استفادت دائرة واسيف الكائنة على بعد 30 كم جنوب ولاية تيزي وزو من مشروع بناء مستشفى بسعة 60 سريرا، المشروع الذي قررت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تدعيم القطاع به بهذه الدائرة جاء بعد الطلبات المستمرة للسلطات المحلية، تلبية لرغبات المواطنين الذين يتكبدون عناء التنقل للمناطق المجاورة على مسافات لا تقل عن 45 كم سالكين طرقات وعرة كثيرا ما كان الموت أقرب لسالكيها من المستشفيات المتجه إليها. خاصة وأن البلديات الثلاث التابعة للدائرة لا تتوفر إلا على قاعات للعلاج وعيادة متعددة الخدمات ببلدية واسيف، العيادة التي لم يستطع الطاقم الطبي العامل بها الرقي لمستوى متطلبات المرضى وقاصديها لطلب العلاج، كما تفتقر الدائرة لمركز للأمومة والتوليد، هذه الفئة التي تعد الفئة الأكثر تضررا من نقص التغطية الصحية بالمنطقة، وبعد الإعلان عن قرار إنجاز مستشفى بالدائرة ضمن مجموع ثلاث مستشفيات جديدة سيتدعم بها القطاع بالولاية والمدرجة في البرامج التنموية القطاعية لهذا الموسم، حظيت بلدية واسيف باحتضان المستشفى، إلا أن البلديات الأخرى دخلت باب المنافسة للظفر بهذا المشروع الهام الذي من شأنه فك العزلة على كل من بلدية أيت بومهدي وأيت تودارت، حيث قدمت البلديتان قطعا أرضية أكثر أهمية من حيث الإمكانيات والمؤهلات الطبيعية عن تلك التي قدمتها بلدية واسيف، حيث ستكلف أشغال تهيئة الأرضية وقتا إضافيا عن الآجال المحددة آنفا لاستلام المشروع، حسب ما أفادت به مصادر على صلة بالملف، في حين سيباشر في أشغال الإنجاز على الفور إذا تم اختيار القطع الأخرى ورجّحت ذات المصادر أن بلدية أيت بومهدي تعتبر الأكثر حظا للظفر بهذا المشروع، كون الأرضية التي اقترحتها السلطات المحلية لاحتضان المستشفى يتوفر على كافة الشروط اللازمة في مقدمتها الطبيعة التي تتناسب وطبيعة المنشأة المنتظر تشييدها، كما أنها تتوسط بلديات الدائرة وبلدية أيت تودارت قريبة ولا تزيد المسافة التي تفصلها عن دائرة واضية عن 4 كم، الدائرة التي استفادت بدورها من مشروع بناء مستشفى. وللإشارة فإن بلدية أيت بومهدي تعد من البلديات العاجزة والتي تعاني من تهميش ولا مبالاة منذ انقضاء عهد العشرية السوداء، وتعتبر في المرحلة الراهنة في أشد الحاجة لمشاريع استثمارية مماثلة من شأنها بعث الحياة بها مجددا وفك العزلة عليها، وتأمل السلطات المحلية للبلدية أن تكون هذه الأخيرة محتضنة المستشفى، ولقد تم إيفاد لجنة خاصة لدراسة الأرضيات المقترحة من طرف البلديات المعنية، في انتظار ما ستسفر عنه قرارات اللجنة يبقى المكسب الهام هو أن البلدية ستودع خلال أشهر معدودة أزمة التغطية الصحية التي طرحت على مستواها لسنوات خلت.