64 سنة على أعظم ثورات القرن العشرين عندما قال الجزائريون: بركات يا فرنسا ع. سفيان قبل 64 سنة من الآن تحرك الجزائريون بقوة وشراسة وتصميم رافعين شعار بركات يا فرنسا قولا وفعلا وهو ما أثمر بعد أقل من ثماني سنوات باستقلال رسمت معالمه أعظم ثورات القرن العشرين ثورة الجزائر المباركة التي سمحت بطرد الإرهابيين الفرنسيين وأعادت تراب الجزائر إلى أبنائها المطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحرص على حماية وطنهم من مختلف التهديدات والعمل على الرقي به نحو آفاق أرحب باستغلال مؤهلاته البشرية والمادية الكبيرة.. الثورة الجزائرية من الثورات التي غيَّرت وجه العالم فقد صنع الشعب الجزائري العظيم واحداً من أهم ملاحم الثورات الإنسانية إبان مقاومته الاحتلال الفرنسي كان أبطال هذه الملحمة الفريدة مليونا ونصف المليون شهيد وملايين اليتامى والثكالى والأرامل وكتبت أحداثها بدماء غزيرة أريقت في ميادين المقاومة أي في المساجد والجبال الوعرة والشوارع المؤدية إلى الحرية حيث كان الأحرار هناك يقاومون بلباس ولسان وقلب عربي جزائري صريح. ميلاد الثورة.. في ليلة أول نوفمبر من سنة 1954 شنّ المجاهدون ثلاثين هجوماً في معظم أنحاء الجزائر على المراكز الحساسة للسلطات الاستعمارية وقد توزعت العمليات على معظم أنحاء التراب الجزائري حتى لا يمكن قمعها كما حدث لثورات القرن التاسع عشر بسبب تركزها في جهات محدودة. وكانت هجمات المجاهدين موزعة طبقا لخريطة التقسيم الجغرافي لعمليات المقاومة التي تم الاتفاق عليها وإقرارها من قبل لجنة الستة وكانت حصيلة العمليات المسلحة في هذه الليلة المجيدة حسب اعترافات سلطات المحتل الفرنسي مقتل 10 أوروبيين وعملاء وجرح 23 منهم وخسائر مادية تقدر بمئات الملايين من الفرنكات الفرنسية لكن سقط الكثير من خيرة المجاهدين شهداء في تلك الليلة. طبعاً سبق العمل المسلح إعلان ميلاد جبهة التحرير الوطني التي أصدرت أول تصريح رسمي لها يعرف ببيان أول نوفمبر وقد تم بث هذا البيان عبر أثير إذاعة صوت العرب من القاهرة إلى الشعب الجزائري مساء 31 أكتوبر 1954 ثم تم توزيعه صباح أول نوفمبر على شكل منشور في جميع أنحاء الجزائر حدد فيه قادة الثورة مبادئها ووسائلها ورسمت أهدافها المتمثلة في الحرية والاستقلال ووضع أسس إعادة بناء الدولة الجزائرية والقضاء على النظام الاستعماري. وأوضحت الجبهة في بيانها الأول الشروط السياسية التي تكفل تحقيق ذلك دون إراقة الدماء أو اللجوء إلى العنف كما شرحت الظروف المأساوية للشعب الجزائري والتي دفعت به إلى حمل السلاح لتحقيق أهدافه القومية الوطنية مبرزة الأبعاد السياسية والتاريخية والحضارية لهذا القرار التاريخي وكان بيان أول نوفمبر 1954 بمنزلة دستور الثورة ومرجعها الأول الذي اهتدى به قادة ثورة التحرير وسارت على دربه الأجيال. ولما عجزت فرنسا عن حل القضية بانتصار عسكري أجرت اتصالات ومفاوضات جديدة لبحث القضايا الجوهرية وقد دخلت هذه المرة مرحلة أكثر إيجابية وتحددت الخطوط العريضة للاتفاق أثناء مقابلة تمت بين الوفد الجزائري والوفد الفرنسي في قرية فرنسية بالقرب من الحدود السويسرية. بعد ذلك عقدت مجموعة اجتماعات حول إيقاف القتال في إيفيان بسويسرا خلال الفترة من 7 إلى 18 مارس 1962 تدارست الوفود خلالها تفاصيل الاتفاق وكان الانتصار حليف وجهة نظر جبهة التحرير وتوقف القتال في 19 مارس بين الطرفين وتحدد يوم الأول من جويلية لإجراء استفتاء شعبي. وفي 2 جويلية تم فرز الأصوات وكانت حصيلة النتائج لمصلحة الاستقلال بأغلبية كاسحة مثلما أكدته اللجنة المكلفة بمراقبة سير الاستفتاء في صباح يوم 3 جويلية 1962 فقد قال حوالي 6 ملايين جزائري نعم للاستقلال. لقد صوّت الجزائريون جماعياً لمصلحة الاستقلال وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب التحرير بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية والاستقلال وبعد أن استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات سقط خلالها ما يقرب من مليون ونصف المليون شهيد. وقد صادف بدء انسحاب القوات الفرنسية في 5 جويلية 1962 يوم دخولها الجزائر 5 جويلية 1830 أي بعد 132 عاما من الاستعمار كما انسحبت هذه القوات من نفس المكان الذي دخلت منه إلى الجزائر في منطقة سيدي فرج القريبة من الجزائر العاصمة وتم في هذا اليوم تعيين أحمد بن بلة كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الثورة وكوادرها. قيادة الثورة تحلت بالذكاء أكد متدخلون في الندوة التاريخية التي احتضنها يوم الاثنين مركز الإعلام الإقليمي الشهيد عمر بن خميس بباتنة التابع للناحية العسكرية الخامسة الشهيد زيغوت يوسف حول التسليح والتموين إبان ثورة نوفمبر 1954 بأن قيادة الثورة التحريرية تحلت بالذكاء في جلب السلاح عبر الحدود . فرغم التضييق الكبير الذي فرضه المستعمر على الثورة التحريرية فإن قادتها - يضيف المتدخلون- تمكنوا من إدخال السلاح عبر الحدود وتموين الثورة خاصة وأن الشهيد مصطفى بن بولعيد كان منذ البداية يخطط لوضع شبكة للتسليح. وأكد في السياق الباحث وأستاذ التاريخ بجامعة باتنة 1 يوسف مناصرة أن التنسيق الكبير بين الشهيد مطصفى بن بولعيد بالداخل والمجاهد المرحوم أحمد بن بلة بالخارج مكن من وضع أول قاعدة تسليح في ليبيا لفائدة الثورة في أوت 1954 . وركز ذات المختص في تدخله على تسليح الثورة التحريرية عن طريق البحر من خلال السفن التي كانت تمرر السلاح للثوار حيث تحدث عن البواخر التي وصلت سالمة وتمكنت من تسليم ما كانت تحمله من سلاح وأولها باخرة دينا في أفريل 1954 ثم باخرة انتصار1 في يوليو من ذات العام ثم باخرة انتصار 2 التي كانت تعرف بباخرة حنبعل وتلتها بواخر أخرى. وشدد مناصرة على أن القوات الاستعمارية لما حجزت باخرة سلوفينيا التي كانت محملة بالسلاح للثوار بالداخل شق عليها أن تتهم الجزائريين بتمرير السلاح آنذاك لأن الجزائريين استعملوا فيها الذكاء واستعانوا بالاستخبارات لوضع الأسلحة بها. زيتوني: الذاكرة الوطنية إسمنت الوحدة الوطنية أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني بالجزائر العاصمة أن الحفاظ على الذاكرة الوطنية والوفاء لرسالة الشهداء والمجاهدين تشكل الإسمنت الحقيقي لصيانة الوحدة الوطنية. وأوضح السيد زيتوني في تصريح للصحافة عقب تدشينه لمعرض الذاكرة بمقام الشهيد بمناسبة إحياء الذكرى ال64 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة أن الحفاظ على الذاكرة الوطنية من خلال تمسك أجيال الاستقلال بتاريخهم تعد ركيزة محورية في فهم الحاضر والتخطيط لمستقبل أفضل للجزائر. وأضاف وزير المجاهدين أن صيانة الذاكرة الوطنية في ظل الوفاء لرسالة الشهداء والمجاهدين تعتبر بمثابة اسمنت حقيقي من شأنه صيانة الوحدة الوطنية خاصة في ظل الرهانات الحالية . واعتبر السيد زيتوني أن تنظيم هذا المعرض الذي شهد مشاركة جميع المتاحف الجهوية على المستوى الوطني يشكل فضاء مفتوحا أمام الجمهور ويرمي إلى استذكار التضحيات الجسام التي قدمها جيل نوفمبر خاصة وأن المعرض خصص فضاءات تمثل الولايات التاريخية الست وذلك من أجل تبسيط المعلومة التاريخية . للإشارة فإن تنظيم هذا المعرض يندرج في إطار تنفيذ البرنامج الخاص بالذكرى ال64 للفاتح من نوفمبر 1954 والذي خصص له شعار الجزائر رسالة شموخ ونوفمبر دليل قيمها ومبادئها . === أول رئيس للهلال الأحمر جمعية مشعل الشهيد تكرّم المجاهد مكاسي
كرّمت جمعية مشعل الشهيد أمس الثلاثاء بالجزائر المجاهد مصطفى مكاسي أول أمين عام للهلال الأحمر الجزائري وأحد مؤسّسي المنظمة سنة 1956 إبان حرب التحرير الجزائرية. وتم تعيين المجاهد والطبيب مصطفى مكاسي رسميا أمينا عاما للهلال الأحمر الجزائري في 29 ديسمبر1957 علما أن فكرة إنشاء المنظمة من قبل لجنة التنسيق والتنفيذ قد بدأت سنة 1956 . وكان للمجاهد مكاسي المتحصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة الجزائر في 9 جويلية 1949 دورا كبيرا في إسماع صوت الجزائر إبان حرب التحرير من خلال الهلال الأحمر الجزائري علما أنه التحق بصفوف حرب التحرير منذ بداية الثورة. كما كان له قبل تأسيس الهلال الحمر الجزائري دور في تكوين العديد من الجزائريين في مجال الصحة العسكرية كما أخذ على عاتقه مسؤولية معالجة الجرحى من عناصر جيش التحرير الوطني آنذاك من بينهم المدير العام للأمن الوطني الحالي مصطفى لهبيري. وعالج أيضا عدد كبير من الجرحى الفرنسيين الأسرى من قبل جيش التحرير ابان حرب التحرير. وبعد الاستقلال فضل المجاهد العودة إلى مهنته الأصلية حيث فتح عيادة بالعاصمة كما ألف ما لا يقل عن 12 كتابا في مواضيع مختلفة أهمها حول العلاج وتاريخ الطب. === === ذكّر يا تاريخ .. أوبيرات لتخليد ذكرى ثورة الفاتح نوفمبر تجري حاليا آخر الرتوشات لأوبيرات جديدة بعنوان ذكّر يا تاريخ من إنتاج الديوان الوطني للثقافة والإعلام بوهران على أن يتم عرضها يوم الخميس بقاعة المغرب بوهران في إطار الاحتفالات بالذكرى ال64 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة. ويشارك في هذا العمل سبعة من أجمل الأصوات الوهرانية بقيادة المايسترو قويدر بركان وفرقة موسيقية مكونة من 11 موسيقارا وهي الأوبيرات التي كتب نصها الشاعر تاموح عبد الله. وتؤدي المطربات هوارية بابا وآية بغدادي وزملائهما هواري بوعبد الله وصابر هواري وأولهاصي هواري ومعطي الحاج وكذا منصف بلقاسمي اللوحات الستة التي تشكل الأوبيرات لمدة 30 دقيقة. وتروي كل لوحة الجرائم البشعة التي اقترفتها المستعمر الفرنسي وكذا حرب التحرير الوطني. ويقول قويدر بركان عن هذا العمل أنه يسمح للأجيال الشابة باكتشاف صفحات مشرقة من مقاومة الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وهمجيته طيلة 132 عاما . وحسب مسؤولة الديوان الوطني للثقافة والإعلام بوهران نبيلة بن زرجب فإنه سيتم برمجة مستقبلا جولة عبر مختلف ولايات الوطن لتقديم هذه الأوبيرات إلى الجمهور. === وثيقة النص الكامل لبيان أول نوفمبر سطور غيّرت تاريخ الجزائر هذا هو نص أول نداء وجهته الكتابة العامة لجبهة التحرير الوطني إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر 1954 وقد ساهمت سطوره في تغيير تاريخ الجزائر بكامله.. بسم الله الرّحمن الرّحيم نداء إلى الشعب الجزائري أيها الشعب الجزائري أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا نعني الشعب بصفة عامة والمناضلون بصفة خاصة نُعلمُكم أن غرضنا من نشر هذا الإعلان هو أن نوضح لكُم الأسْباَبَ العَميقة التي دفعتنا إلى العمل بأن نوضح لكم مشروعنا والهدف من عملنا ومقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي ورغبتنا أيضا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الإمبريالية وعملاؤها الإداريون وبعض محترفي السياسة الانتهازية. فنحن نعتبر قبل كل شيء أن الحركة الوطنية بعد مراحل من الكفاح قد أدركت مرحلة التحقيق النهائية. فإذا كان هدف أي حركة ثورية في الواقع هو خلق جميع الظروف الثورية للقيام بعملية تحريرية فإننا نعتبر الشعب الجزائري في أوضاعه الداخلية متحدا حول قضية الاستقلال والعمل أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي وخاصة من طرف إخواننا العرب والمسلمين. إن أحداث المغرب وتونس لها دلالتها في هذا الصدد فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح التحرري في شمال إفريقيا. ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين إلى الوحدة في العمل. هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقيق أبدا بين الأقطار الثلاثة. إن كل واحد منها اندفع اليوم في هذا السبيل أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا نتعرض إلى مصير من تجاوزته الأحداث وهكذا فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها محطمة نتيجة لسنوات طويلة من الجمود والروتين توجيهها سيئ محرومة من سند الرأي العام الضروري قد تجاوزتها الأحداث الأمر الذي جعل الاستعمار يطير فرحا ظنا منه أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية. إن المرحلة خطيرة. أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح علاجها مستحيلا رأت مجموعة من الشباب المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة ومصمّمة أن الوقت قد حان لإخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص والتأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة والتونسيين. وبهذا الصدد فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة والمغلوطة لقضية الأشخاص والسمعة ولذلك فهي موجهة فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى الذي رفض أمام وسائل الكفاح السلمية أن يمنح أدنى حرية. ونظن أن هذه أسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت اسم : جبهة التحرير الوطني. وهكذا نستخلص من جميع التنازلات المحتملة ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية أن تنضم إلى الكفاح التحرري دون أدنى اعتبار آخر. ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي. الهدف: الاستقلال الوطني بواسطة: 1 إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية. 2 احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني. الأهداف الداخلية: 1 التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي والقضاء على جميع مخلفات الفساد وروح الإصلاح التي كانت عاملا هاما في تخلفنا الحالي. 2 تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الاستعماري. الأهداف الخارجية: 1 تدويل القضية الجزائرية 2 تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي والإسلامي. 3 في إطار ميثاق الأممالمتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع الأمم التي تساند قضيتنا التحريرية. وسائل الكفاح: انسجاما مع المبادئ الثورية واعتبارا للأوضاع الداخلية والخارجية فإننا سنواصل الكفاح بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا. إن جبهة التحرير الوطني لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في وقت واحد وهما: العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض والعمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله وذلك بمساندة كل حلفائنا الطبيعيين. إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء وتتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية وحقيقة إن الكفاح سيكون طويلا ولكن النصر محقق. وفي الأخير وتحاشيا للتأويلات الخاطئة وللتدليل على رغبتنا الحقيقة في السلم وتحديدا للخسائر البشرية وإراقة الدماء فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة إذا كانت هذه السلطات تحدوها النية الطيبة وتعترف نهائيا للشعوب التي تستعمرها بحقها في تقرير مصيرها بنفسها. 1 - الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية ملغية بذلك كل الأقاويل والقرارات والقوانين التي تجعل من الجزائر أرضا فرنسية رغم التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والعادات للشعب الجزائري. 2 - فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أسس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ. 3 - خلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع الإجراءات الخاصة وإيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة. وفي المقابل: 1 - فإن المصالح الفرنسية ثقافية كانت أو اقتصادية والمحصل عليها بنزاهة ستحترم وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص والعائلات. 2 - جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الاختيار بين جنسيتهم الأصلية ويعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي هذه الحالة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات. 3 - تحدد الروابط بين فرنساوالجزائر وتكون موضوع اتفاق بين القوتين الاثنتين على أساس المساواة والاحترام المتبادل. أيها الجزائري إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة وواجبك هو أن تنضم لإنقاذ بلدنا والعمل على أن نسترجع له حريته إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك وانتصارها هو انتصارك. أما نحن العازمون على مواصلة الكفاح الواثقون من مشاعرك المناهضة للإمبريالية فإننا نقدم للوطن أنفس ما نملك. * فاتح نوفمبر 1954