صورة: ح.م شهدت المؤسسات الاستشفائية عبر المستوى الوطني، صبيحة أمس، عودة الأطباء العامين إلى قاعات العلاج وغرف العمليات بعد شهر من الإضراب وتجميد شامل لإجراء الفحوصات والتلقيحات وإلغاء للمواعيد الطبية وتأجيل للعمليات الجراحية لأكثر من أربعة أسابيع. * ما تسبب في وضعية كارثية على مستوى المستشفيات والمستوصفات حيث تفاجأ الأطباء العائدون بطابور المرضى وأزمة في تلقيحات الرضع إثر تأجيلها المتكرر. * وعكست جولة استطلاعية قادت "الشروق" أمس وأول أمس إلى مستشفيات ومستوصفات العاصمة، حجم التبعات السلبية لإضراب ممارسي الصحة العمومية بشلهم لقاعات العلاج منذ 24 فيفري الفارط، كما زاد التجاهل الكامل للجهات الوصية اتجاه ما يعيشه المريض من معاناة ومأساة يومية منذ قرابة الشهر بعد أن رفض وزير القطاع فتح باب الحوار مع أعضاء النقابات. * وعبّر عشرات المرضى عن سُخطهم وتذمرهم من التأجيل المتكرر لمواعيد الفحوصات الطبية منذ الإعلان عن الإضراب المفتوح محملّين كل من الأطباء المضربين ووزارة الصحة مسؤولية معاناتهم، حيث صرخ شيخ في السبعين من العمر كان مرفقا بحفيده في مستشفى مصطفى باشا بمصلحة الأذن الأنف والحنجرة "حسبي الله ونعم الوكيل فيكم جميعا.. أطباء وسلطة.. ثلاثة مرات وأنا في رحلة ذهاب وإياب من أجل فحص طبي لا يتجاوز 10 دقائق، ولكن دائما.. نحن في إضراب.. عُد الأسبوع المقبل". * ومن جهته، حمّل الدكتور بن سبعيني ممثل ممارسي الصحة العمومية كلا من وزير الصحة وإصلاح المستشفيات ورئاسة الحكومة ومديرية الوظيف العمومي مسؤولية الأزمة الحقيقية التي تشهدها المستشفيات وراح ضحيتها المريض بالدرجة الأولى قائلا: "خيار تجميد الإضراب بعد شهر كامل كان نتيجة الظرف الحساس الذي تمر به البلاد والمتمثل في الانتخابات الرئاسية من جانب وتفاقم معاناة المرضى بسبب التأجيل المتكرر لمواعيدهم بسبب إضرابنا عن العمل وهو حقنا المشروع، وإنما الخلل في عدم استجابة السلطات لمشاغلنا وإنهاء معاناتنا، ومن ثَم تُنهي معاناة المواطن المريض.. فالوزير بركات هو المسؤول الأول والمباشر عن معاناة المريض". * وإن وضع قرار تجميد الإضراب حدا لمسلسل تأجيل المواعيد الطبية فإن تراكمها لأكثر من شهر أحدّث حالة من الاستنفار القصوى لجميع الأطباء بمجرد رجوعهم إلى قاعات العلاج صبيحة أمس، وأمام إلحاح المرضى الذين طال بهم الانتظار لأكثر من شهر قصد إجراء فحص طبي أو تلقيح للرضع والأطفال ورفض الأطباء العامين أن يعملوا تحت ضغط طوابير لمواعيد شهر كامل. *