أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة ستترك مجموعة صغيرة لحفظ السلام من 200 جندي أميركي في سوريا لمدة من الوقت بعد انسحابها. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان مقتضب ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام من نحو 200 في سوريا لمدة من الوقت . وجاء هذا الإعلان ساعات فقد بعد أن أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا بحثا خلاله الصراع في سوريا واتفقا على مواصلة تنسيق الجهود لإنشاء منطقة آمنة هناك. وذكر البيت الأبيض أن الاتصال بين الرئيسين يأتي قبل اجتماع بين باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد ونظيريهما التركيين. يشار إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي كان قد وافق مطلع الشهر الجاري بأغلبية كبيرة على تعديل يعارض قرار الرئيس ترامب سحب قوات بلاده من سوريا وأفغانستان. وحذر المجلس من أن أي انسحاب متسرع من البلدين سيضر بالأمن القومي الأمريكي بسبب استمرار تهديدات تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة. وأعلن قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل في ال11 من الشهر الجاري أنه من المحتمل أن تبدأ الولاياتالمتحدة سحب قواتها البرية من سوريا خلال أسابيع . لكنه شدد على أن توقيت الانسحاب على وجه الدقة يعتمد على الأوضاع على الأرض طبقا لما أمر به الرئيس ترامب. وكان ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ يوم 19 ديسمبر الماضي قرار سحب قوات بلاده من سوريا المقدرة بألفي جندي مستندا على أن تنظيم الدولة لم يعد يشكل تهديدا في سوريا بعد إلحاق الهزيمة به. ودفع إعلان ترامب وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى تقديم استقالته كما جعل المسؤولين العسكريين الأمريكيين يهرعون إلى إعداد خطة للانسحاب تحافظ على أكبر قدر ممكن من المكاسب. ويقدر المسؤولون الأمريكيون منذ مدة طويلة بأن تنفيذ الانسحاب من سوريا بشكل كامل قد يستمر حتى مارس أو افريل القادمين لكنهم أحجموا عن تحديد جدول زمني دقيق في ضوء الأوضاع في ساحة القتال والتي يصعب التكهن بها.