وصف صفقة القرن بلعنة العصر قسوم يدعو العرب إلى وضع خلافاتهم جانبا أجمعت ردود الفعل الجزائرية الرسمية منها والشعبية على رفض ما سمي بصفقة القرن ويتواصل التعبير عن استنكار هذه الصفقة المشبوهة وقد ضمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين صوتها إلى الأصوات المستنكرة. وأكدت الجمعية استنكارها للصفقة بقلم رئيسها الدكتور عبد الرزاق قسوم في مقال نشرته أسبوعية البصائر لسان حال الجمعية الذي دعا إلى توحيد الصف العربي قائلا إنه على القوة الحية الواعية في وطننا العربي وأمتنا الإسلامية أن تتجند بالوعي للقضاء على النزاعات حيثما وجدت لرأب الصدع وإعادة اللحمة وإصلاح ذات البين فهذه الأنواع من الخلل هي التي تسلل إلينا منها الأعداء فلنفوت الفرصة عليهم ولنرتفع فوق جراحاتنا ولنتجاوز خلافاتنا ونزاعاتنا فإذا ضاعت فلسطين والقدس اليوم فالدور سيكون على مكة والمدينة غدا والبقية تأتي فليع إخواننا خطورة الوضع وليكونوا في مستوى ما تعلقه الأمة من آمال وما تعلنه من طموحات . وبذلك لم يكتف الدكتور قسوم بتشخيص الداء وشجب الصفقة التي وصفها بلعنة القرن بل سعى إلى تقديم وصفة تسمح للأمة بالنهوض من كبوتها مجددا وتساءل حول سبب تحول العرب والمسلمين من خير أمة أخرجت للناس إلى أقوام يسومهم الأعداء الخسف والهوان وصاروا أذل من الأوتاد؟ واعتبر قسوم صفقة العصر هذه النكبة الحضارية الثانية التي أنجزت بعد نكبة فلسطين الأولى التي أخرج فيها الفلسطينيون من ديارهم بغير حق إلأ أن يقولوا وطننا فلسطين متعجباً لتجرؤ الرئيس الأمريكي ترامب الذي اهتزت شرعيته في بلاده وحليفه الصهيوني نتنياهو الذي هو مهدد في عقر داره بالمحكمة والسجن وتجرأ هؤلاء على الشرعية الدولية الثانية بالحق والقانون والتاريخ. وينسجم موقف جمعية العلماء ورئيسها مع موقف الشعب الجزائري الذي أبدى رفضه التام لصفقة القرن عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي كما واصلت القضية الفلسطينية تسجيل حضورها بشكل لافت في مسيرات الحراك السلمي. من جهته قال الرئيس عبد المجيد تبون قبل أيام إنه اتفق مع نظيره التونسي قيس سعيد على رفض خطة الولاياتالمتحدة للسلام في الشرق الأوسط مشددا على أن ما يسمى بصفقة القرن غير مقبولة معتبراً أن فلسطين ليست ضيعة حتى تكون موضوعاً لصفقة . كما أعربت الجزائر من خلال بيان أصدرته وزارة خارجيتها عن تمسكها بمبادرة السلام العربية المعتمدة خلال القمة العربية ببيروت والمبنية على مبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة مقابل السلام في إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة . وختم البيان بالدعوة إلى التحلي بروح المسؤولية وإلى ضرورة رص الصف الفلسطيني وتوحيد كلمته وإلى أهمية تنسيق العمل العربي والدولي المشترك من أجل تجاوز الانسداد القائم .