ما زالت أجواء المصالحة تُلقي بظلالها على الأوضاع الداخلية للفلسطينيين، أو بمعنى آخر تزيد من معاناة الفلسطينيين مع الجانب الصهيوني، وبخاصّة بعد التهديدات الصهيونية ل "فتح" ورئيس السلطة أبو مازن· وهذه المشكلات أو العقبات هي العراقيل التي يضعها الصهاينة ضد العمّال الفلسطينيين والمزارعين، حيث قال مزارعون فلسطينيون إن متضامنين أجانب وضعوا أنفسهم "دروعًا بشرية" ومنعوا قوّات الاحتلال من ارتكاب جريمة في حقّ مزارعين توجّهوا إلى أراضيهم الزراعية في بلدة خزاعة المحاذية للسياج الفاصل بين قطاع غزّة والأراضي المحتلّة عام 48 شرق مدينة غزّة· وفتح جنود الاحتلال النّار على المزارعين والمتضامنين لمنعهم من الوصول إلى الأراضي القريبة من السياج لحصد محاصيلهم، وذكر مزارعون أن المتضامنين الأجانب أظهروا شجاعةً كبيرة عندما وقفوا أمام المزارعين وجعلوا من أجسادهم "دروعًا" لحماية المزارعين ونادوا على جنود الاحتلال بمكبّرات الصوت للتعريف بأنفسهم أنهم متضامنون أجانب، وأكَّد المزارع فوزي النجّار أن جنود الاحتلال أوقفوا إطلاق النّار، حيث تمكَّن المزارعون من العمل لبضع ساعات قبل مغادرة المكان· وكشفت منظّمة حقوقية صهيونية أن جنود الاحتلال يستخدمون الكلاب المتوحّشة للاعتداء على العمّال الفلسطينيين خلال محاولتهم دخول الأراضي المحتلّة عام 48 سعيًا وراء أرزاقهم، وتوجَّهت منظّمة "بتسيلم" الحقوقية بمذكّرة لقيادة جيش الاحتلال بطلب من أجل وقف هذه الجريمة، وأشار التقرير إلى اعتداء الجنود على العمّال أثناء اجتيازهم حواجز الاحتلال بحثًا عن عمل، لافتًا إلى أن بعضًا منهم لم يحاول اجتياز الحاجز بطريقة غير قانونية، لكنه أُصيب، وهناك منهم من بُترت إحدى أصابع يديه كما ذكرت المنظّمة في تقرير عن أفريل المنصرم، مؤكِّدة تعرُّض ثلاثة فلسطينيين على الأقل لمهاجمة وحشية من هذا القبيل. وأشارت المديرة العامّة للمنظّمة جسيكة مونطل إلى أن هذه الأساليب وحشية وتبعث الخوف وتدلّ على الترهيب، ومنافية للقوانين الدولية· ** بيع أعضاء الشهداء في سياقٍ متّصل، أكّد مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في مصر بركات الفرا أهمّية وجود خطّة عربية جماعية لملاحقة "إسرائيل" لاحتجازها جثامين مئات الشهداء الفلسطينيين والعرب. ونقلت عنه "د· ب· أ" في تصريحٍ له ضرورة ملاحقة "إسرائيل" على سرقة أعضاء الشهداء، موضّحًا أن هذه الانتهاكات تندرج ضمن جرائم الحرب، وأكّد أنه بناءً على طلب فلسطين ستعقد ورشة عمل في القاهرة يوم التاسع عشر من الشهر الحالي للبحث في الوسائل الممكنة التي يمكن من خلالها العمل ضد احتجاز "إسرائيل" جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، وأضاف أن هذه الورشة تتّسم بأهمّية خاصّة وسيشارك فيها ممثّلون عن مجلس وزراء العدل العرب بالتعاون مع الجامعة العربية، وتهدف إلى مناقشة الأبعاد القانونية لجريمة احتجاز جثامين الشهداء واتّخاذ القرارات والتوصيات الكفيلة لإثارة هذه القضية بالمحافل الدولية ومجلس حقوق الإنسان· وعلى أيّ حال، فإن ما يحدث ضد الفلسطينيين في الآونة الأخيرة ليس بجديد، خاصّة التضييق على العمّال والمزارعين ومنعهم من الوصول إلى أشغالهم وإطلاق الكلاب المتوحشة عليهم لتخويفهم من الذهاب إلى حقولهم، لكن الجديد والمهمّ في الموضوع هو قيام ناشطين أجانب بحماية الفلسطينيين من الصهاينة، ليس ذلك فحسب، وإنما أيضًا قيامهم بعمل أجسادهم كدروع بشرية لمنع وصول الكلاب أو الرّصاص إلى المزارعين وذلك لأنهم متأكّدون من أن الصهاينة لن يطلقوا النّار عليهم، وهو ما يحدث. الشيء الإيجابي الآخر هو قيام مندوب فلسطين بالجامعة العربية وسفيرها في مصر بتصعيد قضية بيع أعضاء الشهداء الفلسطينيين من قِبل الجانب الصهيوني ومطالبته الدول العربية بضرورة التحرّك باعتبار هذه الجريمة تندرج تحت بند جرائم الحرب ضد الإنسانية، كلّ هذه الأمور وغيرها من ثمار المصالحة الفلسطينية، والتي تَمَّت مؤخّرا في القاهرة· * أكَّد مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في مصر بركات الفرا أهمّية وجود خطّة عربية جماعيّة لملاحقة "إسرائيل" لاحتجازها جثامين مئات الشهداء الفلسطينيين والعرب، ونقلت عنه "د· ب· أ" في تصريحٍ له ضرورة ملاحقة "إسرائيل" على سرقة أعضاء الشهداء، موضّحًا أن هذه الانتهاكات تندرج ضمن جرائم الحرب·