استعرضت الصحفية الأمريكية إيلين مختفي الزمن الجميل في جزائر ما بعد الاستقلال في كتاب شهادة بعنوان الجزائر عاصمة الثوار: من فانون إلى بلاكس بانترز ( الفهود السود). ويبدأ هذا الكتاب الصادر عن دار النشر الفرنسية لافابريك ايديسيون الذي يتناول من خلال 279 صفحة هذه الحقبة من تاريخ الجزائر المعاصر المثيرة لاهتمام العديد من الباحثين والمؤرخين ومناضلي الحركات التحررية بالتطرق إلى مسار مناضلة أمريكية شابة تكتشف القضية الجزائرية وتتبنى مسعى تصفية استعمارها لتشارك فيما بعد في بناء الجمهورية الجديدة. فانطلاقا من باريسالمدينة الواقعة بالشمال التي ترويها أمطارا يومية تكتشف هذه الأمريكية المنحدرة من نيويورك طبقة ثانوية وثقافة فرعية من خلال العمال الجزائريين المهاجرين الذين أدخلوا المدينة والبلاد في معركة وجودية من أجل الاعتراف والحرية . وتبقى الفترة 1962-1974 التي عاشتها بالجزائر الأكثر إثارة في سرد هذه المناضلة المنحدرة من عائلة يهودية من الطبقة الشغيلة الأمريكية والتي شاءت الأقدار أن تلتقي وتتزوج من المجاهد عمر مختفي (المتوفى في 2015). ففي أكتوبر 1962 وصلت إيلين التي كانت قد التزمت ألف بالمائة من أجل استقلال الجزائر إلى عاصمة البلد في نفس الوقت مع ممثلي الحركات الثورية لاسيما الإفريقية. وبعد العمل بضعة أشهر في الديوان الوطني الجزائري للسياحة تم تحويلها إلى رئاسة الجمهورية الجزائرية الفتية لتلتحق بقسم الصحافة والاعلام تحت اشراف شريف قلال الذي عين بعد ستة أشهر سفيرا بواشنطن.