مصروف الجيب هو عادة أسرية متأصلة منذ عشرات السنين في كافة أنحاء العالم يقوم بها الآباء والأبناء بطريقة روتينية دون أن يدركوا أن المصروف يساهم في تشكيل شخصية الطفل بشكل أو بآخر. ويؤكد علماء النفس على ضرورة احترام الطفل واحتياجاته منذ صغره حتى يشب على احترام ذاته وبالتالي احترام احتياجات الآخرين من خلال تدريبه على التعامل مع مصروفه الخاص بمسؤولية._ يرى المختصون في التربية أن مصروف الطفل مجال جيد لتدريب الطفل على أخلاقيات المجتمع في البذل والعطاء ويفضل أن يكون للطفل مصروف محدد إذ يستطيع الآباء تحديد قيمة المصروف استنادا إلى وضع تصور عام للمصروف الأسبوعي يناسب ميزانية الأسرة ويغطي احتياجات الطفل ونفقاته في الترفيه والحلوى واللعب وتحديد مسؤولية الطفل في تغطية مصروفه لهذه النفقات ويزداد المصروف سنويا ولا ننسى العلاوات في الأعياد والمناسبات الخاصة._ احدى السيدات تقول: أنا أعطي ابني مصروفا أسبوعيا ينفقه على مدى أيام الأسبوع في البداية أنفق مصروفه في يوم واحد فتركته دون مصروف بقية الأسبوع ليتعلم كيفية التعود في حدود ما هو متاح له. اما سيدة أخرى فتقول أعطي أطفالي مصروفهم بشكل يومي وعند عودتهم من المدرسة أسألهم عن الأشياء التي أنفقوا مصروفهم عليها بطريقة بعيدة عن أسلوب التحقيق وأعطيهم تعليمات بالأشياء التي يمكن شراؤها وإبعادهم عن الأشياء التي تضر بصحتهم كالمشروبات الغازية وأنواع الشيبس. أما أخرى فتقول عندما أجد طفلي قد أكثر في أخذ المصروف وأنفقه في أشياء لا يحتاجها لمجرد الإنفاق وتقليدا للكبار هنا أقف موقفا حاسما وأمنع عنه المصروف ليوم أو يومين. وهنا يقول الدكتور صافية: إن خبراء التربية لم يعدوا الحرمان من المصروف اليومي على أنه أحد أنواع العقوبات التي تلجأ الأسرة إليها في التربية لأنهم أشاروا إلى أنواع أخرى من العقوبات المرتبطة به كأن يحرم من حفلة أو رحلة أو مشاهدة التلفاز ولكن يمكننا أن نجعل منه تعزيزا للطفل في تنمية اتجاهات سلوكية محببة تتلاءم مع الواقع الاجتماعي والضبط الأخلاقي. السيد فوزي يقول أنا لا أتعامل مع مصروف ابنتي بشكل ثابت ربما أدمج مصروف يومين في يوم واحد كأن أقول لها لن أعطيك اليوم مصروفا ولكن غدا سأعطيك مصروف يومين لكي تعتاد طفلتي على التعامل مع كافة الظروف التي تواجهها. اما السيد سمير فيقول أنا أطلب من أولادي ادخار جزء من مصروفهم لشراء ما يحلمون به من احتياجاتهم الخاصة وألعابهم فمن المهم أن تعودهم منذ صغرهم على المشاركة في شراء ما يرغبون وذلك بادخار جزء من مصروفهم لأن الطفل يدرك أنه يدخر لتحقيق رغبة كانت لديه ويعلمه المثابرة على تحقيق الهدف ويتعلم أن عليه ألا ينفق في أشياء لا قيمة لها بل يمكنه توفيرها لشراء شيء قيم يستفيد منه لمدة أطول وهذا يعطيه متعة وإحساسا بالمسؤولية._ ينبغي على الأهل أن ينتبهوا إلى ضبط مصروف الطفل ليكون معتدلا فزيادة مصروف الطفل بلا ضوابط تنعكس وبالا عليه وخصوصا عندما يكبر وهذا لا يبني شخصية الطفل بطريقة إيجابية بل ينتج طفلا أنانيا لا يعرف سوى أن ما يريده ينبغي أن ينفذ كما أن الإفراط في العطاء المادي للطفل قد يدفعه إلى السرقة إذا لم تتحقق رغباته عندما يكبر ويجب على الأسرة أن تلقن أطفالها دائما أن المال وسيلة نهيئ به أنفسنا لحياة كريمة ونستغني بها عن الحاجة للآخرين وليست غاية في ذاتها وأن هناك الكثير من الأشياء العظيمة لا يستطيع المال شراءها وهناك أشياء لا تباع ولا تقدر بثمن كالفضيلة والصدق والشرف ولا بد من التربية السليمة التي تتطلب اكتساب أطفالنا حقائق وقيما ومهارات واتجاهات معنية نحو ترشيد الاستهلاك وحسن الإنفاق لأن التبذير قد يؤدي إلى الانحراف والسلوك الخاطئ._