إن في تاريخ الجزائر وثورتها التحريرية المباركة لدروسا تهزّ منّا السواكن وتشحَذ فينا الإرادة.. فمن أجل القضاء على القرآن من نفوس شباب الجزائر قامت فرنسا المستدمرة بتجربة عملية... حيث انتقت عشر فتيات مسلمات جزائريات أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية وألبستهن الثياب الفرنسية ولقنتهن الثقافة الفرنسية وعلمتهن اللغة الفرنسية فأصبحن كالفرنسيات تماما. وبعد أحد عشر (11) عاما من الجهود هيأت لهن حفلة تخريج رائعة دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون. ولما ابتدأت الحفلة فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري. وثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مئة وثمانية وعشرين عاما؟. أجاب لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟. إنها صرخة تدل بما لا يدع مجالا للشك على أن الإسلام ظل دائماً هو القلب النابض للثورة وأن مفاهيمه ومصطلحاته هي التي دفعت المواطنات والمواطنين إلى التضحية القصوى. ورحم الله القائل: شعپ آلچزآئرِ مُسْلِمٌ * وَإلىَ آلعُروپةِ يَنتَسِپْ مَنْ قَآلَ حَآدَ عَنْ أصْلِهِ * أَوْ قَآلَ مَآتَ فَقَدْ گَذپْ أَوْ رَآمَ إدمَآچًآ لَهُ * رَآمَ آلمُحَآل من آلطَّلَپْ فالقرآن أكبر من فرنسا وسيظل أكبر من فرنسا ومن على شاكلتها لأنه على ركب أولئك يسير المخلصون من أبناء وبنات الجزائر وستظل الجزائر محروسة بحول الله وقوته ثم بعزَمات رجالها وإيمان أهلها رغم المؤامرات والدعوات المُغرِضة بلدَ إسلام وسلام وخير وإحسان آمنةً مطمئنة ساكنةً مستقرة.