دليل طبي جديد للتكفل بالداء 23 ألف إصابة جديدة بالسل في الجزائر أحيت الجزائر أمس الأحد اليوم العالمي لمكافحة داء السل وإقرار هذا اليوم يهدف إلى زيادة الوعي العام بشأن العواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المدمرة التي يسببها هذا المرض. وحسب ما أورده موقع الإذاعة الوطنية فقد سجلت الجزائر أكثر من 23 ألف حالة إصابة خلال العام المنصرم وهذه الوضعية بحسب المختصين تظهر انتشار الصنف غير المعدي وتراجع الصنف المعدي. ولمكافحة هذا الداء كشف مسؤولون بوزارة الصحة عن وضع دليل جديد للتكفل بهذا الداء حيث أوضح سفيان علي حلاسة مسؤول البرنامج الوطني لمكافحة السل بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن السل المعدي يتناقص كل سنة في الجزائر كما أن نسب العدوى تتضاءل وهذا ما يجعل أولويات البرنامج الوطني الذي سيكشفها الدليل الجديد لمكافحة السل تتجه إلى الصنف غير المعدي. وفي تصريح له على أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية قال حلاسة عندما ننظر إلى الإحصائيات التي بحوزتنا نعرف أن الداء لا يزال يمس فئة كثيرة من الجزائريين حيث سجلنا أكثر من 23 ألف حالة لمرض السل غير أن أكثر من ثلثي هذا الإصابات من الصنف غير المعدي أي لا ينتشر في الأعضاء الأخرى غير الرئة.. هذا الأمر يطمئن الأخصائيين لأننا نعلم أن المشكل في انتشار المرض خارج الرئة . ومن أخطار مرض السل أن أعراضه الأولية تظهر وكأنها بسيطة وتتراوح بين السعال التعرق الشديد وبصاق يحتوي على الدم ويعتبر هذا الأخير مؤشرا خطيرا يحتاج إلى استشارة طبية سريعة إلا أنه لا يمكن الجزم دوما أن بصق الدم ينم بالضرورة عن مرض السل إذ يمكن أن يكون عرضا لمرض آخر على -حد قول الطبيب-. وعادة ما تتراوح مدة تلك الأعراض بين شهر إلى شهرين قبل أن يدخل المريض في مرحلة ثانية حيث يمكن أن يعاني من أعراض أخرى مثل فقر الدم وأحيانا يشتكي المريض من أعراض السل دون أن يدرك ذلك ما يزيد من احتمال حدوث مضاعفات أخرى ومن أهم تلك المضاعفات التي يمكن أن تحدث أن ينتقل مرض السل من الرئة باعتبارها الموضع الأول للإصابة إلى أعضاء أخرى من الجسم من خلال ما يعرف بالسل خارج الرئة. الجزائر ملتزمة بالقضاء على داء السل مع آفاق 2030 جدد مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور جمال فورار أمس الأحد بالجزائر العاصمة التزام الجزائر بالقضاء على داء السل مع آفاق 2030 وذلك وفق الرزنامة التي حددتها منظمة الأممالمتحدة في اطار اهداف التنمية المستدامة. وأوضح ذات المسؤول بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمحاربة السل الذي يصادف ال24 لشهر مارس أن الدولة تعمل وفق أهداف المنظمات الأممية للتخلص نهائيا من داء السل نظرا للعبء الذي يشكله على الصحة والإقتصاد الوطني وذلك من خلال تحسيس المجتمع وتفعيل مجهودات المنظومة الصحية مشيرا في هذا السياق إلى تصنيف هذا الداء ضمن العشرة امراض الخطيرة المتسببة في الوفيات في العالم (7ر1 مليون وفاة سنويا) بالرغم من تراجع الإصابة به خلال السنوات الأخيرة. كما حذر من جهة أخرى من مقاومة الداء للمضادات الحيوية خلال السنوات الأخيرة مما أعطى نتائج علاج غير مرضية بالنسبة للعديد من الحالات وأعاق المجهودات التي تبذلها الدولة في هذا المجال. وتطرق ممثل المنظمة العالمية للصحة بالجزائر السيد فرانسوا نغيسو با من جانبه إلى الوضعية بالقارة السمراء مؤكدا بأنه وبالرغم من تراجع الإصابة بالسل بالمنطقة بنسبة 4 بالمائة إلا أن القارة لازالت تصنف في المرتبة الثانية في العالم منذ سنة 2013 . وأوضح في ذات السياق أنه وبالرغم من تحسين الوقاية والعلاج بإفريقي إلا أن النتائج لم تبلغ الأهداف المرجوة بعد مما يصعب على دول القارة تحقيق اهداف التنمية المستدامة لسنوات 2016 / 2030 . ولمواجهة انتشار هذا الداء بالقارة دعت المنظمة العالمية للصحة إلى تبني برامج متعددة القطاعات وتوفير العلاج للجميع سيما الفئات التي تشكل خطورة على غرار المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة (سيدا) والأطفال. وذكر المسؤول عن البرنامج الوطني لمكافحة السل بوزارة الصحة الأستاذ سفيان علي حلاسة بعدد الإصابات عبر العالم والتي بلغت أكثر من 10 ملايين إصابة 64 بالمائة منها ب9 دول في العالم حيث تأتي دول جنوب شرق اسيا في المقدمة متبوعة بدول القارة الإفريقية اين تتراوح هذه الإصابة بين 150 و500 حالة لكل 100 الف ساكن ولا تمثل بالقارة الأوروبية وأمريكا الشمالية إلا نسبة 10 حالات لكل 100 الف نسمة. وتعرف 10 دول إفريقية -حسبه- نسبة كبيرة من الإصابات تصل إلى 72 بالمائة ومن الوفيات تصل إلى 60 بالمائة نتيجة إصابة المرضى بدائين في نفس الوقت السل والسيدا. وبالنسبة للوضعية الوبائية بالجزائر أكد الأستاذ علي حلاسة أنها شهدت خلال السنوات الأخيرة تراجعا ملموسا للسل الرئوي المعدي وانتشار السل خارج الرئة مؤكدا في هذا الإطار بلوغ نسبة الإصابة بالنوع الأول ذروتها إلى 30 حالة لكل 100 ألف نسمة تسجل على الخصوص لدى الفئات المسنة.