المشكلة والحل ذوو الاحتياجات الخاصة والآلية التفعيلية لإعادة دمجهم في المجتمع -الجزء الثالث- بقلم: الدكتورة سميرة بيطام ثانياً:-أثر إعاقة الطفل على دوره في حياة الأسرة : يترتب على وجود طفل ذو إعاقة في الأسرة ما يلي : 1- اضطراب الأدوار في الأسرة. 2- اضطراب العلاقات الاجتماعية للأسرة في إدراكها لإعاقة طفلها وما يترتب عليه من أزمات يتوقف على المصادر المتاحة للأسرة لمواجه الإعاقة والطريقة التي تتفهم بها الأسرة الإعاقة. ثالثا: -أسرة الطفل ذو الإعاقة في حاجة إلى ماذا ؟ : يحتاج والدي الطفل إلى خدمات مساندة قبل ميلاد الطفل _ منذ اللحظة التي يتم تشخيص حالة الإعاقة إذا اتضح من خلال عمليات متابعة الحمل أن الجنين به نوع من القصور أو الإعاقة و تتعدد الخدمات بشده الإعاقة ودرجاتها الأمر الذي يفرض على الأسرة التفاعل مع العديد من الاختصاصيين ( معالج طبيعي أخصائي نطق طبيب ..... الخ ) ثم تحقيق أهداف التربية الخاصة يعتمد إلى حد بعيد على جودة المشاركة التعاونية بين أسرة الطفل والاختصاصيين في المدرسة في تخطيط الأهداف التربوية المختلفة وتنفيذها. وهذا يتطلب أن يكون لدى الاختصاصيين ثقة في الأسرة وفى قدرتها على اتخاذ القرارات التي تتعلق بطفلها حيث أن التعاون بين الاختصاصيين وأسر الأطفال ذوي الإعاقة يسهم فيما يلي: 1- زيادة فاعلية توصيل الخدمة وتطوير الحيلولة الإبداعية. 2- مواصلة الأفراد لعملهم على الرغم من اختلاف أهدافهم واهتماماتهم وأولوياتهم ومعتقداتهم واتجاهاتهم رابعاً : تباين وجهات النظر في الشراكة بين الاختصاصين وأسر الأفراد ذوى الإعاقة حيث قديماً كان دور الشراكة الأسرية مع الاختصاصيين يشوبه نوعاً من القصور وذلك نتيجة لما يلي : *عدم اهتمام الاختصاصيين أو تخوف الأهل من المشاركة أو ضعف الجهود التي قدمت لتلبية اهتمامات الأسرة وأسلوب الاتصال المستخدم وطريقته أو إلى الاتجاهات السلبية للأسر نحو الاختصاصيين وعدم الرغبة في التسليم بواقع إعاقة الطفل وسيطرة ردود الفعل السالبة على المناخ الأسري وكذا الشك في أهمية دور الأسرة والمهارات التي تمتلكها وعدم كفاية أعداد الأسرة لهذا الدور بسبب وجود اعتقادات سالبة بين الطرفين إما: o أن الوالدين لا يعرفان قدرات أطفالهما. o أن الوالدين لا يستطيعان تحديد الأهداف المناسبة لأطفالهما. oأن القناعة بأن أولياء الأمور لا يستطيعون تعليم أبناءهم..و هو أمر يصعب من عملية إعادة الدمج. د-دور الأخصائي الصحي الاجتماعي في عملية الدمج: يعمل الأخصائي الصحي الاجتماعي على إعادة التوازن وإحداث التغيير في البيئة وتحقيق العدالة وينطلق في عمله من خلال ثلاثة محاور أساسية هي: *- التدخل الاجتماعي مع الفرد. * التدخل الاجتماعي مع الأسرة *التدخل الاجتماعي مع المجتمع. ويستخدم الأخصائي الصحي الاجتماعي في مجال رعاية المعوّقين كافة أساليب التدخل الاجتماعي مع الفرد والأسرة والجماعة والمجتمع المحلي وهي عبارة عن تقنيات علمية مثل دراسة الحالة دراسة التاريخ الاجتماعي للفرد والأسرة المقابلة للوصول إلى حل المشاكل التي تواجه المعوّق.حيث أن دوره مع الإدارة في المدرسة هو دور كبير يتمثل في عملية الدمج الشخصي والأسري والمجتمعي لتقبل فكرة استقبال طفل معوق واقتناعهما بمفهوم الدمج خاصة أن هذه العملية تحتاج إلى متطلبات وإمكانيات خاصة لتوفير عناصر نجاحها مثل غرفة مصادر وسائل إيضاحية تتعلق بحالة المعوّق وتجهيزات خاصة كما أن للإدارة دور في تحضير المعلمين للتعامل مع الطفل المعوّق داخل الصف. لذلك يقوم الأخصائي الصحي الاجتماعي بالتعرف على إمكانيات الإدارة وعلى مدى استعدادها لمتابعة هذه العملية ومدى توفيرها لفرص إنجاحها مما يحتّم عليه أن يبني معها علاقة ثقة وتعاون لمواجهة الصعوبات التي ستتعرض لها في عملية دمج الطفل المعاق وبناءاً على ذلك يتوجب عليه أن يساعد الأخصائي الصحي الاجتماعي الإدارة ويعرّفها على متطلبات الدمج عبر التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية من مؤسسات اجتماعية تأهيلية ومؤسسات تمويلية ووزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية وغير ذلكةوأن يتعرف الأخصائي الصحي الاجتماعي على الطفل المعاق لتحديد احتياجاته والاضطرابات التي يعاني منها تبعا لحالته (خفيفة أو متوسطة) بالتعاون مع طبيبه المختص وأهل الطفل وذلك كله لمناقشة حالته مع الإدارة والهيئة التعليمية لوضع برنامج ملائم لتطوير قدراته والتمكن من تعليمه. كما للأخصائي الصحي والاجتماعي دور يقع على الهيئة التعليمية فيه عبء كبير في العملية التعليمية لذلك عليه أن يقدّم لها الدعم ويتوجب عليها أن يتعرف على الهيئة التعليمية وعلى قدرتها ومدى قبولها للطفل المعاق داخل الصف ويحدد مدى معلوماتها عن موضوع الدمج من خلال المقابلة الجماعية والمناقشات أن يجب أن يعدّ الأخصائي الصحي الاجتماعي دورة تحضيرية لتزويد المعلمين بمعلومات حول نوع الإعاقة وكيفية احتوائها..بعد استبيان شامل لأنواعها والصعوبات التي يعاني منها ذو الحاجة الخاصة والتدريبات اللازمة لوصوله إلى الاستقلالية في المدرسة والتكيّف مع نفسه ورفاقه أي الدمج وأهميته وفوائده وانعكاسه على حياة الطفل النفسية والاجتماعية. و يركز الأخصائي الصحي الاجتماعي على دور الهيئة التعليمية في عملية متابعة حالة الطفل المعوّق ومنحه الوقت الكافي أو ضرورة اللجوء إلى استشارته لحل المشاكل الطارئة بالتعاون مع أهل الطفل المعوّق والإدارة والفريق الطبي بحيث يوجه الأخصائي الصحي الاجتماعي عبر إرشاداته ونصائحه الهيئة التعليمية إلى كيفية التعامل مع الطفل المعوّق في المدرسة كونه فرداً بحاجة إلى دعم مثل الأطفال الآخرين فالهدف هو التركيز على ما يستطيع الطفل المعوّق القيام به أكثر من التركيز على الإعاقة نفسها ويتابع الأخصائي الصحي الاجتماعي الهيئة التعليمية ويبني علاقة ثقة وتعاون واحترام معهم كونه أحد أفراد الفريق التعليمي ليتمكن من القيام بدوره ولتدعيم مواقفهم واتجاهاتهم تجاه الطفل المعوّق ويتعرف الأخصائي الصحي الاجتماعي على الوضع الصحي للطفل المعوّق ولا سيما الأسباب التي أدت إلى الإعاقة عوارضها وآثارها كما يتعرف على مدى إمكانية التأهيل عند الطفل وقدرته على الدمج في المدرسة العادية بالتعاون مع الأهل والطبيب المختص وفريق العمل المؤلف من معالج فيزيائي وتأهيل نطق ويجب أن يتعرف الأخصائي الصحي الاجتماعي على وضع الطفل المعوّق في الأسرة ووضعه النفسي الاجتماعي وأحوال الأسرة الاقتصادية كل ذلك لأخذه بعين الاعتبار في عملية الدمج. ويجب أن يشجع الأخصائي الصحي الاجتماعي الأطفال العاديين على دعم الطفل المعوّق نفسياً واجتماعيًا من خلال التحدث معه ومساعدته لتخطي الصعوبات التعليمية واللعب معه وزيارته في المنزل وبناء علاقة طبيعية سليمة إذ يضع الأخصائي الصحي الاجتماعي برنامج زيارات إلى المؤسسات الاجتماعية لاصطحاب تلاميذ المدرسة إليها بهدف تقبل وجود طفل معوّق في المدرسة وللتعرف على نمط حياة الطفل المعوّق والصعوبات التي يعاني منها وأهمية احترامه وتقديم يد العون له. و حتى يؤدي الأخصائي دوره بيسر يقوم بالتعرف على الأهل ويبني علاقة متينة معهم تقوم على أساس المشاركة والاحترام والثقة المتبادلة وذلك عن طريق الاتصال الدائم بهم وزيارتهم كلما دعت الحاجة واقامة اجتماعات دورية شهرية وحسب احتياجات المعوّق والقدرات التي يمتلكها وتضم الأهل والمعلمات لتقييم وضع الطفل المعوّق ولاقتراح بعض التعديلات في التعامل معه ويعدّ الأخصائي الصحي الاجتماعي أمهات الأطفال المعاقين لدورة تدريبية يعرّفهن من خلالها على الإعاقة وأنواعها وأسبابهاة وإلى متطلبات عملية دمج طفلهم إذا كانت إصابته خفيفة أو متوسطة وتحديد قدراته العقلية التي تمُكّنه من متابعة تحصيله الدراسي ويعرّف الأخصائي الصحي الاجتماعي الأهل على أهمية دورهم في رعاية الطفل المعاق ومساعدته على التكيف كتعليم طفلهم منذ الصغر كيفية العناية بنفسه ومساعدته على الاستقلالية من خلال تدريبه على الأكل وارتداء الملابس واكتساب مهارة النظافة ويعتمد الأخصائي الصحي الاجتماعي على تقنية ديناميكية الجماعة وذلك لينقل الأهل تجربتهم مع طفلهم إلى أهل الأطفال الآخرين مما يخفف من شعورهم بالذنب ومن الشكوك التي تحيطهم وبالتالي التخفيف من شعورهم بأنهم سبب الإعاقة ويتابع الأخصائي الصحي الاجتماعي الطفل المعاّق داخل الأسرة ويحفز الأهل على بناء علاقة ثقة معه وذلك لأهمية شعوره بالانتماء إلى أسرة تحبه وتعطف عليه دون إسراف وتتعاون معه ككل لا يتجزأ لأن المطلوب هو الوصول إلى إنماء كامل للشخصية. ويعرف الأخصائي الصحي الاجتماعي الأهل على المساعدات التي يستطيعون الحصول عليها من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية (بطاقة المعاق التي تؤمن له خدمات مجانية صحية واجتماعية) ومن خلال المؤسسات الاجتماعية التأهيلية والتربوية - يقوم الأخصائي الصحي الاجتماعي بتوعية الأهل حول الإعاقة والصعوبة التي يتعرض لها الطفل المعوّق وبضرورة القيام بالتحاليل والتدابير اللازمة لتجنب الإعاقة وتكرارها. كما يظهر أهمية اللجوء إلى العلاج والتشخيص المبكر للإعاقة للحد من تطورها السلبي ويبرز الأخصائي الصحي الاجتماعي للأهل أهمية متابعة طفلهم بالتعاون مع المعلمات داخل المدرسة ومع الفريق الطبي المؤلف من معالج فيزيائي ومعالج النطق والمعالج الخارجي ويشكّل العامل الصحي الاجتماعي الوسيط بينهم لتحقيق التكامل في الأدوار. ولإزالة المعوّقات التي تواجه عملية دمج الطفل في المدرسة ويشجع الأخصائي الصحي الاجتماعي الأهل حول مشاركة طفلهم المعاق بالنشاطات الترفيهية والزيارات المنزلية والرحلات والنزهات والتسوق مثل الأطفال الآخرين لأنه يحتاج إلى تعزيز ثقته بنفسه عن طريق اكتسابه نفس خبرات الأطفال الآخرين وأنه يستطيع التكيف مع التغيرات التي تحيط به.