لست وحدك من يذنب.. بل خلق الله الناس جميعًا مخطئين.. لا كما لأحدهم ولا عصمة إلا من عصمه الله من أنبيائه ورسله.. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون [رواه الترمذي] . ولو كان الله جل وعلا قد خلق الإنسان كاملاً لا يخطئ لما كان لكل فرد من بني آدم حظه من الخطأ.. فهذا فيه دليل على أن الإنسان أي إنسان لا يسلم من الذنب . من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط ولذلك قال الله تعالى : وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّة [فاطر: 45] فهذه الآية عامة في الناس أجمعين أنهم كلهم يستحقون من العقوبة على عصيانهم وكسبهم ما يوجب لهم الهلاك وإن كانوا في حقيقة الأمر متفاوتون في أخطائهم. لكن القسم المشترك فيهم أجمعين هو غفلتهم عن عظمة الله وانحرافهم عن توقيره.. فليست المسألة بنوع الذنب وإنما بعظمة من نذنب في حقه . أخي الكريم.. وهذا _ إذا تأملت _ يسلي كل مذنب أسرته ذنوبه.. ويقوي عزمه على التوبة والرجوع إلى الله.. لأنه لا أحد يسلم من الخطأ.. وبما أن رحمة الله تسع الناس على ما هم عليه.. فلماذا لا يظل المسلم طامعًا في تلك الرحمة.. منافسًا العباد في التقرب إلى الله بالتوبة ما دام طريقها واجب السلوك في حقهم جميعًا .