يجب على المسلم أن يستمد العون والتوفيق من الله عز وجل وأن يعتمد على حول الله وقوته فمنه سبحانه العون والتوفيق والسداد فإذا لجأ الإنسان إلى ربه واستعان به أعانه ووفقه وسدده. مع بداية كل عمل يشرع فيه الإنسان يذكر ربه ويستفتح باسمه ويطلب منه التوفيق فقد ورد في الحديث: أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلُّ كَلَام أَوْ أَمْر ذِي بَال لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ : أَقْطَعُ -) وقد رُوِي الحديث بألفاظ أخرى نحو هذا [رواه الإمام أحمد في المسند (14/329) طبعة مؤسسة الرسالة وآخرون كثيرون من أصحاب السنن والمسانيد]. وعلى طالب العلم أن يعرف شرف العلم وفضل أهله وعلمائه وطلابه: قال جل وعلا في محكم كتابه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات }.. [المجادلة: 11]. وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: مَنْ سلَكَ طريقاً يَطلُبُ فيه علماً سَلَكَ الله عزّ وجلّ به طريقاً من طُرُقِ الجنة وإنَّ الملائكةَ لتَضَعُ أجنحتَها رضاً لطالبِ العلم وإنَّ العالم ليستغفِرُ لهُ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرضِ والحيتانُ في جوف الماء وإن فضلَ العالمِ على العابِدِ كفضل القَمَرِ ليلةَ البدرِ على سائر الكواكِبِ وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء وإن الأنبياءَ لم يُورِّثُوا ديناراً ولا دِرْهماً ورَّثُوا العِلْمَ فمن أخَذَه أخَذَ بحظّ وافِر . [سنن أبي داود ت الأرنؤوط (5/ 485)]. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ [سنن الترمذي ت بشار (4/ 325)]. وعَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ: مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْنُوهُمْ قُلْتُ لِلْحَكَمِ مَا اقْنُوهُمْ قَالَ: عَلِّمُوهُمْ . [سنن ابن ماجه (1/ 90)]. ويُستحب للمسلم أن يدعو ربه في بداية العام الدراسي ويطلب منه العون والفهم والتوفيق مع العلم أنه لم ترد أحاديث مخصوصة لذلك وإنما مجال الدعاء وبابه واسع ويفضَّل أن يدعوا المسلم بالمأثور من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مثل قوله تعال: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.. [طه: 114]. ويدعو المسلم ربه بما يفتح عليه في الدعاء بالتوفيق والسداد والفهم والحفظ.