ولدت في لشبونة وانطلقت في السودان وترعرعت في الأدغال تاريخ كأس أمم إفريقيا (الحلقة السابعة) إعداد: كريم مادي الدورة التاسعة (مصر 1974) حرب أكتوبر تُسقط الفراعنة وتُسعد الفهود بالرغم من الظروف السياسية التي أحيطت بالدورة التاسعة بسبب حرب أكتوبر 1973 إلا أن الاتحاد الإفريقي أصر بأن تلعب الدورة في زمانها ومكانها المحدد بمصر في الفترة مابين الفاتح إلى الرابع مارس 1974 لكن لعنة تلك الحرب أسقطت الفراعنة بأرضهم وحرمتهم من التتويج الثالث لكن بالمقابل أسعدت فهود منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية بحصولهم على أول لقب قاري. مرة أخرى تغيب الراية الوطنية عن العرس الإفريقي فبعد دورة السودان 1970 والكاميرون 1972 جاءت دورة مصر 1974 دون المنتخب الوطني الجزائري اثر خروجه في الدور التصفوي الأول أمام المنتخب الأوغندي فبعد أن فرح الجمهور الرياضي الجزائري بالخسارة الصغيرة التي مني بها زملاء عبد الحميد صالحي في كمبالا بهدفين لواحد إلا أن الحلم الجزائري لم يتحقق وتحولت الأفراح إلى أحزان اثر التعادل الذي فرضه المنتخب الأوغندي بملعب 5 جويلية ليتواصل غياب المنتخب الجزائري عن المعترك الإفريقي للمرة الثالثة على التوالي. غانا تغيب للمرة الثانية على التوالي منتخب جزر السيشل لأول مرة شهدت الدورة التاسعة مشاركة الأول مرة منتخب جزر السيشل فيما غابت منتخبات دول المغرب العربي مع غياب السودان وإثيوبيا ومالي كما نسجل غياب المنتخب الغاني للمرة الثانية على التوالي وهو المنتخب الذي كان قد نشط أربعة نهائيات متتالية فاز في اثنين وخسر مثلهما. شارك في دورة مصر المنتخبات التالية: أوغنداوزامبيا وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينياوالكونغو (حامل اللقب) وجزر موريس ومصر (منظم البطولة). تم تقسيم المنتخبات الثمانية على فوجين في الفوز الأول وضع على رأسها المنتخب المصري باعتباره منظم الدورة إلى جانب كل من أوغنداوزامبيا وكوت ديفوار فيما وضع منتخب جمهورية الكونغو على رأس المجموعة الثانية إلى جانب جمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر موريس وغينيا. الانطلاقة بداية قوية لأصحاب الأرض وحامل اللقب في الفاتح من شهر مارس 1974 أعطى الرئيس المصري الراحل أنور السادات إشارة انطلاقة الدورة التاسعة بملعب ناصر بالقاهرة أمام جمهور قدر بأكثر من خمسين ألف متفرج وجمعت المباراة الافتتاحية بين منظم البطولة ونظيره الأوغندي وانتهت بفوز أصحاب الأرض بهدفين لواحد سجل لمصر على ابو جريشة وخليل فيما وقع للمنتخب الأوغندي موبيرو. في اليوم الموالي 2 مارس وبملعب مدينة المحلة لعبت المباراة الثانية عن المجموعة الأولى بين المنتخبين الزامبي والإيفواري وانتهت بفوز الأول بهدف دون رد وقعه اللاعب كواشي وهو الفوز الذي سمح لزامبيا أن يتصدر الريادة رفقة مصر بنقطتين مقابل لاشيء لكوت ديفوار وزامبيا. في المجموعة الثانية اللقاء الأول الذي جرى بملعب مدينة الدمنهور بين المنتخبين جمهورية الكونغو الديمقراطية والغيني انتهى لمصلحة المنتخب الأول بهدفين لواحد سجلهما للزائير مولامبا نداي فيما سجل لغينيا بانغالي سيللا أما اللقاء الثاني من ذات المجموعة بين جمهورية الكونغو وجزر موريس والذي جرى بملعب مدينة الإسكندرية انتهى وكما كان منتظرا لمصلحة حامل الكأس جمهورية الكونغو بهدفين لصفر وقعهما اللاعبان موكيلا ولاكو وبذلك تصدر هذا الأخير رفقة جمهورية الكونغو الديمقراطية الريادة بنقطتين مع فارق الأهداف لمصلحة جمهورية الكونغو وبدون رصيد لجزر موريس وغينيا. الجولة الثانية تأهل مصر والكونغو مبكرا إلى المربع الذهبي جاءت الجولة الثانية لمصلحة المنتخبين المصري وجمهورية الكونغو حيث تمكن معا من بلوغ المربع الذهبي قبل إجراء الجولة الثالثة والأخيرة بعد تحقيقهما الفوز الثاني على التوالي فالمنتخب المصري تمكن من هزم المنتخب الزامبي بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد سجل لمصر كل من محمود الخطيب وطه بصري وأبو جريشة فيما سجل لزامبيا تشيتالو سقوط المنتخب الزامبي لم يستغله المنتخب الإيفواري حيث تعادل بملعب مدينة المحلة أمام المنتخب الأوغندي بهدفين لمثلهما سجل للأول اللاعب كوبينان فيما سجل للثاني موبيرو تعادل سمح للمنتخب الزامبي من تصدر المجموعة بثلاث نقاط لكن حظوظ جميع المنتخبات بقيت قائمة لبلوغ المربع الذهبي. في المجموعة الثانية وفي اللقاء الأول الذي جرى بمدينة الدمنهور تمكن المنتخب الغيني وبشق الأنفس من انتزاع نقاط الفوز أمام منتخب جزر موريس بهدفين لواحد سجل للفائز اللاعب موريسيري فيما سجل للمنهزم اللاعب امبيراث وبذلك يخرج منتخب جزر موريس من المنافسة بعد أن سبق له وأن ذاق الخسارة في لدائه الأول أمام منتخب جمهورية الكونغو وعلى ذكر هذا الأخير وبملعب مدينة الإسكندرية تمكن من كسب ورقة العبور إلى المربع الذهبي إثر فوزه على منتخب الزائير بهدف وقعهما كل من مبو ومباينتغا للأول ومانغا للمنهزم. الجولة الثالثة زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية يكملان أضلاع المربع الذهبي بعد بلوغ المنتخبين المصري والكونغولي المربع الذهبي التحق بهما المنتخبان الزامبي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ففي المجموعة الأولى وفي لقاء مثير من اجل تحديد هوية المنتخب الذي سيرافق المنتخب المصري إلى الدور نصف النهائي تمكن المنتخب الزامبي من هزم الأوغندي بهدف دون رد وقعه اللاعب كابيتا فيما واصل المنتخب المصري سلسلة نتائجه الإيجابية ورغم أن مباراته الثالثة أمام المنتخب الايفواري تحصيل أشبه بالودية إلا أن زملاء محمود الخطيب حققوا الفوز الثالث على التوالي وهزموا منتخب كوت ديفوار بهدفين دون رد وقعهما اللاعب حسن الشاذلي وخليل. أما في المجموعة الثالثة وبعد بلوغ منتخب الكونغو المربع الذهبي التحق به المنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية بفوزه على الساحق على منتخب جزر موريس بأربعة أهداف لواحد فيما انتهت مواجهة غينياوالكونغو بالتعادل هدف لمثله. الدور نصف النهائي إقصاء مستضيف الدورة وحامل اللقب جمعت مبارتي الدور النصف النهائي بين المنتخبين المصري وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبين الكونغووزامبيا اللقاء الأول جرى بملعب القاهرة وخلاله أحدث الزوار مفاجأة من العيار الثقيل بإزاحتهم لمنظم البطولة من بلوغ النهائي في الوقت الإضافي بنتيجة ثلاثة أهدف لهدفين سجل للمنتصر كل من موبينو وعلى ابو جريشة فيما سجل لجمهورية الكونغو الديمقراطية الثنائي مولامبا نداي هدفين وكيغومو هدف واحد. في نفس اليوم التاسع مارس أكمل المنتخب الزامبي مفاجأة البطولة بفوزه على حامل الكأس الكونغو بأربعة أهداف لهدفين سجل للفائز تشاندا ثلاثة أهداف فيما سجل مايو لانغا هدفا واحدا أما للمنهزم فسجل ندوما وميلية. اللقاء الترتيبي مصر تكتفي بالمركز الثالث قبل إقامة المباراة النهائية بملعب القاهرة يوم 12 مارس لعبت المباراة الترتيبية يوم 11 مارس بملعب القاهرة وجمعت بين المنتخب المصري والكونغو وانتهت بفوز ساحق لمصر بأربعة أهداف لصفر تداول على تسجيلهما كل من مصطفى عبدو وعلى ابو جريشة فيما سجل المدرب الحالي لمنتخب الفراعنة حسن شحاتة هدفين ورغم هذا الفوز إلا أن الجماهير المصرية لم ترض بذلك واتهمت الاتحاد المصري بالفشل الأمر الذي اضطر الحكومة بحل الاتحاد. النهائي اللقب لأول مرة لجمهورية الكونغو الديمقراطية جرى النهائي الأول بملعب القاهرة أمام جمهور قليل جدا جمع لأول مرة المنتخبين جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا انتهى بتعادل المنتخبين بهدفين لمثلهما سجل للفريق الاول مولامبا نداي ولزامبيا كواشي وسينيانغو هذا التعادل أرغم المنتخبين على إجراء لقاء فاصل لتحديد هوية البطل. جرى النهائي الثاني المعاد بعد 48 ساعة من النهائي الاول واحتضنه كذلك ملعب ناصر بالقاهرة أمام جمهور قليل جدا وفيه ابتسم الحظ لمنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية (الزائير سابقا) بفوزه بهدفين دون رد وقعهما اللاعب مولامبا نداي مدونا اسم منتخب بلاده جمهورية الكونغو الديمقراطية في سجل المتوجين لأول مرة فبات سادس منتخب يتوج باللقب القاري الغالي يعد كل من مصر وإثيوبيا وغانا والسودان والكونغو وفور استلام قائد المنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية الكأس الغالية من أيدي الرئيس المصري الراحل أنور السادات أسدل الستار عن الدورة التاسعة على أن يتجدد العهد بعد سنتين بإثيوبيا. أحداث وأرقام من الدورة التاسعة * قدر عدد أهداف الدورة ب51 هدفا أي اقل بهدفين عن الدورة الأخيرة التي لعبت في الكاميرون ونفس عدد الأهداف الذي سجل في دورة إثيوبيا عام 1968 وبأقل من هدف واحد في دورة السودان عام 1970 . * بات المنتخب المصري رابع منتخب يفشل في الفوز بالكأس بأرضه بعد كل من السودان عام 1957 وتونس عام 1965 وإثيوبيا 1968 والكاميرون عام 1972. * لعب منتخب الكونغو تحت اسم منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية وظل كذلك حتى عام 1996 وفي تلك الفترة فاز باللقب للمرة الثانية والأخيرة في تاريخه عندما توج ببطولة عام 1974 . * للمرة الأولى في تاريخ البطولة أعيدت المباراة النهائية لأنها انتهت بالتعادل في المرة الأولى بهدفين لكل فريق وفي الإعادة أحرز نداي هدفين لمنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية وفاز فريقه بالبطولة وعاد فريق جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى بلاده على متن طائرة الرئيس مبوتو سيسيسيكو. * توج اللاعب جمهورية الكونغو الديمقراطية نداي مولامبا بلقب هداف البطولة بتوقيعه لتسعة أهداف كاملة وهو رقم قياسي لمن يبلغه الى حد الآن أي لاعب افريقي. * بات المدرب فيدنيك اليوغوسلافي خامس مدرب اجنبي من القارة الأوربية يتوج بالكأس الإفريقية بعد كل من تيتكوش المجري المتوج مع مصر بلقب دورة 1959 وميلوسفيتش اليوغوسلافي الذي قاد هو الآخر منتخب إثيوبيا للفوز بلقب 1962 وفيرنك كساناد المجري المتوج مع منتخب الكونغو الديمقراطية عام 1968 وجيري شتاروست التشيكي الذي قاد السودان عام 1970 لانتزاع أول وآخر لقب لهذا البلد. * مشاركة منتخب جزر السيشل كانت الاولى والأخيرة في الأدوار النهائية لكاس أمم افريقيا حيث تلقى ثلاثة هزائم متتالية اهتزت شباكه ثماني مرات وسجل خط هجومه الا هدفين فقط. * تصدر خط هجوم المنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية الريادة ب15 هدفا مقابل سبعة أهداف دخلت مرماه. * أكبر عدد من الأهداف في لقاء واحد كان في مباراة جمهورية الكونغووزامبيا حيث شهد تسجيل ستة أهداف أربعة للمنتخب الزامبي وهدفين للمنتخب الكونغولي. * أثقل نتيجة في الدورة تلك التي فاز بها المنتخب المصري على منتخب جمهورية الكونغو بنتيجة أربعة أهداف دون رد في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. * على عكس دورة السودان 1970 التي غاب عنها المنتخب المغربي بالرغم من بلوغه مونديال المكسيك ممثل القارة الإفريقية في المونديال الموالي 1974 بألمانيا منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية وبالرغم من تتويجه باللقب القاري إلا أن مشاركته في كأس العالم بألمانيا 1974 كانت كارثية بخسارته اللقاءات الثلاثة أمام يوغسلافيا 9/0. النتائج الكاملة للدورة التاسعة: المجموعة الأولى - الجولة الأولى: زامبيا - كوت ديفوار 1/0 مصر - أوغندا 2/1 - الجولة الثانية: كوت ديفوار - أوغندا 2/2 مصر _ زامبيا 3/1 - الجولة الثالثة: كوت ديفوار _ مصر 2/0 أوغندا _ زامبيا 0/1 * تأهل مصر وزامبيا إلى الدور نصف النهائي المجموعة الثانية: - الجولة الأولى: جمهورية الكونغو الديمقراطية _ غينيا 2/1 جمهورية الكونغو _ جزر موريس 2/0 - الجولة الثانية: غينيا - جزر موريس 2/1 جمهورية الكونغو - جمهورية الكونغو الديمقراطية 2/1 - الجولة الثالثة: جمهورية الكونغو _ غينيا 1/1 جمهورية الكونغو الديمقراطية - جزر موريس 4/1 * تأهل جمهورية الكونغو و جمهورية الكونغو الديمقراطية الى الدور نصف النهائي الدور النصف نهائي مصر _ جمهورية الكونغو الديمقراطية 2/3 الكونغو _ زامبيا 4/2 * اللقاء الترتيبي مصر - الكونغو 4/0 * النهائي الأول جمهورية الكونغو الديمقراطية _ زامبيا 2/2 *النهائي المعاد جمهورية الكونغو الديمقراطية _ زامبيا 2/0 تطالعون في الحلقة المقبلة: لماذا منح الاتحاد الإفريقي حق إقامة الدورة العاشرة لإثيوبيا عام 1976؟ ومن هو المنتخب الذي حرم الجزائر من المشاركة في الأدوار النهائية؟ ومن هو المنتخب الذي كان له شرف انتزاع لقب البطولة؟ ذلك الذي سنتعرف عليه في الحلقة المقبلة.