لقد غاب الاحترام والوعي وحتى الخجل في المجتمع الجزائري من خلال بعض المواقف لتي باتت تصادفنا بصفة يومية وتتجسد عبر وسائل النقل بحيث انعدمت الرحمة وغابت معها أصول وعادات مجتمعنا فأصبح جلوس الرجل القوي يسبق جلوس المرأة الضعيفة وجلوس الشباب وحتى الأطفال الصغار يسبق جلوس المسنين والمسنات هو واقع حافلاتنا اليوم الذي لا يشابه الأمس فقد أصبحنا نصطدم بمثل هذه المواقف المتكررة في آخر زمن ومع هذا الجيل الجديد بعدما كانت هاته الحالات شبه نادرة بالامس في مجتمعنا. أصبحنا نشاهد فئة المسنين من شيوخ و عجائز واقفون على مستوى الحافلات ممسكين بالقضبان الحديدية وبعض الشباب الذين باعوا حيائهم جالسين خاصة وأن المسنين من عجائز وشيوخ لا يقوونا على الحفاظ على اتزانهم في الحافلة ما يجعلهم يتمايلون يمينا وشمالا بل ويتعرضون حتى إلى السقوط أحيانا فبالرغم من أن هاته الفئة من المسنين تكون في حالة مزرية وتعاني الكثير من الأمراض الا أن الشباب لا يهتمون لأمرهم وهم بكامل قوتهم وصحتهم يبعثون نظرات من الشباك دون أدنى اهتمام بحال الشيوخ والعجائز فهم يسارعون ويتدافعون من أجل الحصول على مقعد فبالنسبة لهم يعد بمثابة الكنز على خلاف ما كنا نشاهده من اجيال الامس حيث كان يتسابق الشباب على ترك المكان لكبار السن و حتى النساء من باب التقدير والاحترام الا أنه في الوقت الراهن غاب ذلك الزمن والغيت تلك المبادىء والقيم إلا من رحم ربي فقد أصبحنا نرى مواقف صادمة يعجز اللسان عن التعبير عنها كما هناك صنف اخر من الرجال والشبان من يتركون مقعدهم للفتيات وكذا الشابات اللواتي يغرينهن بمساحيق التجميل كخطوة اولى في المعاكسة ولا يبالون بحالة كبار السن ويتعمدون على أن لا ينظرون اليهم ووصل الحد ببعضهم الى محاولة التحكم في حرية الآخرين وتقييدها مما يعكس تخلف البعض بالقول لماذا لا تلتزم المرأة بالمكوث في البيت وكذلك كبار السن من اجل ترك المقاعد للشباب والكهول من مختلف الاعمار وهو تدخل معلن في الحياة الشخصية للآخرين وفي حرياتهم دون وجه حق فهم بالاضافة الى سلوكهم المنحط وعدم احترامهم للمرأة والعجوز والشيخ يطلقون تلك الأحكام العشوائية ويلزمون الغير بالبقاء في المنزل لكي تكون مساحة الحافلة شاسعة والاماكن خالية لهم ولأمثالهم المنغلقين. حقا نحن في زمن غابت فيه عن البعض شيم الرجولة و الفحولة وطغت الأنانية وحب الذات وتسبيق المصلحة الخاصة عن المصلحة العامة كما أنها سلوكات مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف لقوله صلى الله عليه وسلم : ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء