زيتوني يؤكد مواصلة جمع شهادات المجاهدين ويكشف: إحصاء 1273 مقبرة شهداء و1449 مركز للتعذيب والتقتيل
صرّح وزير المجاهدين الطيب زيتوني أمس الأحد بتبسة أن مصالح دائرته الوزارية من خلال كل الهيئات التابعة لها بولايات البلاد تعمل على جمع المادة الخام بغية كتابة التاريخ الجزائري وتبليغه للأجيال القادمة . وأكد الوزير في ندوة خاصة بالإذاعة الجزائرية من تبسة ضمن برنامج اليوم الأول من زيارته لهذه الولاية تدوم يومين بمناسبة الاحتفالات الرسمية بالذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر الصومام (20 أوت 1955/ 1956) التي تتزامن مع إحياء يوم المجاهد أنه تم قطع أشواطا كبيرة في مجال جمع الشهادات الحية للمجاهدين والسيّر الذاتية للمجاهدين والشهداء إلى جانب جمع تفاصيل حول مختلف الأحداث الثورية التي عرفتها الجزائر طيلة 132 سنة من الاستعمار الفرنسي وذلك تحضيرا للشروع في كتابة التاريخ . وأردف السيد زيتوني في ذات السياق أن عملية جمع هذه الشهادات تتم من خلال كل المديريات الولائية للمجاهدين ومتاحف المجاهد والمركز الوطني للبحث في الحركة الوطنية ومراكز الراحة للمجاهدين مشيرا إلى أن كل هذه الهيئات التابعة لوزارة المجاهدين تم تزويدها بمختلف الوسائل الرقمية لتسجيل الشهادات الحية. وذكر الوزير بأنه تم جمع 160 ساعة من التسجيل الرقمي لشهادات حية لمجاهدين وأبناء شهداء بجامعة قسنطينة خلال الموسم الجامعي الماضي في إطار الاتفاقية المبرمة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لافتا الى أنه يتم حاليا العمل من قبل الباحثين في مجال التاريخ للتأكد من صحة هذه الشهادات من أجل الاعتماد عليها لاحقا. من جهة أخرى أشار وزير المجاهدين إلى أن مصالح دائرته الوزارية تقوم بخطوات هامة للقضاء على التقصير المسجل في جمع الشهادات الحية عن أحداث الثورة التحريرية من خلال إجراء عمليات مسح شامل للمعالم التاريخية عبر كامل التراب الوطني أسفرت إلى غاية اليوم عن تسجيل 1273 مقبرة شهداء و1449 مركز للتعذيب والتقتيل وأزيد من 3 آلاف معلم تاريخ آخر يتم العمل عليها من أجل تصنيفها وإدراجها ضمن التراث الوطني. وبخصوص تحسين وضعية المجاهدين أفاد السيد زيتوني بأن الوزارة تعمل على محاربة البيروقراطية والتخفيف من الإجراءات الإدارية التي يواجهها المجاهدون من خلال الاعتماد الكلي على رقمنة الأرشيف موضحا أنه تم إلغاء كل الوثائق التي تطلب من المجاهدين والخزينة الولائية وخاصة منها شهادة العضوية التي أصبحت تستخرج من أي ولاية لتخفيف عناء التنقل عن هذه الفئة. وفي هذا الصدد صرح وزير المجاهدين أنه لم يبق أي ملف من ملفات المنح التي تسلم للمجاهدين غير مدروس على مستوى الوزارة من أجل حمايتهم من الناحية الإجتماعية والنفسية وتحسين وضعيتهم بغية حفظ الذاكرة التاريخية الجماعية للجزائر. وكان وزير المجاهدين قد استهل زيارته لولاية تبسة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمجاهد الذي أختير له هذه السنة شعار: المجاهد: رسالة قيم ومبادئ وشموخ الأمة بتدشين المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني ببلدية بولحاف الدير (10 كلم شمال تبسة) والذي أطلق عليه اسم الشهيد مصطفى بن بولعيد يتسع ل 300 مقعد بيداغوجي و120 سريرا للإيواء سيضاف إلى مؤسسات قطاع التكوين والتعليم المهنيين بهذه الولاية التي تضم معاهد وطنية متخصصة و18 مركز تكوين مهني. وببلدية مرسط ( 30 كلم شمال تبسة) أشرف الطيب زيتوني على توزيع 60 سكنا بصيغة العمومي الإيجاري بحي 230 سكنا وذلك ضمن البرنامج الوطني الخاص بتوزيع 30 ألف وحدة من مختلف الصيغ عبر 40 ولاية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد. ويواصل الوزير زيارة العمل والتفقد لولاية تبسة اليوم الإثنين بالإشراف على الاحتفالات الوطنية الرسمية لإحياء هذه المحطة البارزة في تاريخ الثورة التحريرية من خلال تكريم عدد من المجاهدين وعقد ندوة تاريخية وطنية حول الذكرى بالتنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 وذلك بقاعة الإجتماعات بمقر الولاية.