يا فضيلة الشيخ القلب حاليا معمور بحُبّ الله سبحانه وتعالى وحُبّ الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن يوجد الكثير من أمور الدّنيا الملهيات تدخل القلب وتشغله عن الذكر وعن تذكُّر الموت وسكرات الموت فأريد أن تقول لي عن شيئا يجعل القلب دائما خاشعا لله عز وجل. الإجابة صلِّ على الرسول -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-. عن حنظلة الأسيدي - رضي الله عنه - أنّه قال: (لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكّرنا بالنّار والجنّة حتّى كأنّا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا قال أبو بكر: فوالله إنّا لنلقى مثل هذا . فانطلقت أنا وأبو بكر حتّى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكّرنا بالنّار والجنّة حتّى كأنّا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذّكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة كرّرها ثلاث مرات. رواه مسلم_المسند الصحيح. وكثير من الناس يسوقون عُشر هذا الحديث من غير فهم ونحن يجب أن نفهم ماذا يقول هذا الحديث. حنظلة رضي الله عنه يقول لسيّدنا النبي صلى الله عليه وسلم: عندما نكون جالسين عندك تحدّثنا عن الجنّة والنّار نكون كأنّنا نرى الجنّة والنّار بأعيننا وعندما نخرج من عندك نداعب الزوّجات ونلاعب الأولاد ونعالج الضّيعات.. يعني نعمل بأيدينا لنربح ونسترزق ساعتها لا نرى الجنّة والنار رأي عين هذه هي الشكوى. والرّسول صلى الله عليه وسلم أجابه وقال له: ساعة وساعة . وليس معنى ساعة وساعة : ساعة للاستماع إلى الموسيقى وساعة لقراءة القرآن الكريم ليس معنى ساعة وساعة ساعة حرام وساعة حلال ولكن معنى ساعة وساعة أي ساعة يرى فيها الجنّة والنّار وساعة يكون مشغولا في المباحات فلا يستطيع رؤيتها. هذا هو معنى ساعة وساعة والرّسول لم يقطع في المسألة بأنّ المداومة لن تحدث لا بل قال له: لو تدومون فمعنى ذلك أنّكم تستطيعون المداومة افهموا الحديث لأني كلما نصحت بعضهم يقولون: يا عم الشيخ ساعة وساعة ساعة لقلبك وساعة لربّك .. لا. لا. كلّ السّاعات لربّي. أنا عندما أعمل في الحقل أعمل لربّي.. عندما أداعب الزّوجة أعمل لربّي.. عندما ألاعب الأولاد أعمل لربّي.. ولكن ليست الساعات التي نقضيها في المباحات –التي لا يجب المبالغة فيها بالمناسبة- كساعات الذّكر وتلاوة القرآن.