تم أمس السبت، بمتحف المجاهد مدوحة بولاية تيزي وزو، الإعلان الرسمي عن إنشاء مؤسسة العقيد عميروش آيت حمودة «لساس اعميروش آث حمودة» بالأمازيغية، بحضور وزير المجاهدين السيد طيب زيتوني ووزراء سابقين منهم محمد شريف عباس، شريف رحماني، مزيان شريف وغيرهم. والي تيزي وزو السيد محمد بودربالي والعائلة الثورية التي توافدت بقوة منهم المجاهدة جميلة بوحيرد وعلي آيت أحمد، وغيرهما من المجاهدين والمجاهدات رفقاء درب عميروش الذين اكتظت بهم قاعة متحف المجاهد مدوحة لتيزي وزو. وخلال حفل الإعلان الرسمي لعملية «إنشاء مؤسسة العقيد عميروش» قائد الولاية الثالثة تاريخيا إبان حرب التحرير المظفرة 1954، قال نجل الشهيد، نورالدين آيت حمودة الذي يرجح أن يكون رئيس المؤسسة بعد عقد جمعية عامة، أن هذا اليوم «يوم تاريخي»، مخلدا ذكرى رفقاء درب والده العقيد عميروش أمثال المجاهد رشيد أجاوود الذي وافته المنية مؤخرا، والذي كان مقررا أن يترأس المؤسسة وكذا الجنرال بن معلم وسي سعدي ناث وعبان اللذين لم يسعفهما الحظ لحضور مراسم إنشاء المؤسسة لأسباب صحية. وأضاف نورالدين آيت حمودة، أن أحد الأهداف الرئيسية لمؤسسة عميروش، هو ترقية النضال الذي قام به قائد الولاية الثالثة تاريخيا الشهيد البطل عميروش آيت حمودة، رفقة كوكبة من شهداء ثورة نوفمير التحريرية 54، مشيرا إلى أن المؤسسة مسجلة في إطار النضال من أجل المواطنة، الحكم الراشد، الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات وترقية العدالة الاجتماعية وغيرها، مع العمل على جمع الشهادات لترقية التاريخ من خلال العمل والتنسيق مع منظمات أخرى تعمل في نفس الإطار، داعيا وزير المجاهدين عبر الواجب السياسي وأخلاقي العثور على بقايا المجاهدين المفقودين وكذا استرجاع جماجم المجاهدين الموجودة بفرنسا. وزير المجاهدين السيد طيب زيتوني، تعهد بتقديم كل الدعم الضروري والمطلوب لهذه المؤسسة لتي تحمل اسم أحد القادة الرموز للثورة التحريرية، حيث حيا مبادرة إنشاء مؤسسة تحمل اسم العقيد عميروش التي ستعمل على ترقية ذاكرة هذا الشهيد الشجاع الذي استشهد بميدان الشرف من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار، قائلا: «عميروش ناضل ببطولة من أجل تحرير كل الوطن»، مشيرا إلى أهمية مشاركة الجميع لترقية وحماية المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء والمجاهدون قائلا: «الجزائر أمانة في أعناقنا». وخلال تطرقه لمسألة كتابة الثورة التحريرية المظفرة نوفمبر 1954، ذكر وزير المجاهدين بعزم الوزارة الوصية على تشجيع كل مبادرة تهدف وتسعى إلى ترقية وتطوير وإثراء أكثر لتاريخ نوفمبر، بدون قيود وطابوهات أوحواجز مهما تكون طبيعتها، مشيرا إلى أن وزارته سجلت إلى حد الآن 16 ألف ساعة تقديم شهادات للمجاهدين حول ما حدث إبان حرب التحرير 54، إضافة إلى العمل الجبار والكبير الذي يقوم به يوميا 44 متحفا للمجاهد عبر التراب الوطني، كما أن هناك لجان مختلطة بين وزارة التربية والمجاهدين وبين هذه الأخيرة ووزارة التعليم العالي التي تعمل من أجل كتابة التاريخ، قائلا: «الجزائر ليست موارد طبيعية التي تزول وإنما الجزائر هي الرجال والتاريخ». للإشارة، تميز حفل إطلاق إنشاء مؤسسة «عميروش آيت حمودة»، بتقديم شهادات مجاهدين حول القيم الجوهرية التي كان يتسم بها البطل الشهيد عميروش إبان حرب التحرير المظفرة، حيث حيا كل من المجاهد وعلي آيت أحمد، وزير المجاهدين الأسبق محمد شريف عباس، صالح قوجيل وغيرهم الذاكرة التاريخية للبطل عميروش قائد الولاية الثالثة تاريخيا، مؤكدين استعدادهم للمساهمة في تجسيد مهام المؤسسة، كما اغتنم المجاهد صالح قوجيل المناسبة لتقديم لنجل الشهيد عميروش بعض الصور الحصرية لأبيه العقيد رفقة مجاهدي الولاية الأولى التاريخية الذين اجتمعوا بجبل شليا بباتنة.