قررت مؤسسة عميروش نسبة إلى اسم العقيد المحنك للولاية الثالثة التاريخية خلال ثورة التحرير الوطنية تأجيل نشاطاتها بسبب تفشي وباء كورونا (كوفيد-19) وهذا إلى غاية توفر شروط الحياة العادية. وأوضح بيان للمؤسسة أن الوباء هذا العالمي يتطلب منا كعائلة ومؤسسة ومناضلين الحفاظ على أرواح الأشخاص وتفادي انتشار فيروس كورونا القاتل مشيرا إلى أن ذلك هو السبب الذي دفعنا إلى اتخاذ قرار تأجيل النشاطات إلى غاية توفر شروط الحياة العادية . وأضافت المؤسسة أنه حتى وأن كنتم في الحجر الصحي إلا أننا نعلم بأنكم تحملون في قلوبكم ذاكرة العقيد عميروش وكفاحه كما أننا نوجه جزيل الشكر إلى أولئك الذين تجندوا من اجل تنظيم الحدث. كما ذكرت المؤسسة أنه منذ 61 سنة استشهد العقيد عميروش في ميدان الشرف وسلاحه في يده في جبل تامر بمنطقة بوسعادة مع التأكيد على أن الشهيد يعتبر في الذاكرة الجماعية للجزائريين بطلا استطاع من خلال شجاعته وإقدامه وكرمه قيادة فيلق من الجنود في كفاحهم ضد المستعمر الفرنسي . لقد استطاع -يضيف المصدر- أن يرسم الطريق نحو الاستقلال الذي افتك مقابل تضحيات كبيرة من أرواح الجزائريين. كما أكد بيان المؤسسة أن برنامج نشاطات إحياء الذكرى ال61 الذي أعد منذ أشهر يتزامن مع ظرف صحي استثنائي . ويجدر التذكير أن الشهيد عميروش آيت حمودة قد ولد ذات 31 أكتوبر 1926 بقرية تسافت أوقموني حاليا في بلدية ابودرارن (تيزي وزو). انضم منذ الأربعينات إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية بغليزان حيث كان يدير محلا للمجوهرات قبل أن يلتحق بفرنسا في سنة 1950 ليوفر لأسرته ضروريات الحياة مع مواصلته لنشاطه السياسي. ليعود في سبتمبر 1954 إلى ارض الوطن للمشاركة في اندلاع الثورة التحريرية والالتحاق بالجبال بمنطقة عين الحمام. وعند استشهاد عمار ايث الشيخ في 1955 تولى عميروش آيت حمودة قيادة منطقة عين الحمام. وبسقوط الشهيد مصطفي بن بولعيد في ميدان الشرف (قائد الولاية التاريخية الأولى) تم تكليفه بإعادة تنظيم الولاية الأولى التاريخية. كما آلت إليه مهمة ضمان أمن المؤتمرين بالصومام في سنة 1956. وقد رقي عميروش إلى رتبة عقيد في سنة 1957 وعين قائدا للولاية الثالثة التاريخية بعد أن تم استدعاء كريم بلقاسم ومحمدي السعيد لعضوية المجلس الوطني للثورة الجزائرية. وقد سقط في ميدان الشرف وهو في طريقه إلى تونس مع مجموعة من رفاقه على مستوى جبل ثامر ببوسعادة بتاريخ 29 مارس 1959.