبي رأيت في بؤبؤ عينيه الأقصى وفي يديه حجارة أو عبيط من دم قان وقرأت في قسماته البريئة هذه الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. من أرض الصمود والرباط من الأرض المقدسة من مسرى النبي صلى الله عليه وسلم أبعث لإخواني الأطفال هذه الرسالة يحملها لكم بريد الأخوة في الله أخبركم فيها أخبارنا.. سأحكي لكل الأطفال وأروي عن الذي فعله فينا العدو.. سأحكي لكم عن جرائم ترتكب بحق الأطفال والرجال.. سأحكي وأروي عن ساعات الفرح التي لم نعرفها فإن لقيتم الفرح فأخبروه أن يزورنا في الخيام وأن يزور الآباء في سجون اليهود في العراء يقرصهم الشتاء ببرده والحر بلهيبه.. وأخبروه أن يمر على النساء الثكالى اللاتي لم تجف لهن دمعة. وقد وعينا على هذه الدنيا وألفنا تلك المراكب اليومية التي تسمى الجنائز وما كنا نعي أهو موكب فرح أم مأتم وحزن! نسمع الزغاريد تبللها قطرات الدموع وتنديها تكبيرات تهز المآذن وتدكدك قلوب اليهود.. فمع كل صباح أكحل عيني برؤية الأقصى الحبيب وكأنني لن أراه بعد اليوم لما أسمعه من تآمر اليهود عليه ولكن لا تخشوا عليه.. سنفديه بدمائنا وآبائنا وأمهاتنا فإن عشنا نفتقر للفرح فإن قلوبنا مليئة عامرة بحب ديننا وحب الأقصى فقد رضعنا حبه مع حليب أمهاتنا ودرجنا على حبه من صغرنا فكان الصغير حينما يتعلم المشي تعلمه أمه مكان الأقصى وتعلمه حمل الحجر وقذفه في وجه يهود.. فما أريده منكم إخوة الدين أن لا تنسونا في ساعات السحر بالدعاء لنا بالثبات على ديننا والنصرة على عدونا وأن لا تنسوا الأقصى وإخوانكم الذين يبادون ويتناقص عددهم مع الأيام وينقص الشباب حتى يباد الذين يدافعون عن الأقصى ولا يبقى إلا الأطفال وحتى الأطفال لم يسلموا من القتل والإبادة.. ومع تزايد عدد الشهداء بات قلبي يخفق على الأقصى من سيدافع عنه؟! فها أنا أخبركم عن صمودنا ولكن إن قتلنا فمن ذا سيدافع عن الأقصى؟! إنها وصيتي لكم.. لا تنسوا الأقصى..!