أفادت مصادر إخبارية بارتفاع عدد ضحايا العملية العسكرية التي نفذها الجيش السوري في مدن وبلدات محافظة حمص وسط سوريا إلى 15 قتيلا· بدورها، قالت ناشطة بارزة في مجال حقوق الإنسان إن القوات السورية قتلت 11 مدنيا على الأقل وأصابت عشرات آخرين يوم الأحد في حملة عسكرية آخذة في الاتساع في وسط سوريا لإخماد احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد· وقالت المحامية في مجال حقوق الإنسان رزان زيتوني ل "رويترز" إن عمليات القتل تلك وقعت في بلدتي تلبيسة والرستن في ريف حمص وحولهما· وفي وقت سابق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن لديه أسماء ثمانية مدنيين من القتلى· وقال شهود عيان لوكالة "رويترز" إن دبابات تدعمها قوات أطلقت نيران البنادق الآلية في بلدتي تلبيسة والرستن وعدة قرى قرب مدينة حمص· وقال أحد سكان مدينة تلبيسة التي يقطنها 60 ألف نسمة عبر الهاتف إن "الجنود الآن في كل مكان في تلبيسة· إنهم يقتحمون المنازل ويعتقلون الناس·" وسمع صوت إطلاق النار في الخلفية· وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن أربعة من أفراد قوات الأمن قتلوا في تلبيسة أثناء مطاردة جماعات إرهابية مسلحة لاعتقالها وتقديمها إلى العدالة"· وأفاد شهود وحقوقيون أنه تم قطع الإنترنت وإمدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وغالبية خدمات الهاتف المحمول عن هذه المناطق، في خطوة يستخدمها الجيش عادة قبل اقتحام المدن· سياسيا، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إن الرئيس السوري بشار الأسد يتمتع بشعبية في سوريا، وأنه لو أجريت انتخابات حرة في ذلك البلد قبل الاضطرابات السياسية الحالية، فإن الأسد كان سينتخب رئيسا· وأوضح داود اوغلو في مقابلة مع محطة "تي في نت" التليفزيونية التركية أن الأسد على عكس "جيل الحكام القديم" في مصر واليمن وتونس وليبيا "محبوب من الشعب السوري"· وتابع في المقابلة: "لو أجريت انتخابات حرة قبل الثورة التونسية، والتي انتقلت عبر العالم العربي، فإن قادة تونس ومصر واليمن وليبيا كانوا سيرحلون، بينما كان الأسد سيبقى"· إلا أن اوغلو لمح إلى أنه لا يعرف ما إذا كان الرئيس السوري ما زال يتمتع بنفس الشعبية اليوم بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة في البلاد والتي واجهتها قوى الأمن باستخدام "مفرط للعنف" كما قالت منظمات حقوقية سورية ودولية، موضحا أنه "ليس لديه فكرة عما إذا كان الرئيس السوري سيفوز إذا أجريت انتخابات نزيهة"· وقال اوغلو في المقابلة التي نقلت صحيفة "زمان" التركية مقتطفات منها: "أقول هذا بروح الصداقة"، مشيرا إلى أن سوريا كانت ستصبح نموذجا في المنطقة إذا ما أجريت القيادة السورية العام الماضي إصلاحات وصفها اوغلو ب "إصلاحات ليست صعبة"· ونفى وزير الخارجية التركي "الادعاءات" حول أن الرئيس السوري "يفتقد للإرادة السياسية" في تلك المرحلة للدفع نحو الإصلاحات، موضحاً أن بعض مصادر قلق الأسد "في محلها"· وكان اوغلو قد زار دمشق مطلع أفريل حيث أجرى محادثات مع الأسد حول تطورات الأوضاع في سوريا· ويشعر الأتراك أن الضغوط تتزايد على النظام السوري لإجراء إصلاحات فورية وشاملة، خصوصاً في ضوء ارتفاع سقف مطالب المحتجين من الإصلاح إلى إسقاط النظام· وحضّ وزير الخارجية التركي الأسد على تطبيق الإصلاحات فورا، مضيفا: "الآن هو وقت التحرك"· وشدد اوغلو على أن سوريا "تحتل الأولوية" في جدول أعمال السياسة الخارجية التركية بسبب تخوفات انقرة من الانعكاسات السلبية عليها إذا ما تدهور الوضع في سوريا· وأوضح وزير الخارجية التركي أن سوريا هي أهم بلد في الشرق الأوسط وتقف وسط ثلاث مشاكل خطيرة هي العراق وفلسطين والوضع في لبنان·