م· راضية اعترف إسماعيل ميمون وزير السياحة والصناعات التقليدية أمس، بالتأخّر الكبير الذي يشهده قطاع السياحة بالرغم من المؤهّلات الطبيعية المتنوّعة باختلاف مناطق الوطن، معلّلا ذلك بنقص الهياكل والتكوين، إلى جانب عدم استغلال تلك المؤهّلات عن طريق الاستثمار، معوّلا في الوقت ذاته على المعرض الدولي للسياحة في طبعته ال 12، والذي سينطلق في ال 18 من الشهر الجاري ليدوم إلى غاية 21 منه بمشاركة وكالات أسفار ومتعاملين في القطاع لأكثر من 200 مشارك يمثّلون مختلف الأسواق السياحية الهامّة· ميمون قال عند نزوله ضيفا على حصّة "تحوّلات" التي تبثّها القناة الإذاعية الوطنية الأولى أمس، إن السياحة في الجزائر لابد أن تنتعش حتى تساير ما هو متاح ومعمول به عالميا وذلك من خلال تطبيق المخطّط التوجيهي الذي صودق عليه سنة 2008، والذي يتكوّن من 5 محاور أساسية، منها إعادة بناء وجهة الجزائر عن طريق استخدام أساليب جديدة في المجال واستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتّصال، إلى جانب الدفع بعجلة الاستثمار في المجال الذي شهد ركودا في السنوات الماضية، حيث ذكر بالمناسبة أن الجزائر تتوفّر طاقة إيوائها على 90 ألف سرير ويطمح المخطّط إلى بلوغ 160 ألف سرير، مع إنجاز مشاريع أخرى بقيمة 152 مليار دينار طاقة إيواء جديدة التي من المنتظر أن توفّر 76 ألف منصب شغل جديد ستمنح للمستثمرين الذين يملكون وعاءات عقارية، وتحدّث كذلك عن مشروعين جديدين قيد الأشغال أوكلت مهمّة الإنجاز لمؤسسة إماراتية "إيميرال" بكلّ من "موريتي" وسيدي فرج بتكلفة 54 مليار دينار· وركّز الوزير في هذا الصدد على مخطّط الجودة من حيث تحسين الخدمات التي تتماشى والمعايير الدولية، مشيرا إلى الخارطة المتّبعة لتكوين مستخدمي القطاع من أجل تحسين الخدمات والنهوض به· كما وقف الوزير مطوّلا عند جانب الحرف التقليدية التي ماتزال تعتمد على النّشاط الفردي بنسبة 99 بالمائة، عازما في الوقت ذاته على تطوير هذا النّشاط الذي يطمح إلى جعله جماعيا ومنظّما مثلما تعيشه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بفرنسا، وذلك عن طريق التحسيس بالنّشاط بدءا بمسايرة الحرفيين ومنتوجاتهم مختلف الشواطئ الجزائرية انطلاقا من هذا الموسم للتعريف أكثر بالمنتوجات المحلّية التقليدية وتسويقها· على صعيد آخر، أشار ميمون إلى أهمّية الصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي سينعقد الأربعاء المقبل، والذي من شأنه إبراز مؤهّلات الثروة السياحية التي تمتلكها الجزائر، ناهيك عن تشجيع السياحة الداخلية والخارجية، مع ترقية فرص الاستثمار وتفعيل ترقية السياحة، حيث سيتمّ توفير كذلك فضاء للتعاون الداخلية والخارجي مع كافّة المتعاملين في القطاع، إلى جانب خلق جوّ المنافسة لتحسين الخدمات، علما أن عدد المشاركين وصل إلى 150 إلى حدّ الساعة وتطمح للوصول إلى 220 مشارك، كما ستكون على هامش الصالون أيّام دراسية للسياحة الإيكولوجية والتنوّع البيولوجي وعلاقتها بالسياحة· ويضيف الوزير أن الصالون سيضمّ بالمناسبة العديد من النّشاطات والبرامج الثرية إلى معارض سياحية صحراوية ورحلات استكشافية للتعريف بمقوّمات السياحة الجزائري· أمّا بخصوص موسم الاصطياف لهذا الموسم فذكّر الوزير بالنّقائص التي تمّ تدوينها الموسم الماضي وكيفية تجاوزها، مع ضرورة تحسين المردودية وذلك خلال عقد الجلسات الجهوية الماضية مع مختلف المتدخّلين في القطاع، وخرجت اللّقاءات بتنصيب اللّجنة الوطنية التي تباشر الآن عملها عن طريق تنظيف الشواطئ التي تخصّص لها الدولة غلافا ماليا سنويا يقدّر ب 5 ملايير مقسّمة على 14 ولاية ساحلية·