وسط الأخطار في البحر والبر اللاجؤون يواصلون الزحف نحو أوروبا لقي أكثر من ألف مهاجر غير شرعي مصرعهم في مياه البحر المتوسط مؤخراً. هذا الرقم المرتفع يسلط الضوء على موضوع الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر من إفريقيا إلى القارة الأوروبية. وتسعى دول كثيرة حول العالم إلى وقف زحف المهاجرين غير الشرعيين إلى أراضيها عبر المياه الإقليمية حيث تزايدت في الآونة الأخيرة أعدادهم من إفريقيا عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. ق.د/وكالات تشير التحقيقات الأولية إلى وجود منظمات عابرة للحدود تتاجر بالبشر وتنسق مع مجموعات الجريمة المنظمة من داخل أوروبا كما هي الحال في إيطاليا لتهريب المهاجرين بواسطة مراكب متهالكة. وتشير بيانات الأممالمتحدة أيضاً إلى أن أكثر من 35 ألف مهاجر إلى أوروبا هذا العام معظمهم من ليبيا من بينهم 23 ألفاً وصلوا إلى إيطاليا و12 ألفاً إلى اليونان. وأدت الهجرة غير الشرعية عبر البحار إلى مقتل المئات. فأكثر من 3500 مهاجر غرقوا العام الماضي فيما غرق في أول 4 أشهر من هذا العام 1600. مثل هذه الأرقام تكبد السلطات الأوروبية أموالاً طائلة في محاولات البحث والإنقاذ. وعلى الرغم من تباطؤ تدفق اللاجئين على السواحل اليونانية منذ ربيع 2016 إلا أن ذلك لم ينطبق على السواحل الإيطالية حيث ما زال اللاجئون من رجال ونساء يصلون مجازفين بحياتهم لعبور البحر المتوسط. وحدث ارتفاع تدريجي للهجرة منذ 2011 حيث شهدت عام 2014 قفزة فيها تمثلت بوصول 170 ألفاً إلى السواحل الإيطالية و43 ألفاً إلى السواحل اليونانية. أبعاد هائلة اتخذ الوضع أبعاداً هائلة في 2015. فقد أحصت منظمة الهجرة أكثر من مليون مهاجر وصلوا بحراً إلى أوروبا بينهم 853 ألف شخص إلى السواحل اليونانية في أكتوبر من ذلك العام و153 ألفاً إلى السواحل الإيطالية. يفسر هذا الارتفاع خصوصاً بالنزاع الدامي الذي طال أمده في سوريا مع تدهور الظروف المعيشية بمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن التي باتت تعاني من نقص المساعدة الدولية. أما الواصلون إلى السواحل الإيطالية في 2015 فقد قدم معظمهم من إفريقيا. لكن شهدت عمليات عبور البحر المتوسط تراجعاً واضحاً في 2016. فقد أحصت منظمة الهجرة الدولية 363 ألفاً وصلوا إلى السواحل الإيطالية واليونانية أي أقل بثلاث مرات عن العدد الذي سجل في 2015. في السنوات الأربع الأخيرة لقي نحو 14 ألف مهاجر حتفه أو سجل في عداد المفقودين. وكان نحو ثلث طالبي اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي من القاصرين بحسب المفوضية الأوروبية. وأشار المكتب الأوروبي للإحصاء إلى أن 38 في المائة منهم هم من الأفغان و19 في المائة من السوريين.