هروباً من مستشفيات الموت .. مرضى الجزائر يحرقون إلى تونس! * على عكس الشائع.. تونس ليست جنة صحية يتوجه سنويا أكثر من 100 ألف مريض جزائري إلى المصحات التونسية للعلاج بسبب ضعف الخدمات الصحية في الجزائر وللسمعة الجيدة التي باتت تتمتع بها المصحات التونسية على الرغم من تكاليف العلاج الباهظة. فما الدافع إلى تهافت المرضى الجزائريين إلى المستشفيات التونسية رغم ارتفاع أسعار العلاج ومشقة التنقل؟ علما أنه وعلى عكس الشائع.. فإن تونس ليست جنة صحية .. تشير البيانات الإحصائية في الأعوام الأخيرة إلى تجاوز سقف طالبي الاستشفاء من الجزائريين بالمؤسسات العلاجية في تونس 120 ألف جزائري يقصدون العيادات التونسية الخاصة إذ لم تعد الرحلات الاستشفائية في العاصمة التونسية حكرا على العائلات الميسورة ماديا بل تعدتها إلى العائلات التي تعيش تحت مستوى الكفاف والتي تتلقى الدعم ل تمويل تكاليف الفحوصات والتحاليل المخبرية وحتى العمليات الجراحية المختلفة من خلال المساعدة عبر الإعلانات الإشهارية والجمعيات الخيرية التي توفر مبالغ تساعد هؤلاء عل دى الفرار إلى المصحات الخاصة التونسية من جحيم الافتقار لأدنى الخدمات وغلق إمكانية إجراء العمليات الجراحية بمستشفيات عمومية جزائرية سواء لانعدام الأخصائيين أو تأخر المواعيد أو قطع دابر الانتظار والصبر في قوائم البرامج في المستشفيات التي أضحت اليوم تعج بأسماء المرضى في انتظار أبسط العمليات الجراحية في بعض الحالات. وفي السياق ذاته أوضح الكاتب والإعلامي نجم الدين سيدي عثمان في منشور له بصفحته على موقع الفايسبوك أن نقص الخدمات وبطء المواعيد الطبية في الجزائر يدفع بكثير من المرضى للتوجه إلى تونس رغم ارتفاع تكلفة العلاج فأي فحص طبي روتنيي لا يقل ثمنه عن 60 دينار تونسيا (ما يعاجل نحو 3600 دينار جزائري) وإن أوصدت الباب خلفك وخرجت فلا يحق لك الحديث إلى الطبيب مجددا مقارنة بالجزائر كل أسعار الجراحة مرتفعة وثابتة وحين تدفع عند القابضة والموظفة أن دفعت المبلغ تحرر لك وصلا لتجري العملية وان لم تقبضه كاملا ونقصك مبلغ فعليك بتدبره.. والسبب الذي يجعل الإقبال غفيرا على العيادات التونسية هي التكفل السريع بالمريض هناك من يصل مساءً فيمكنه المرور ليلا إلى طاولة الجراحة حتى قبل أن يرتاح من تعب السفر بينما في بلادنا قد يضطر إلى الانتظار طويلا ولن يحظى بالتقدير ولو دفع الثمن مرّتين بينما في تونس هم منظمون وجاهزون دومًا للتكفل في أي وقت هناك كفاءات في الجزائر يضيف المصدر نفسه لكن العيادات غير منظمة ينقصها التأطير وتقدير المريض مع توفير المعدات فهذا ما تتفوق فيه بعض العيادات التونسية كما توجد اختصاصات نعاني فيها نقصًا فادحًا خصوصا طب العيون فيضطر آلاف الجزائريين إلى السفر محتومين غير مخيّرين. ويرى المتحدث أن هناك أطباء ممتازين في تونس لكن الكثير من التخصصات موجودة في الجزائر ولا تستحق عناء السفر ودفع مبالغ مالية مضاعفة وباستثناء تخصصات معينة ما زلنا متأخرين فيها. وعلى الرغم من الجهود التي قالت الحكومات المتعاقبة إنها تبذلها لتحسين الخدمات الطبية في المستشفيات إلا أن ذلك لم ينجح في تحسين النظام الصحي والخدمة الطبية مع وجود مشكلات معقدة لم تجد لها السلطات الجزائرية حلا ما يدفع المرضى للبحث عن العلاج ولو في الخارج.