بعد طول انتظار وبعد ذهاب وإياب متكررين عادت البشرى للمرضى بعد قرار إيقاف الإضراب واستئناف العمل بالمستشفيات الأمر الذي أدى إلى استرجاع الريتم المعهود إلى كامل مستشفيات الوطن بعد سباتها العميق من جراء الإضرابات المتتالية التي أدت إلى تعطيل الكثير من المصالح ناهيك عن التأجيلات المتتالية التي شهدتها المواعيد الطبية وكذا العمليات الجراحية. خباجة نسيمة ومع عودة الأطباء ارتأينا القيام بجولة عبر بعض مستشفيات العاصمة على غرار مستشفى مصطفى باشا الجامعي ومستشفى بارني بحسين داي، ما وقفنا عليه ولأول وهلة هي الأعداد الهائلة للمرضى وهم يتوافدون مع عائلاتهم إلى المستشفيات والبهجة تملأ قلوبهم بعد عودة الأطباء أو ملائكة الرحمة بالمريض كما يطلق عليهم والتي أنست المرضى آلامَهم وهم يركضون ويسعون إلى الشفاء على أيدي الأطباء وبعون الله سبحانه وتعالى، بعد مصارعة الآلام الجسمانية والنفسية الناجمة عن المرض. وكانت عودة الأطباء بمثابة البشرى لهم ولأهاليهم بعد رحلات الذهاب والإياب من وإلى المستشفى وقطع مسافات طويلة ليصطدموا بالتأجيلات المتكررة بسبب الإضراب ممَّا أدى إلى الزيادة في معاناتهم طيلة مدة الإضراب والتي فرجت بعد العودة إلى طاولة الحوار مع الوزارة الوصية بحيث أفضى التحاور الأخير مع لجنة العقلاء المشكلة من أطباء إلى العودة إلى الخدمة بصفة عادية يوم الاثنين الماضي بعد الشروع في الإضراب في16 ماي الجاري. اقتربنا من بعض المرضى وكذا عائلاتهم يوم بعد توقف الإضراب ببعض المستشفيات منهم من عبَّر عن فرحته بذرف دموع تلخصت فيها المعاناة التي تكبدها كل المرضى من دون استثناء أيام الإضراب والتي تلاشت بعد عودة الأطباء إلى مصالحهم من أجل استئناف عملهم بطريقة عادية واستقبال المرضى. منهم السيد "ع" الذي سيخضع إلى عملية جراحية على مستوى البطن، وبعد استكمال ملفه الطبي تفاجأ للإضراب المعلن من طرف الأطباء مما أدى إلى تحسره وتخوفه من استمراره لفترة طويلة إلا أن قصر مدته أعاد له الأمل في هذه الحياة وقال انه سيدخل المصلحة من اجل تحديد موعد إجراء العملية التي ستريحه من الآلام التي لطالما عانى منها. أما الحاجة مريم فقالت إنها تعاني من مرض الماء الأبيض على مستوى العين أو "الكتاركت" والتي أدت إلى ضعف حاد في بصرها وقد أدت الإضرابات إلى تعطيل إجراء العملية لها في كم من مرة وبعد الإعلان عن عودة الأطباء وجدت نفسها تتسارع رفقة زوجها إلى المستشفى من أجل حجز موعد إجراءها بعد استكمال ملفها الطبي وقالت أن فرحة عودة الأطباء أنستها الغمامة السوداء التي حامت حول كلتا عينيها وتسببت في ضعف بصرها يوم بعد يوم و كانت كلها أملا في الشفاء بعد إجراء العملية. أما الآنسة منال التي تعاني من آلام حادة على مستوى الظهر والتي أجبرت طبيبها على تحويلها الإجباري إلى مستشفى عام فقالت أن الإضراب زاد من معاناتها بحيث كانت تحضر يوميا إلى ذات المصلحة إلا أنها تواجه بصد الأبواب تحت ذريعة الإضراب، وقالت اليوم الحمد لله استأنف استقبال المرضى بحيث كانت في خضم انتظار دورها من اجل الكشف عنها من طرف طبيب مختص في العظام. وقد عبر الكل أن المساس بقطاع الصحة هو بمثابة المساس بوتر حساس من شانه أن يقلب حياة المواطنين رأسا على عقب خصوصا مع الانتشار الكبير لمختلف الأمراض البسيطة منها والمزمنة وكذا المستعصية ، لذلك وجب تفادي تلك الإضرابات بالجنوح إلى طاولة الحوار واتخاذ الحلول الودية من دون اللجوء إلى تلك الإضرابات المعلنة التي تنقلب بالسلب على المرضى ، وبعد احتكاكنا بهم وجدنا أن الخوف من العمليات الجراحية قد تبدد واستبشروا خيرا بعودة الأطباء بعد قنوطهم بالتأجيلات المتكررة فيما سبق تزامنا مع الإضراب.