عندما تسمع بمصطلح القلب المكسور سيتبادر إلى ذهنك مباشرة مجموعة من الأفلام التي تحكي قصص حب انتهت بانفصال مؤلم أو ستتخيل امرأة حزينة تحاول مواساة نفسها بتناول الكثير من الآيس كريم وتبكي حتى تجف دموعها لكن الرابط بين انكسار قلوبنا وصحتنا أكبر قليلًا مما ندركه وأن خيبات الأمل العاطفية قد تكون أخطر بكثير أحيانًا إذ قد تسبب مرضًا نادرًا يُدعى متلازمة القلب المكسور يحتاج المصابون به لعناية كبيرة ومتابعة طبية مستمرة. تعتبر متلازمة القلب المكسور التي يشار إليها أيضًا باعتلال عضلة القلب الإجهادي حالة نادرة لوحظت لأول مرة في اليابان عام 1990 بعد أن اكتشف الأطباء أن بعض المصابين بنوبات قلبية لم يكن لديهم انقباض بالشرايين التاجية كالمعتاد بل عانوا تورمًا مفاجئًا وغامضًا في بطينهم الأيسر وفقًا لموقع إنفرس . ووجد الباحثون أن الضغوط النفسية والعاطفية كموت أحد المقربين الانفصال الأخبار المفاجئة أو الخسارات المالية هي المسببات الرئيسية لهذا المرض مما منحه هذا الاسم ويعاني المصابون به من أعراض شبيهة جدًا بأعراض الأزمة القلبية التي تشمل ألمًا مفاجئًا في الصدر انخفاض ضغط الدم وضيقاً في التنفس. ويعتبر هذا المرض نادرًا جدًا إذ تقول الدكتورة جينيفر هيث أخصائية أمراض القلب في جامعة كولومبيا: يشخص 2 إلى 3 فقط ممن يعانون نوبات قلبية في الولاياتالمتحدة باعتلال عضلة القلب الإجهادي الذي يمكن أن يصيب الأشخاص الأصحاء أيضًا إلا أنه يعتبر أكثر شيوعًا لدى النساء بعد سن اليأس وتضيف: يتحسن عمل البطين الأيسر عادة خلال بضعة أيام أو أسابيع من الرعاية الطبية . وأظهر بحث جديد نُشر في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب أمس الثلاثاء أن الإصابة السابقة أو الحالية بالسرطان أحد العوامل المهمة التي تعرض المصابين بمتلازمة القلب المكسور لخطر كبير إذ وجد العلماء في جامعة فوجيا في إيطاليا أن 20 ممن دخلوا المستشفيات في حالة مهددة للحياة بسبب اعتلال عضلة القلب الإجهادي شُخّصوا حديثًا أو سابقًا بالسرطان. وتؤكد الدكتورة هيث على ضرورة فحص مرضى السرطان لقلوبهم وتضيف: من غير المعروف حتى اللحظة ما الرابط بين السرطان ومتلازمة القلب المكسور قد يكون السرطان نفسه مسببًا رئيسيًا أو قد يعزى الأمر لزيادة نسبة هرمونات الإجهاد الناتجة عن الورم الخبيث أو للعلاج الكيميائي إلا أن المهم في الأمر هو تشخيص الحالة واحتواؤها قبل حدوث مضاعفات خطيرة .