بقلم: سميرة بيطام* - الجزء الثاني- 4-الآليات التفعيلية لإعادة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة : تعتبر عملية تثقيف وتوعية المجتمع بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومتطلبات دمجهم في المجتمع من المهمات التي تسعى لتحقيقها المؤسسات العاملة في هذا المجال حيث قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه و هي مسؤولية الجميع بدءا بالأسرة ووصولا إلى المجتمع و المؤسسات الاجتماعية و التربوية و التعليمية و الثقافية ففي أنشطتها آلية فاعلة بهدف جذب ذوي الاحتياجات الخاصة و إعادة رسكلة نشاطهم التفاعلي من جديد و كأنهم أفراد عاديون لا يعانون من عاهة أو عجز يحول دون آدائهم الفعال في سبيل ترقية المجتمع الذي ينتمون فيه و بالتالي إحساسهم بان آدائهم لبى لهم شعورا بالارتياح أنهم طاقة نشيطة يعول عليها فقبل التطرق إلى دور الأسرة في إعادة إدماج ذوي الاحتياجات نتطرق لبعض المفاهيم المهمة . 4-1 مفهوم إعادة الإدماج : تستخدم كلمة الدمج INTIGRATION للدلالة على التناسق بين الأجزاء لتكون كلا واحدا متكاملا (2)و في ميدان التربية الخاصة يشير مصطلح الدمج إلى ما يلي: يدل هذا المفهوم على التفاعل بين الأطفال العاديين و المعوقين في نفس المواقف التربوية و عليه يتم دمج الأطفال المعوقين في المدارس العادية و مساعدتهم على التعلم و ذلك باستخدام تقنيات خاصة بذلك(3). 4-2 مفهوم الاندماج : الاندماج يعكس لنا تكيف الأفراد في إطار مجتمع منظم من خلال أنشطة و درجة اندماج الفرد تكون حسب درجة التفاعل المتبادل بين أعضاء المجتمع .. فمفهوم الاندماج يعني التكامل و التوحيد و الاجتماع في علاقة ذات معنى أو وحدة و بالتالي فهو يرمي إلى الخضوع للقواعد و القيم العامة داخل المجتمع . 4-3من هم المسئولون عن سياسة الدمج؟ إن تطبيق سياسة دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية لا يقع على عاتق المدرسة أو المؤسسات ذات الصلة لوحدها ولكن لابد من مشاركة الآباء والمتخصصين الآخرين بل والمجتمع عامة من أجل تحقيق ما نرجوه من نتائج إيجابية لهذه السياسة إذاً فالمسئولية مشتركة وعلى كل طرف أن يتعرف على دوره لكي يتم العمل بين تلك الأطراف لتحقيق الغاية المنشودة وهي دمج وإشراك المعاقين في حركة الحياة. والمحاور القادمة ستوضح لنا دور كل من المدرسة والأسرة والمجتمع في العمل معاً في إطار سياسة الدمج: أولاً: دور المدرسة في تحقيق سياسة الدمج : يمكن أن تسهم المدرسة بدور فعال في تحقيق سياسة الدمج من خلال محورين متكاملين أ: إعداد وتدريب المدرسين المهرة: تمشياً مع مبدأ المدرسة للجميع فإنه يجب العمل على تدريب المعلمين العاديين على العمل مع التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة وينبغي توجيه برامج التدريب التربوي بحيث تناسب الاتجاهات التربوية الموجودة أي بالنظر والتوجه نحو التربية المتكاملة الواسعة والعمل على التأهيل في إطار المجتمع ولعل من أهم ملامح هذا الإعداد والتدريب للمدرسين يتلخص فيما يلي: 1-إعداد وتدريب المختصين الأكفاء يعد أحد المفاتيح لنجاح البرنامج التعليمي الموجه للأشخاص شديدي ومتعددي الإعاقة. 2-من الضروري أن يأخذ المعلمون في اعتبارهم مفهوم الحاجات التعليمية الخاصة أو النوعية للأطفال والمراهقين من المعاقين الذين يتم دمجهم في المدارس العادية وأن يعمل المعلمون على تبين الفروق الفردية بين التلاميذ ليس بهدف أن تقبل التباين بينهم و لكن بهدف حشد أفضل الوسائل الممكنة معهم و لكي تبتكر الطرق و الأساليب لصقلهم بعيدا عن عزلتهم . 3-تشجيع برامج التدريب المفتوحة التي تعد المعلمين للتعامل مع الأطفال المصابين بأنواع مختلفة من الإعاقة كما ينبغي التشجيع على توفير إمكانية التخصص للمعلمين في مجال واحد أو أكثر من المجالات المحددة للإعاقة. 4-أن تتضمن البرامج التدريبية لمعلمي المعاقين تدريباً نفسياً بهدف تنمية اتجاهات صحيحة نحو الأشخاص المعاقين وتحقيق فهم أفضل للعجز والإعاقة بشكل عام. ب-إعداد التلاميذ المعاقين لمرحلة ما بعد المدرسة(4): إن مرحلة ترك المدرسة مرحلة حرجة في حياة الأسرة ككل فبعد عدة سنوات من التزام الطفل أو الشاب المعاق في المدرسة أثناء النهار تجد كثير من الأسر نفسها مضطرة للعناية به طوال الوقت حيث يترك الشخص المعاق المدرسة في سن يتراوح بين 16 إلي 21 سنة وفقا للقوانين المنظمة لذلك في البلدان المختلفة وإن كان معظم المعاقين ينهون دراستهم تماما عندما يبلغون حوالي 12 عاما . والحقيقة أن هناك قصوراً شديداً في كثير من المدارس سواء الخاصة أو العامة في الاهتمام بالمعوقين وإعدادهم وتأهيلهم لمواجهة متطلبات الحياة وصعوبتها فهي لا توفر المناخ للطلبة لمناقشة إعاقتهم وآثارها في حياتهم المقبلة كما أنها لا تتيح لهم الفرصة كي يتكلموا عن مخاوفهم وعن قلقهم بالنسبة للمستقبل ومدى قدرتهم على العثور على عمل والاحتفاظ به ومدى إمكانياتهم لإقامة حياة عائلية مستقرة في استقلال عن الآخرين. وحتى تقوم المدارس بدورها المأمول في إعداد المعاقين لأن يعيشوا قدر استطاعتهم حياة متكاملة مستقلة في مجتمع الكبار فإنها يجب أن تسعي إلى تحقيق الإجراءات التالية: *وضع الهدف الأسمى من إعادة دمج التلاميذ هو تشجيعهم على العطاء بمختلف صوره و خاصة في فكرة التفوق الدراسي حتى يكون التنافس عامل تحفيز قدرات التلميذ و ثقته في نفسه أنه بإمكانه أن يكون رقم 1 في فصول الدراسة. * الهدف الثاني من إعادة دمج التلاميذ هو التحضير البسيكولوجي و القدراتي للتلميذ المعاق لإعداد قدراته مستقبلا تحضيرا له للدخول في مجال العمل و تكيفه مع متطلبات النشاط الفكري و العضلي و هذا أمر مهم يجعل من التلميذ لا يفكر في كون الإعاقة مانع أو حاجز قد يمنعه من العمل. *منح فرصة للأولياء للمساهمة في إعادة دمج ابنهم بطريقة عادية جدا و عدم إشعاره أنه ناقص القدرات بل بالعكس تشجيع الآباء هو بمثابة التأكيد منهم أن ابنهم له الحق في التفاعل في المجتمع مع غيره من الفئات الأخرى..و هذا من شأنه إعطاء الأولياء فرصة للمساهمة مع المدرسة في إعادة الدمج . ج-دور الأسرة في إعادة دمج الطفل المعاق : إن المتأمل(5) في مجال رعاية وتعليم ذوى الإعاقة يدرك أن جودة برامج التربية الخاصة مرتبط بجودة ودور الأسرة في برنامج طفلها خاصة في ضوء سعي بعض الدول العربية وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية لتطبيق أحدث التوجهات العلمية في هذا المجال وهذا يتطلب بناء شراكة بين الأسرة والاختصاصين في الميدان حيث أن كثيرا من الدراسات أكدت على دور الأسرة في تفعيل تطبيق البرنامج التربوي الفردي والدمج الشامل وتطبيق مناهج التعليم العام وإبراز ما لدى أطفالهم من قدرات ومواهب إذا تم تهيئة البيئة الأسرية لهم لاستثمار تلك المواهب والقدرات لأنه ما زالت النظرة أكثر تركيزا على جوانب العجز أو الإعاقة وإهمال ما لدى تلك الفئة من قدرات وهذا يتطلب إعادة تأهيل دور الأسرة وتبصيرها بحقوقها ودورها في برنامج طفلها وهذا ما سنتناوله في النقاط التالية: أولاً :- الأسرة أهميتها في صدمة الإعاقة : حيث تعتبر الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأكثر فعالية ولا يمكن استبدالها وأن الأسرة سوف تستمر في تحمل مسؤولياتها و دور الاختصاصيين في مجال التربية الخاصة هو مساعدتها في قيادة وتحمل المسئولية لمساعدتها على تجاوز الصدمة حيث أن النظام الأسري يؤثر ويتأثر بالأنظمة الموجودة في المجتمع و الطفل ذو الإعاقة جزءاً من أسرة هذه الأخيرة يتواجد ضمنها أنظمة فرعية متعددة حيث لها وظائف عديدة مثل الوظائف الاقتصادية والرعاية اليومية والحاجات الصحية لأفرادها و مجموع الوظائف الترويحية الترفيهية ووظائف التنشئة الاجتماعية ووظائف هوية الذات والوظائف الوجدانية والوظائف التعليمية والمهنية التي تتطلب خيارات وأنشطة المدرسة والعمل لكل أفراد الأسرة فإذا كانت هذه الوظائف مهمة للأفراد العاديين فإنها تبدو أكثر أهمية في وجود طفل ذو إعاقة. وعندما نتحدث عن أثر الإعاقة على النسق الأسري يجب الإشارة إلى صدمة الأسرة وردود فعلها في ضوء متغيرات أهمها: درجة الإعاقة نوع الإعاقة العمر الزمني للمعوق جنس المعوق المستوى الثقافي للوالدين ..... الخ. حيث أن للإعاقة آثار نفسية واجتماعية واقتصادية ..... الخ.(للفرد- للأسرة) بشكل يتطلب أهمية بناء شراكة مع الاختصاصيين الذين يقدمون خدمات لطفلهم من ذوى الإعاقة. يتبع.. * كلية الحقوق بن يوسف بن خدة _الجزائر1- هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته