حرفة يمتهنها الشيوخ والكهول بيع الخردوات صورة أخرى للبؤس في الجزائر أصبحت بعض الحرف المتداولة في الجزائر تعكس العوز والفقر الذي تعاني منه الأسر بحيث عادة ما نشاهد شيوخا وكهولا يعرضون خردوات يظهر قدمها وعدم صلاحيتها للاستعمال إلا أنه رغم ذلك يعرضونها للبيع وكلهم أمل في تحقيق بعض العائدات منها للعودة بها الى عوائلهم مساء فتلك الحرف تبرز صورة أخرى من صور البؤس في الجزائر ولم يقتصر امتهانها من طرف الشيوخ بل اقتحمها حتى الكهول وشبان من مختلف الأعمار. نسيمة خباجة عادة ما تصادفنا عبر الأرصفة بعض المقتنيات والخردوات فمن الأواني المنزلية الى الألبسة والأحذية وغيرها وتشترك في أنها مقتنيات قديمة ومهترئة إلا أن هؤلاء يموّهون أنفسهم قبل تمويه غيرهم بضرورة بيعها وجعلها مصدرا لاسترزاقهم في ظل انعدام مصادر دخل أخرى وهي حرفة تجلب لهم الشفقة والعطف من جهة وهناك حتى من ينظر إليهم نظرة احتقار فهي حرفة تتطلب الصبر والعزيمة وهي أحسن بكثير من مد اليد أو السرقة فهي في الأول والأخير كسب حلال ومن عرق الجبين. خردوات متنوعة تملأ الأرصفة تتنوع تلك الخردوات المعروضة على العابرين فمن الأواني إلى الملابس الى بعض الأجهزة المنزلية التي أكل عليها الدهر وشرب إلا أنها تبقى بصيص أمل لهؤلاء من اجل الاسترزاق في ظل البؤس والفقر والعوز يقول احد الكهول الذي يمارس الحرفة في ساحة اول ماي بالقرب من المستشفى الجامعي أنه يلجأ إلى هناك كل يوم ويحمل بين يديه مجموعة من المقتنيات التي يحصدها من منزله تختلف بين الألبسة والأجهزة المنزلية القديمة بعرضها على المواطنين وهناك من تشد انتباهه فيقترب من الطاولة ويستفسر عن السعر ويتفقد بعض المعروضات وعن مستوى البيع رد أن الناس طبقات ولا يستطيعون شراء الجديد فينفلتون قليلا الى تلك الطاولات لشراء بعض حاجياتهم فهناك من يميل الى الألبسة وهناك من يميل الى بعض الحاجيات الأخرى رغم قدمها إلا انها تشد انتباهه وتناسب قدرته المادية . حرفة تطالها الأعين والألسن يستغرب الكثيرون من لجوء هؤلاء الى بيع اشياء مهترئة ويتساءلون دوما عن مستوى الإقبال عليهم خاصة وأننا نسجل العزوف حتى على شراء الأشياء الجديدة من ملابس وأواني في ظل التنافس بين التجار وأصحاب المحلات فهي حرفة فريدة من نوعها تطالها الأعين والألسن حسب ما استقيناه من بعض ممارسي المهنة وحتى المواطنين تقول احدى السيدات التي التقيناها بالجزائر العاصمة أنه بالفعل تحتار لهؤلاء كما تغتاظ لحال بعض الشيوخ الذين يمكثون عبر الأرصفة ويصطفون بعض المقتنيات البالية على غرار الملابس القديمة ومختلف الخردوات الأخرى ولاحظت أن تلك الطاولات تكون في معظم الأوقات خالية من الزبائن حتى منهم من ينظرون نظرات ناقصة الى هؤلاء وبعض أصناف الناس يتهكمون عليهم وعلى السلع القديمة جدا وهي افعال غير لائقة فهؤلاء حاجتهم دفعتهم الى ذلك وعلى الجميع احترام مهنتهم الشريفة. تحدّ كبير من ممارسيها اقتربنا من بعض ممارسي المهنة لسؤالهم عن الظروف التي تحيط بهم وعن ممارسة عملهم فقالوا الكثير خصوصا وانهم ينزعجون من بعض المعاملات و الحقرة والظلم الذي يطالهم من طرف البعض فالناس معادن واصناف يقول السيد ابراهيم في العقد السابع متقاعد انه يمارس الحرفة منذ خمس سنوات فبعد تقاعده لم يحتمل الفراغ فراح الى جمع الخردوات الخارجة عن الاستعمال من بيته ليعرضها في الرصيف بنواحي الحراش وقال أنه اكتسب زبائن رغم نظرات النقص التي تلحق الحرفة والتي تحتاج الى الكثير من التحدي لممارستها.