لم تمر فترة قصيرة على انفراج أزمة الطماطم والتي أرجعها الكل إلى المضاربة في الأسعار خاصة مع توفر المحصول بكثرة مع افتتاح موسم الحر بحيث عرفت أسعارها في الآونة الأخيرة انخفاضا ملحوظا وصل إلى 25 دينارا للكيلوغرام الواحد بعد أن عرفت قبل مدة وجيزة ارتفاعا صاروخيا وصل إلى حدود 130 دينارا، حتى اصطدم المستهلكون بارتفاع المواد والسلع الأخرى حتى تلك الموسمية كالفلفل بنوعيه والفاصولياء الخضراء والبادنجان وكل الخضر على العموم التي تراوح سعرها بين 60 دينارا وصولا إلى 100 دينار للكيلوغرام الواحد الأمر الذي اثر في المواطنين الذين اتجهوا إلى استهلاك الحبوب كآخر الحلول في عز موسم الحر. خباجة نسيمة عدم استقرار الأسعار بات النقطة التي تحير المواطنين بين فترة وأخرى بعد أن هدف التجار والباعة إرهاق جيوبهم خاصة وان الخضر هي المصدر الأساسي لعيش الكثير من العائلات التي لا تقوى على جعل اللحوم الحمراء والبيضاء وكذا الأسماك كمصادر لتقوتها اليومي، فهي بالكاد تقوى على تذوق نكهتها مرة في الشهر تزامنا مع الأجرة الشهرية لرب العائلة وهو النهج الذي تنهجه اغلب الأسر الجزائرية الهادفة إلى حفظ استقرار ميزانيتها في المدة الفاصلة بين أجرة وأخرى، وما زاد من أزمتها هو الارتفاع الذي مس أسعار السلع في الآونة الأخيرة حتى الموسمية منها التي لم تسلم من الارتفاع، مما جعل المواطن في حيرة من أمره واكره على العودة إلى الحبوب في عز الحر خاصة مع تنوع السلع خلال الموسم، إلا أن الأسعار وقفت حاجزا بينه وبين الاستمتاع بأطباق تلك الخضر التي تتلاءم وموسم الصيف. في هذا الصدد قمنا بجولة عبر بعض الأسواق الشعبية بالعاصمة على غرار المدنية، المرادية، مارشي 12 ببلكور، وكذا بعض المحلات ما قابلنا هي تلك الأسعار التي لا تنزل عن 60 دينارا كأدنى حد حتى للخضر الموسمية لترتفع إلى 100 دينار فالفلفل الأخضر بنوعيه بين 65 و70 و80 دينارا، الباذنجان 80 دينارا وشاركته الفاصولياء الخضراء في نفس السعر، الكوسة ب50 دينارا بعد أن انخفضت في وقت سابق إلى 25 دينارا، الطماطم هي الأخرى شهدت ارتفاعا إلى حدود 40 دينارا، البطاطا هي كمادة أساسية ارتفعت إلى 40 دينارا مما أدى إلى تذمر المواطنين بحيث عبروا عن استيائهم من وتيرة الاسعارالمعلنة بعد اقترابنا منهم. منهم احد المواطنين الذي قال كيف لعائلة متعددة الأفراد أن تجلب السلع وهي على تلك الأسعار المرتفعة مما يؤدي بنا إلى التقشف وجلبها بالغرامات بدل الكيلوغرامات مثلما عهدنا عليه في السابق، في زمن تحلى التاجر فيه بالقناعة وابتعد عن الجشع على عكس صفات تجار اليوم الذين يهدفون إلى إرهاق الجيوب والربح السريع على حساب المستهلكين دون أدنى مسؤولية. أما إحدى السيدات فعبّرت بالقول أن الارتفاع الأخير الذي شهدته جل أنواع الخضر اكرهها على جلب الحبوب الجافة من اجل تناولها في عز الحر خاصة وأنها تضمن الاكتفاء الغذائي لأسرتها بجلب الحبوب بدل جلب الخضر وإهدار المال من دون تحقيق الاكتفاء، خاصة وان أسعارها تفرض عليها جلبها بكميات متضائلة ومصير تلك الكمية أن يذهب نصفها في القشور بالنسبة لبعض الخضر التي تستلزم عملية طبخها تنقيتها من قبل، لذلك خلصت إلى جلب الحبوب وإراحة ضميرها بدل الخضوع والانصياع لتلك الأسعار التي لا تخدم متوسطي الحال من أمثالها. وفي ظل الانخفاض والارتفاع المفاجئين يبقى المواطن رهينة لتلك التلاعبات التي فرضها التجار بحيث أضحى ينام على أسعار ليصبح على أسعار أخرى تفزعه ولا تخدم جيبه البتة، وما زاد من تأزم الأمر وإطلاق العنان لهؤلاء التجار لإعلان جشعهم هو الغياب التام للجان المكلفة برقابة الأسعار على مستوى الأسواق والمحلات.