ق. حنان لازالت الاضطرابات الجوية التي تعيشها عدة مناطق من الوطن في الآونة الأخيرة، في حدوث حالة من الارتباك والحيرة لدى كثير من الأمهات، نتيجة حيرتهن فيما يلبسهن لأطفالهن، بفعل ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ، وعودتها إلى الانخفاض من جديد، ثم حالة الصفاء العامة، وبعدها الأمطار وتقلب الجو، ونظرا لأن تغيير الملابس مباشرة، ودون سابق إنذار، وبدون أي تدرج، من الملابس الخفيفة إلى الملابس الثقيلة، أو العكس، يعتبر سببا مباشرا في الإصابة بأعراض البرد والزكام والأنفلونزا، فان ذلك قد وضع الأمهات في حيرة من أمرهن، خصوصا مع وجود أبناء عنيدين، لا يرضون بغير ما يختارونه لأنفسهم من ملابس، على حسب الأحوال الجوية لكل يوم. في هذا الإطار تقول إحدى السيدات، أن أبناءها الثلاثة، لا يتوقفون عن تغيير الملابس التي تلبسهم إياها كل صباح، فبمجرد عودتهم من المدرسة، يقومون بنزع القمصان الثقيلة، واستبدالها بأخرى خفيفة، غير مبالين بتحذيرتها وصراخها، ومقتنعين تماما، بان الجو في الخارج يتطلب قمصانا صيفية خفيفة بفعل الحرارة، ثم سرعان ما يعودون إلى ارتداء الكنزات، بعد تلبد السماء بالغيوم، ووجود إشارات على هطول الأمطار، وهبوب رياح باردة، وهو ما تسبب في مرض بعضهم، سيما وان ثلاثتهم يقومون يوميا بغسل رؤوسهم لوضع "الجال" عليها، والخروج على تلك الهيئة كل صباح، في النسمات الباردة، والرطوبة العالية، لأنهم مقتنعون أن الجو سيتحسن بمجرد اقتراب ساعات الزوال. أما سيدة أخرى فتقول أنها اعتادت على أن تبقي الملابس والقمصان ذات الأكمام الطويلة بالنسبة لصغارها طيلة سهر ماي، ولا تنزعها عنهم إلا في جوان، إنما بالتدريج وليس دفعة واحدة، رغم أنهم يتذمرون كثيرا من ذلك، غير أنها تفهمهم بضرورة تفهم تقلبات الفصول الأربعة، واحترامها، حفاظا على صحتهم في الأول والأخير، من جانب آخر تعيب ذات السيدة، على المدارس عدم تخصيص فترة بضعة دقائق للحديث مع التلاميذ حول مخاطر التقلبات الجوي وأضرارها الكبيرة على صحتهم، وضرورة عدم نزع ملابسهم الثقيلة بمجرد رؤيتهم لأشعة الشمس، وإحساسهم ببعض الحرارة، لاسيما في ظل التقلبات المناخية الكبيرة التي تشهدها بلادنا، وظهور الكثير من الأمراض التي تتعلق بالتقلبات الجوية كأمراض الحساسية والربو والأمراض التنفسية، وغيرها، مما يتطلب منهم تخصيص بضعة دقائق لأجل ذلك، على الأقل قبيل نهاية كل حصة، نظرا لما يمكن أن تمارسه المدرسة من تأثير على الأطفال يعجز الأولياء عنه، ويكسبهم ثقافة طبية، تمكنهم من التعامل مع مختلف التغيرات المناخية مستقبلا، وتجعلهم يدركون، كيفية الحفاظ على أنفسهم من الإصابة بمختلف الأمراض المتعلقة بها.