تنظيم حفل تكريم على شرفيهما بمدرسة الإخوة بوجدار صباح و سلسبيل برعمتان تتحديان الإعاقة والمرض تحت شعار أبنائنا طاقة وليست إعاقة أقيمت الأربعاء الفارط حفلة على شرف نجاح التلميذتين عباس صباح الياسمين و سلسبيل بإبتدائية الإخوة بوجدار ببلدية بودواو شرق العاصمة حيث ساهمت مجموعة شبانية تظافرت كل جهودهم لإدخال روح الثقة في النفس والصبر والمواجهة رغم المرض فالإعاقة هي إعاقة العقل ليست إعاقة الجسد. عزيمة وإرادة وما يلفت الإنتباه هو قصة التلميذتين سلسبيل صاحبة 11 سنة اختطفها المرض وهي في عمر الثلاث سنوات ونفس الداء نخر جسد أختها صباح صاحبة تسع سنوات رغم قساوة الحياة التي يعيشها الجزائريون ويواجهونها في يوميات حياتهم إلا أنها لا تعادل كفة المعاناة والقهر التي تعيشها صباح وسلسبيل في بوابة مرض ضمور العضلات ميوباتي . قصة غريبة تتخللها إبتسامة حزينة خرجت قصتهما إلى العلن في حفلة نجاحهما في الدراسة بعد إنقطاع خمس سنوات عن المدرسة وهذا مارصدته أخبار اليوم في هذا الرييورتاج. المرض...بداية المأساة الظلم الإجتماعي وقانون القوي يأكل الضعيف همش أسر الزواولة خارج نطاق الحياة الإجتماعية الطبيعية سلسبيل وصباح ولدتا طبيعيا وهما في صحة جيدة إلى غاية السبع سنوات الأخيرة باتت قدرتهما ضعيفة إلى درجة عدم القدرة على المشي مما واجهتا صعوبة كبيرة فأصبح المرض الذي نخر فلذتا كبدهما عائق كبير كسر طموح أي أب وأم يتمنى الصحة الكاملة لأبنائه رغم أن الظروف كانت أقوى حتى شُخص المرض بميوباتي ضمور العضلات المهدد لحياتهما وهما في عمر الزهور. طموح النجاح لم يغب... حمزة بوكبوس المعروف بالمهرج شارو لم يخيب ظنه في سخاء المجتمع الجزائري فوجد يد العون من قبل مجموعة من الشباب الذين سهروا على تنظيم حفلة نجاح سلسبيل وصباح لتحصيل نتائج مقبولة في الفصل الأول من الموسم الدراسي ففي البداية رفضت التلميذتين في المدارس الإبتدائية بسبب طباع العنف والعصبية في التعامل التي كانتا تتصفا بهما حتى مع أمهما إلا أن اللجوء للطبيب النفساني ومعادلة عدم اليأس وضرورة إنتظار الأمل ترك مساهمة الشاب حمزة لا تذهب هباءا منثورا منذ بدايته الأولى لغاية إرجاعهما لمقاعد الدراسة.. فبترديد شعار أبنائنا طاقة وليست إعاقة ومع تصفيقات وهتافات الحاضرين من زميلات وزملاء سلسبيل وصباح رفقة مدير المدرسة السيد : سعيد بودرارن والأساتذة الذين رحبوا بفكرة حفل نجاح شبلات مدرسة الإخوة بوجدار ببودواو تشكلت لوحة فنية ناطقة ملأتها إبتسامة ملاكين تنتظران أمل العلاج على رصيف محطات الحياة وفي الوقت ذاته زينتها تصفيقات التلاميذ رغم بعض العيون الحزينة الحاضرة إلا أن نجاح سلسبيل وصباح يحفز ويزيد من يد العون لعائلة عباس لرفع اليأس عن بنتيهما. أمل كبير في العلاج والشفاء صباح وسلسبيل تستحقان إهتماما كبيرا الداء نخر جسدهما وفقدتا القدرة على المشي فكان مصيرهما الكرسي المتحرك مقعدتا الجسد ونشيطتا العقل إلا أن النجاح الجزئي الذي شمل الثقة في النفس والتراجع النسبي عن العنف في التعامل مع التلاميذ وأمهم فكل هذا لا يكمل إبتسامة الوجه النير والمشمس لصباح وسلسبيل وما يتطلب تقديم يد العون لعائلة عباس بعدما فقدت الثقة في علاجهما بالجزائر والسفر خارج الوطن لمصر . أطفالنا هم بحاجة لرعاية الوالدين والمربيين والأساتذة وكل إطار يسعى لتقديم رسالة نبيلة فأبنائنا هم عنوان لمجتمع متضامن ولهذا نأمل أن تتكاتف جهود المحسنين ويرفع ستار المرض عن عائلة عباسة التي تعاني في صمت رهيب..