شكلت مسألة التسليح والتموين والتمويل إبان الثورة التحريرية (1954 - 1962) موضوع ملتقى وطني نظم أول أمس الإثنين بعنابة في إطار الاحتفالات الرسمية لإحياء اليوم الوطني للشهيد، وذلك بحضور وزير المجاهدين محمد شريف عباس والمستشار لدى رئيس الجمهورية محمد علي بوغازي. وحضر هذا اللقاء الذي ينظم بمبادرة من المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة الفاتح نوفمبر 1954 بالتعاون مع جامعة باجي مختار بعنابة، وذلك بمناسبة خمسينية استقلال الجزائر السلطات المدنية والعسكرية وعدد من الوجوه التاريخية والأسرة الثورية وممثلين عن منظمات كل من المجاهدين وأبناء الشهداء ومؤرخين وأساتذة جامعيين وطلبة. ويهدف هذا اللقاء العلمي والتاريخي إلى تسليط الضوء على الجوانب المرتبطة بعمليات التسليح والإمداد اللوجيستيكي للثورة وجيش التحرير الوطني. وقد تتبع المشاركون خلال أشغال اليوم الأول من هذا اللقاء الذي يدوم يومين وذلك بالقطب الجامعي البوني مداخلتين تضمنتا شهادات حية عن تنظيم عمليات جمع قطع السلاح التي كان يقوم بها أعضاء المنظمة السرية تحضيرا لتفجير الثورة التحريرية وكذا عمليات اقتناء وتوزيع السلاح على أفواج جيش التحرير الوطني إبان فترة الكفاح المسلح. ونشط المداخلتان المجاهدان عبد المجيد بوزبيد مسؤول الإمدادات آنذاك بكل من تونس وطرابلس بليبيا، ومصطفى هشماوي صاحب كتاب "جذور أول نوفمبر"، وساهم إبان الثورة التحريرية في تنشيط مراكز تدريب عناصر جيش التحرير الوطني. ومن جهة أخرى أشرف وزير المجاهدين على تسليم المجموعة الأولى من الإصدارات الخاصة بالذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر لفائدة المكتبة الجامعية بجامعة باجي مختار بعنابة وذلك لإثراء الرصيد المعرفي والتاريخي الموجه لنقل التاريخ للأجيال المتلاحقة. كما حظيت بذات المناسبة أرامل شهداء بتكريم حيث أقام السيد محمد الشريف عباس بأحد فنادق المدينة حفلا تكريميا لفائدة عينات من أرامل شهداء يمثلن ثماني ولايات من شرق الوطن هي عنابة وسوق أهراس وقالمة والطارف ميلة وجيجل وباتنة وقسنطينة. وتمثل التكريم في تقليد أرامل الشهداء وسام خمسينية استقلال البلاد بالإضافة إلى تسليم هدايا رمزية.