مصابيح الدجى سعد بن معاذ- رضي الله عنه - سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي سيد الأوس.وأمه: كبشة بنت رافع لها صحبة. ويكنى: أبا عمرو. بعض أخباره وفضائله وقال ابن إسحاق: لما أسلم وقف على قومه فقال: يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم قالوا سيدنا فضلاً وأيمننا نقيبة قال: فإن كلامكم علي حرام رجالكم ونساؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله قال: فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا . وقد شهد بدراً باتفاق ورمي بسهم يوم الخندق فعاش بعد ذلك شهراً حتى حكم في بني قريظة وأجيبت دعوته في ذلك ثم انتقض جرحه فمات. أخرج ذلك البخاري وذلك سنة خمس. وقال المنافقون: لما خرجت جنازته ما أخفها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الملائكة حملته ). وفي الصحيحين وغيرهما من طرق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ). وعن عائشة قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر. وروى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري أن بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد وجاء على حمار فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( قوموا إلى سيدكم ). وعن عائشة قالت: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قافلين من مكة حتى إذا كنا بذي الحليفة وأسيد بن حضير بيني وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيلقى غلمان بني عبد الأشهل من الأنصار فسألهم أسيد فنعوا له امرأته فتقنع يبكي قلت له: غفر الله لك أتبكي على امرأة وأنت صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد قدم الله لك من السابقة ما قدم؟! . فقال: ليحق لي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما يقول قال قلت: وما سمعت؟ قال: قال :( لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ). وهذا الحديث متواتر . ومعنى اهتز كما قال النضر وهو إمام أهل اللغة: فََرح. وعن واقد بن عمرو بن سعد قال: دخلت على أنس بن مالك وكان واقد من أعظم الناس وأطولهم فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: إنك بسعد لشبيه ثم بكى فأكثر البكاء ثم قال: يرحم الله سعداً كان من أعظم الناس وأطولهم بعث رسول الله جيشاً إلى أكيدر دومة فبعث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعلوا يمسحونها وينظرون إليها فقال: (أتعجبون من هذه الجبة؟). قالوا: يا رسول الله ما رأينا ثوباً قط أحسن منه قال: (فوالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون). وأخبار سعد بن معاذ - رضي الله عنه- وفضائله كثيرة جداً. وفاته: رمي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة فمات من رميته تلك وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة فصلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفن بالبقيع.