لان أول يوم من امتحانات شهادة التعليم المتوسط تزامنت مع المباراة الفاصلة التي ستجمع بين المنتخبين الجزائري والمغربي، فإنّ الكثير من الأطفال، أو التلاميذ قد ينشغلون بها، وهو الأمر الذي دفع بالأولياء لأن يكونوا صارمين، حتى أنّ البعض منهم قرر أن يطفئ التلفاز سهرة اليوم، فلا تلاعب بالإمتحانات المصيرية. مصطفى مهدي امتحانات شهادة التعليم المتوسط تعتبر الاختبار الأول الصعب للتلميذ في مشواره الدراسي، ربما بعد شهادة التعليم الابتدائي، ولهذا فان التلاميذ والأولياء على السواء يعتبرون هذه الشهادة، الذي قد يحوزها التلميذ بداية النجاح النسبة له، ولا مجال لكي يتهاون في نيلها، حتى أنّ الكثير من الأولياء أدخلوا أبناءهم فيما يشبه التربص المغلق، لا هاتف، لا تلفاز، ولا خروج، ولا لعب، سوى الدراسة، والانكباب على الدروس من الصباح إلى المساء، ورغم ان تعامل الأولياء يختلف من أسرة لأخرى، إلا أن الجميع يخشى من المباراة التي ستجمع الفريق الوطني بنظيره المغربي، يخشون من أن تشوش على أبنائهم، وتجعلهم لا يركزون، بل لو استطاعوا أن يمنعوا عنهم حتى نتيجة اللقاء النهائية لفعلوا، خاصة وان التلميذ قد يفكر في المباراة في حالي الفوز او الخسارة، فيكون محبطا إذا انهزم الفريق الوطني ويحب الخروج للاحتفال إذا ما فاز، وهكذا، ونحن قابلنا بعض الأولياء الذين بالغوا في "حماية" أبنائهم من تأثير هذه المقابلة عليهم، ومنهم بوعلام، والذي يشرف ابنه صاحب الثالثة عشر من العمر على اجتياز الامتحان، يقول لنا الأب: "لا بد أن لا يشاهد المباراة، ولا أنا سأفعل، حيث يجب عليّ أن أبقى في البيت لمراقبته، وسأضحي بالمقابلة، المهم بالنسبة لي أن ينجح ابني، أما الكرة فليست أهم من الشهادة، خاصة وان تعلق كثيرا بكرة القدم، يمارسها ويتابع أخبارها، وكذلك يحب الفريق الوطني، فما العمل لكي امنعه من التفكير في المقابلة؟، ولكن الخطأ خطا الإعلام الذي جعل من المباراة أهم شيء، واهم حدث، وجعل حتى الذين لا يتمون بالكرة ينتظرون اللقاء بفارغ الصبر، وهو ما زاد الطين بلة". أما رشيدة، والتي لا تتابع الكرة، بل تجد أنها لعبة تافهة، وانه على الأطفال أن لا يتابعوها لأنها تمتص تفكيرهم فتقول:" في البيت سأجعل ابني الذي سيجتاز الامتحان اليوم، سأجعله ينام مبكرا على الساعة الثامنة، لا ادري كيف، ولكن المهم أن لا يسهر، لا أمام التلفاز، ولا في الشارع، لأنه يجب أن ينام جيدا حتى يعمل بشكل جيد في الامتحان، وهو أخشى ما أخشاه، أن يفكر ولو قليلا في المباراة". السعيد هو الآخر تشاجر مع ابنه الذي طلب منه أن يشاهد المباراة، على أن يكثف من مجهوداته في المراجعة، فأجابه أن عليه أن يكثف مجهوداته دون مباراة ولاشيء، وانه سيجل له اللقاء ليراه بعد الامتحان، فأجاب الولد أن هناك الانترنيت ليرى فيها اللقاء، فسخط الأب على ابنه، وتشاجر الاثنان.